الكتابة عملية معقّدة ومركّبة بحد ذاتها، فتخيّل أن تضيف إليها عمليات أخرى لها تعقيدها الخاص فتغرق في بحر التعقيد فتترك الكتابة!
هذه بالضبط كانت معاناتي مع الاستمرار في التدوين والكتابة الإلكترونية على المنصّات الأجنبية مثل ووردبريس الذي أنشر من خلاله الآن وأكتب مضطراً لعدم توفّر بديل آخر يحلّ المشكلة. تجبرني المنصّة على التعامل مع عمليات وأمور تقنية متعددة تزيد الوقت المستغرق لكتابة تدوينة واحدة. فالأمر لا يقتصر فقط على مجرد الكتابة. خذ عندك:
- مرحلة الكتابة
- تنسيق النَص المكتوب (قد تفكّر في الانتحار لو حاولت إنجاز المهام من الهاتف الذي يقولون عنه ذكي)
- اختيار صورة بارزة للتدوينة
- إعداد بنية التدوينة من (وسوم، تصنيفات، الرابط...)
- ثم معاينة التدوينة للتأكد من أن كل شيء جاهز
- ثم النشر أخيراً
لاحظ بين مرحلة الكتابة ومرحلة النشر عدة مهام لا غنى عنها، والحق يُقال أن المنَصّة (ووردبريس) تحاول جاهدة تسهيل الأمور كل فترة، لكن هذا قد يُجدي نفعاً للجمهور الذي لغته لغة المنَصة، أما نحن الجمهور العربي نظل نعاني مهما حاولوا تسهيل الأمور.
بإمكانك التخمين بطبيعة الحال، مع تكرر هذا في كل مرة ينوي فيها الكاتب إنشاء تدوينة ينتهي به المطاف للاستسلام والتخلّي عن الكتابة والتدوين بالكلّية (لحد ما ربنا يفرجها).
والفرجُ المأمول كان يتراءى في صورة حلم لكل كاتب محتوى عربي أن يُولد شخص مقدام، جريء، شجاع، يحمل على عاتقه مهمة تطوير المحتوى العربي، وإنشاء منتجات تحاكي المنتجات الأجنبية الشهيرة لكنها مخصصة لنا ككتّاب عرب.
وجود مَنصّة عربية تشبه ووردبريس، ووجود مَنصّة عربية كذلك شبيهة بموقع ميديوم medium الشهير، أو موقع صبستاك substack لإدارة النشرات البريدية للكتّاب كان حتى يوم الجمعة 12 يناير من عام 2024 ضرباً من ضروب الخيال، وحلماً بعيد المنال.
في هذا اليوم أعلنت ثمانية عن حدث ضخم كانت تسوّق وتشوّق له منذ أيام، وجاء الحدث على قدر التشويق، يستحق الضجة. فقد حوّلت أحلام الكتّاب إلى واقع، والمستحيل صار ممكناً.
- نعم، باتت هناك مَنصّة عربية لإنشاء محتوى عربي.
- نعم، أصبح لدينا مَنصّة عربية تمكّن الكاتب العربي من إنشاء نشرة بريدية وتكوين جمهور عربي يرتبط بكتاباته وإنتاجه عبر البريد الإلكتروني.
عرفت ثمانية احتياجات المستخدم وعكفت على تلبيتها. الآن سأكتب وأدع الباقي لثمانية، مهمتي أن أكتب وفقط! وفي هذا حقيقةً نفع عظيم، وخير كبير يجعل المحتوى العربي أكثر إثراءاً وعمقاً عندما يركّز الكتّاب على الكتابة وحدها، وتتكفّل المنصّة بالأمور التقنية والمُعزّزات التي تساعد الكاتب على انتشار محتواه.
كل الشكر لفريق ثمانية على هذا الحدث، وعلى رأسهم عبد الرحمن أبو مالح الذي أوضح أن هدف ثمانية هو "ضمان استدامة المحتوى العربي الممتاز".. شخصياً متفائل بهذا الإعلان وفي انتظار بدء تشغيله واستخدامه وتجربته. وإن كانت رسالتي ستصل إلى أبناء ثمانية فأقول لهم: أدخلتم أنفسكم في تحدٍ صعب وكبير، لكنه يستحق التعب، وأنتم قدّها.
سجّلت في المنصة وفي الانتظار..
___
رابط التدوينة على مدونتي:
التعليقات