مرحبًا،

منذ ظهور طفرة الشبكات الاجتماعية، وهناك حالة عداء تام بين المدون وبين الشبكات الاجتماعية، بحكم أنها تسرق وقت المدون، وتختزل أفكاره في بضع جمل ركيكه. بعد أن كان يكتب تدوينات من 1000كلمة، أصبح مجبرًا على صياغة جملة صغيرة من عدة كلمات شريطة أن لا يتجاوز عدد الكلمات المسموح به!

أنها (لعنة الكُتاب)، ليس هناك شيء أسوأ على الكاتب من أن تقوم (بسجنه داخل إطار محدد) ثم مراقبته وفرض هذه القوانين عليه. أنت هنا تقوم بسلبه حريتة. :)

حسنًا؛ لنكن واقعيين في طرحنا، اليوم الشبكات الاجتماعية باتت هي (الطريق الأسرع) للوصول نحو الجمهور، جمهورك موجود هناك. هل ستبقى بعيدًا في مدونتك لا أحد يعلم عنك شيء!

أريد هنا أن أخرج لك بمعادلة تحدد لك (كيف تستخدم الشبكات الاجتماعية دون قتل مهارة التدوين).

استخدمها لتدفق الأفكار

اليوم على الشبكات الاجتماعية هناك المئات من القصص الرائعة، التي تحتاج لكاتب حاذق يقوم بروايتها. (أنا لا أعني متابعة الترند المدفوع ثم كتابة قصص عنه)، نعم الترند في بعض الشبكات الاجتماعية مدفوع، والمواضيع والقصص التي تصل إلى حجم هائل من التفاعل. غالبًا يقف خلفها وكالات تسويق تدفع من أجل جعل هذه القصة ممتعه. لكنها في الأساس مجرد ترويج لمنتج ما.!

كف تتجنب مثل هذه القصص، وتبحث عن قصص شيقة تستحق الرواية؟

يبدو سؤال صعب، سيجعلك تنقب في تويتر وفيسبوك وانستقرام بشكل طويل جدًا، مما يعني سرقة المزيد من وقتك وأنت تبحث عن قصص.!! طبعًا لا :)

مهارة البحث عن (شيء مُثير يستحق الرواية) في الشبكات الاجتماعية. هي مهارة تتطلب منك معرفة استخدام مهارات البحث في كل شبكة اجتماعية تستهدفها، ثم معرفة استخدام التصنيف في كل شبكة (القوائم في تويتر، المجموعات في فيسبوك، الهاشتاق في انستقرام) كأمثلة. كلها أدوات تصنف لك البيانات. (سواءً تصنيف شخصي منك أو من الجمهور).

ثم لدينا بعد مهارتي البحث والتصنيف، مهارة مهمة وهي (الربط)، تستطيع أن تكتب قصة تربط فيها بين (حديث الناس عن العمل المنزلي في تويتر) وبين مكاتب العمل المنزلي، وبين أسعار كراسي المكاتب في المتاجر، وبين طريقة الجلوس الصحيحة ومخاطر الجلوس لفترات طويلة، وبين أفضل وأجمل المكاتب.

هذه القصة يمكن أن تستخدم (تويتر وانستقرام) وستجد محتوى هائل لكنه غير مترابط. وكل واحد منهم يغني على ليلاه.!

لكن (بحسك الصحفي وبذكائك) يمكنك أخذ كل هذه العوامل وجمعها في قصة صحفية واحدة، مترابطة وذات معنى واضح. مستشهدًا بكل ما قرأته في الشبكات الاجتماعية. واضعًا نصب عينيك حديث الناس (كمؤشرات) على قضيتك التي تتحدث عنها.

(الربط بين كل هذه المواضيع في قصة واحدة) يحتاج منك إلى خيال واسع. وفهم للاقتصاد، وربط منطقي. وكأنك تقول للناس هكذا

كورونا تسبب في ملازمة الناس لمكاتب المنزل، نشأ عن ذلك حديث وأسئلة في تويتر عن أفضل الكراسي، استغلت بعض المتاجر هذا الطلب وأعلنت عن منتجاتها، لكن انتبه جلوسك لوقت طويل قد يسبب لك مشاكل صحية، ثم تقول للقارئ ما رأيك أن نخرج في جولة على المكاتب في انستقرام، هذا مكتب مبرمج في أمريكا، وهذا يوتيوبرز لديه مكتب جميل، وأنظر ماذا لدينا من هذه المكاتب وكيفية طريقة الشراء. وهكذا تذهب بعيدًا في سرد قصتك المترابطة.

