الإيجاز أم التفاصيل؛ أيهما الأكثر فعالية في إيصال رسالة المحتوى؟

بالنسبة لي الأمر سواء بالتفصيل أو الإيجاز فالأمر يتعلق بنوعية المحتوى بحدّ ذاته، يوجد نوع من المحتوى أين نحتاج للتفصيل كي تصل الرسالة، وأحيانا في حالة الإيجاز في مثل هذا النوع قد يختلّ المعنى ويساء الفهم، لهذا يجب أن نكون حريصين على إيصال الرسالة بشكل جيد.

لكني لا أؤيد التفصيل الذي يخلق الملل في المتابعين، ويمكن أن يتم تقسيم المحتوى إلى حلقات أو مواضيع صغيرة ونترك فيها طابع التشويق كي يستمر المتابع في متابعته للمحتوى الذي نقدّمه، فقد يكون التفصيل الممل في البداية سببا في توقف المتابعة ومنه لن يستفيد أحد من هذا الأمر.

أعتقد أن نوعية الجمهور لها العامل الأكبر في تحديد زوقه وما يتقبله ، وربما يتدخل في الأمر أيضاً رأي صاحب المشروع ولكن بشكل عام يعد الإيجاز هو الأفضل ولكن ليس في كل الحالات .. فعلى سبيل المثال في صناعة المحتوى التلفزيوني تختلف الأزواق فيه بالنسبة للجمهور

ولكن هناك عوامل أخرى تتدخل مثل ميزانية إنتاج العمل المتوفرة ، ولكن أهم عامل بلا شك هو ما تتحمله التجربة الكتابية نفسها فإن كنت أتحدث عن مسلسل فهناك بعض الأفكار يعد العبقرية فيها هو طلاحها بإيجاز ، وهناك أفكار أخرى العكس فيها يكون هو الأصح .. وهذا لو شئنا أن نقول أن أهم العوامل المؤثرة فيه هو التركيز على المحتوى نفسه هل هو سيكون في أفضل شكل له إذا تم عرضه بإيجاز أم العكس .

اعتقد أن الشيء الحاسم في هذا الأمر هم المنافسين الأوائل في هذا الموضوع أو الكلمة المفتاحية

فعندما تحلل المنافس الأول والثاني وما يليه ستجد لديهم أفضل الممارسات !

كل شيء يتوقف على الموضوع الذي يتم مناقشته، فمثلا في المواضيع الخاصة بالمال الناس تريد التفاصيل علي قدر المستطاع، أما المواضيع الخاصة باخبار التكنولوجيا الناس تريد الاختصار؛ وانا عندي طريقة استخدمها لو يوجد موضوع سأقوم فيه بشرح مفصل وهي أنني أقوم في البداية بتوضيح خلاصة رأيي ثم أقول للقراء:- من يريد التفاصيل ومعرفة سبب اختياري هذا الرأي، يقرأ السطور القادمة.

منها نوع الجمهور المستهدف

حتى لو حددنا الجمهور المستهدف من المحتوى، فسيبقى هذا الجمهور مُقسّم إلى شرائح وفئات لا تتشارك جميعها في الاهتمامات والميول، فيظل التنويع بين المحتوى الطويل والقصير ضرورة فلا يغني أحدهما عن الآخر، فضلًا عن أن التغاضي عن أحدهما قد يضر بصورة ومصداقية صانع المحتوى وفقًا للمحتوى الذي يقدمه، فمثلًا من يعمل على محتوى يقدم دورات تدريبية بديهي أن المحتوى الطويل سيكون خيار مفضل، ويبقى في يده أيضًا أن يصنع شورتس أو ريلز بمقتطفات من المعلومات المثيرة التي تجذب الجمهور لمحتواه الطويل، فكل منهما يصب في مصلحة الآخر.

كما أن التوقيت مهم أيضًا، ففي البدايات من المفيد أن يكثر صانع المحتوى من المحتوى القصير أولا حتى يحقق الانتشار، ثم بعد ذلك يستعين بالمحتوى الطويل.