من فترة نشرت هنا معكم عن أهمية الكتابة النسوية خاصة في كتابة الأعمال الدرامية وتفاجأت أن هنالك بعض الناس لا يعرفون أن في بدايات السينما في مصر تحديدا كانت هنالك اسهامات كبيرة من النساء في الكتابة وأيضا تجربة روز اليوسف في مصر ودورها في نشر الثقافة من خلال صالونها الأدبي أو مؤسستها الصحفية، وغيرها من الاسهامات الهامة وحتى عندما يتحدث الناس عن الأحداث التاريخية الكبرى لا يتم الإشارة إلى المرأة كثيرا وكأنها مجهول وهذا ما يتماشى مع مقولة فرجينيا وولف أنه “في معظم الأحداث التاريخية كان المجهول امرأة.” فإلى أي مدى تتفق أو تختلف معها؟
“في معظم الأحداث التاريخية كان المجهول امرأة.” ما رأيك في هذه المقولة؟
في الحقيقة هذه المرة الأولى لي التي أسمع فيها عن هذا الأمر، بل على العكس من ذلك هناك عدد كبير من النساء اللواتي ذُكرت أسمائهن في مختلف الأحداث التاريخية وكان لكل منهن دوراً عظيماً أو اختراعاً مميزاً تم توثيقه، على سبيل المثال من النساء العرب هدى شعراوي ودرية شفيق وسميرة موسى ومي زيادة وزها حديد وغيرهن، وكذلك النساء الأجانب مثل ماري كوري وآدا لوفلايس والكثيرات.
هذه معلومة جديدة بالنسبة لى أيضاً، ولكن ما المانع أن يكون المجهول إمرأة أو رجل لم تسنح الفرصة لذكر إسمه/ها فى المنتج الفكرى، وكما ذكرتي أنتى هناك الكثير من النساء المعروفات بأدوارهم العظيمة، إذاً أختلف مع المقولة قد يكون رجل أو إمراة لا مانع، ولكن مما إستشهد به حمدي لما لانقول أن المجهول هوا رجل؟ أشعر وكأن الأمر فيه تحيز - نسوية - شئ من هذا القبيل، أهوا كذلك حقاً؟!
لا الأمر وما فيه أن كثير من العصور الماضية كان يُنظر للمرأة على أنها أقل شأنا من الرجل وعلى هذا الأساس كانت الناس لا تقبل ولا تثق في أي عمل تقدمة إمرأة، فكثير من الكاتبات كانت تنشرن أعمالهن باسم رجال حتى تأخذ حقها في التقييم دون إنقاص من جودتها بسبب تلك النظرة المشار إليها حتى جي كي رولينج اضطرت للاستغناء عن اسمها الحقيقي عند نشر رواية هاري بوتر لأول مرة بنصيحة من دار النشر لأنهم اعتقدوا أن الأطفال الذكور لن يفضلوا قراءة عمل ألفته إمرأة! يعني تخيل حتى الأطفال لديهم هذه النظرة في هذا السن!
فكثير من الكاتبات كانت تنشرن أعمالهن باسم رجال حتى تأخذ حقها في التقييم
هذا أعتقد أقرب مثال للمقولة ووجهة نظر الكاتبة، حتى أنني أتذكر أن هنالك كاتبا حاز على نوبل في الأداب وبعد فترة يعتقد العديد أن زوجته هي التي كانت تكتب كل هذه الأعمال ولكن كان يتم النشر باسمه لأن الأوساط الثقافية لن تقبل هذه الكتب من امرأة، لا تسعفني الذاكرة الأن عن اسم الكاتب ولكن تم عمل فيلم سيمائي يناقش هذه القضية بعنوان the wife
بالفعل هنالك العديد من النساء لهن اسهامات عديدة لا أحد ينكرها ولكن لا يتم تداولها بصورة كبيرة، فماري كوري على سبيل المثال أول من حاز على نوبل في مجالين مختلفين وهذا ليس بالأمر البسيط فهذا استثناء لم يحصل عليه العديد من العلماء، وفي النهاية هي وجهة نظر حول المقولة نفسها البعض يراها صحيحه والبعض لا.