هذه القصة كمثال، ويمكنك أن تكسب كل الجمهور من الشبكات الاجتماعية ومن محركات البحث في حال كنت متقن إلى مهارات SEOعندها ستكون أن صاحب اليد الطولى عندما يبحث الناس عن كلمات مثل (كرسي للمكتب، أضرار كرسي المكتب، أفضل المكاتب المنزلية، مكتب للمنزل، كيف أعمل مكتب للمنزل) وغيرها من الكلمات المفتاحية التي يمكنك أن تسيطر عليها. فقط لأنك ذكي وقمت باستغلال القصة وكتبت شيء رائع.

استخدمها للترويج لقصتك

بعد كتابة القصة، عليك الآن الترويج لقصتك من خلال الشبكات الاجتماعية. وهذا أمر ممتع لكنه يتطلب ذكاء، وتوقيت معين، وكلمات محددة، ومواعيد نشر مختلفة. والاستعانة ببعض المهتمين في المجال. (إذا كنت تنشر موضوع عن الطماطم لا تطلب من المهتمين الباذنجان أن ينشرونه). صحيح أنك ستقول .. ربما أكسب نوعية جمهور جديد. نعم يبدو ذلك. لكن دومًا ركز على جمهورك المستهدف من المقال إذا كسبته بشكل جيّد يمكنك الانتقال للخطة ب. وهي جمهور من عينات أخرى.

محتوى الطماطم يذهب لجمهور الطماطم

محتوى الذكاء الصناعي يذهب لجمهور الذكاء الصناعي

من الغباء والخطأ أن تطلب من صديقك المهتم بمجال الزراعة العضوية الذي لديه 30 ألف متابع، أن يقوم بنشر مقالك الذي يتحدث عن الذكاء الصناعي. أن هنا تخلط الأمور ولا تحقق هدفك. هدفك هو حساب لديه 1000 متابع فقط لكنهم جميعًا لديهم اهتمام بالذكاء الصناعي.

هذا المثال فقط حتى أخبرك بأهمية (السوق المتخصص)، وسبق كتبت مقال على مدونتي عن أهمية (التخصص الدقيق) في التسويق وفي المهارات، يمكنك مراجعة المدونة وقراءة المقال.

استخدمها للبحث عن ضيوفك

المقالات التي انشرها عادةً احتاج لرأي خبير مختص في المجال، أعتقد أن أعظم ميزة قدمتها لي الشبكات الاجتماعية هي ميزة سهولة البحث عن مختص في المجال الذي اتحدث عنه. حتى لو أردت البحث عن مختص في مجال (زراعة البطاطس على المريخ)، ستجد في تويتر مختص بذلك أو صاحب تجربة أو شخص حاول ذلك. (الحياة مليانه قصص يا صديقي). المهم عليك أن تكون متأكد أن قصتك التالية تحتاج إلى ضيف يدعم الرأي الذي تقوله أو ينفيه. حاول أن تكون قصتك تدعم ثلاثة آراء على الأقل. لا تجعلها صوت واحد يؤكد شيء واحد. (إلا في حال كنت خبير في مجالك ولك وجهة نظر وتريد الحديث من جانب خبرتك وتجربتك). هنا من حقك إن تعطي رأيك بكل شجاعة. لكن في حال كنت تكتب عن مواضيع متعددة ومتفرقة .. أنت في حاجة إلى الخبراء لدعم أو دحض قصتك الجميلة.

لا تحل مشاكل الكوكب؛ البشرية لا تحتاج ذلك!

الحياة أبسط وأسهل وأمتع من أن تقضيها في الصراخ والنقاش على ساحات الشبكات الاجتماعية. استمتع بالقهوة والشاي ودعها تسير كيفما تشاء. في حال تم ترشيحك لمنصب (رئيس الأمم المتحدة) عندها يمكنك البدء في حل مشاكل الكوكب والاهتمام بغابات الأمازون، وحرائق استراليا، وقضايا المهاجرين، ومشاكل الاحتباس الحراري، وغيرها من قضايا الكوكب.