مقولة فرجينيا جدلية إلى حد كبير.
كونها تحمل كلمة "تاريخ"، والتاريخ شامل لكل الآراء والسياسات، أي أن كل مقولة وكل صفة تستطيع أن تجد لها حجج وأدلة وبراهين وقصص.
في العصور الماضية ربما كان للمرأة دور كبير في التخطيط والتدبير، ولكن الرجل كان في الواجهة غالباً في مرحلة النطق بالأحكام والتنفيذ، لذلك يسجل التاريخ من قام بالفعل لامن دبر وخطط له.. مثل قصة قتل محمد الفاتح لأخوته الذكور ومنهم من كان رضيعاً ليستفرد بالحكم وقد فعل ذلك حتى قبل دفن والده، "بتخطيط من والدته" تحت دستور
(يُمكِن لأي من أبنائي، الذي سيهبه الله السلطنة، أن يتخلص من إخوته لأجل مصلحة الدولة) وهذا النص شرعي اسلامي حسب رأيهم.. ولكن التاريخ لايذكر إلا أن محمد الفاتح قتل اخوته.
وأيضاً كاترين ديميتشي التي تزوجت في سن الرابعة عشرة ثم جلعت من زوجها ملكاً لفرنسا.. والتاريخ سجل فقط أن هنري الثاني هو ملك فرنسا..
ورغم تلك الأمثلة وآلاف غيرها لانقول بأن المرأة مغبون حقها
فهناك الكثير من النساء سطرن في التاريخ أسمائهن بتفرد بدور البطولة وساهمن بتغيير العالم وكن فاعلات في السياسة والتطبيق والتنفيذ معاً، مثل كليوبترا والملكة فيكتوريا و روزاليند فرانكلين وماري كوري وإميلين بانكيرست ، واوبرا وينفري وغيرهم الكثير والكثير.
من وجهة نظر نسوية تعجبني المساهمات والمقولات التي تصف المرأة بأنها تستحق المزيد من التعظيم والإحقاق والفرص.
هي جدلية لأننا أيضا نسمع كثيرا مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة! وكأن دورها يعتمد على كونها مخفية بشكل ما، كل الأمثلة التي ذكرتيها أرى أنه لا يتم تداولها بكثرة إلا عندما نتحدث عن النساء ولكن لو تحدثنا بشكل عام عن الملوك فلن يتم ذكر كليوباترا وكأنها مجهول لابد من الإشارة إليها بوجه الخصوص حتى نتحدث عنها، أتذكر من السير الشعبية للأبطال مثلا عنترة وأبو زيد الهلالي وعلي الزيبق ولكن نادرا ما يتحدث أحد عن السيرة الشعبية للأميرة ذات الهمة! وهكذا وهلم جرا لابد من فتح الموضوع المخصص ونوجهه ونحدده ليك يتم ذكر المرأة، أنا لا أقول أنها مجهولة فالتاريخ يذكرنا بالعديد وخاصة في الميثولوجيا كانت أغلب الملهمات نساء في أغلب الحضارات ولكن في الأحداث التاريخية يتم تجنيب المرأة هذا حقيقي نوعا ما.
مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة! وكأن دورها يعتمد على كونها مخفية بشكل ما
أوافقك هذا الرأي بشدة..
إذا هو صراع أزلي لم يحسم لصالح المرأة في غالب الأحيان رغم أن المقدمة تتسع للجميع.
قرأت مرة حكمة أو شطر من بيت تقول فيه المرأة للرجل في محاولة هدنة
لا أنت لي نقص ولا أنا سالبٌ منك الكمالِ
فليعش كلٌ منا عزيزاً غالِ.
التعليقات