كتاب ضد موت المؤلف: هل اللغة العربية عائقا أمام انتشار الكتب والأفكار؟

اللغة العربية ليست عائقا أمام انتشار الكتب والأفكار، بل هي ثروة ثقافية وتاريخية تستحق الاحترام والتقدير. اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، ولغة الشعر والأدب والفلسفة والعلوم في الحضارة الإسلامية. هي لغة تحمل في طياتها ميراثا عظيما من المعارف والحكمة.

فكرة أن اللغة العربية عائق للانتشار لا ينتقص منها شيء ولا من قوتها كلغة، ولكن لنكن واقعيا، اليوم الكتاب أو الرواية لكي يحقق شهرة يجب أن يترجم للإنجليزية، لذا إما الكاتب نفسه يكون لديه هذه القدرة اللغوية، أو أن تعمل دور النشر علب ترجمة الكتب عالية المبيعات ونشرها بأسواق عالمية، وبذلك يكون استفاد وانتشر بمعدل أكبر.

وماذا إن تُرجمت الكتابات العربية للغات أخرى، هل ستحدث هذه الخطوة صدى في أوساط القراء فيتجهون لاقتناء كتبنا؟

كلا، لن يحدث لأننا في نظرهم لا نملك العقول ولا الكفاءة ولا جودة المحتوى، ما الذي ينقص قارئ غربي في المحتوى المتاح له ليتخطاه باحثًا عن كتابات قلم عربي؟

المشكلة ليست في اللغة العربية بل في تراجع الأمة الناطقة بها في كل المجالات وانهزامهم أمام الثقافات الأخرى مهما كانت متدنية.

عجبني موضوعيتك في نقاشك حول اللغة العربية ولكن لدي تعقيب بسيط حول أن اللغة العربية ليست عائقا والحديث عن جماليات اللغة، لي صديق ألماني يقول بأن اللغة الألمانية هي لغة الشعر الأولى وحينما تسائلت كيف هذا قال لي لن تدرك لأنك لا تتحدث الألمانية ونفس الأمر لصديق أسباني وأخر برتغالي جميعهم يقرون بأن لغتهم هي لغة الشعر والموسيقى فأظن أن الأمر يعود لإرتباط كل فرد بلغته واعتزازه بها بالتأكيد.

ولكن هذا لا يعني أن نغلق أبوابنا على اللغات الأخرى، بل نسعى للتواصل معها والانفتاح عليها.

بالتأكيد وهذا ما يحاول أغلبنا فعله في الوقت الحالي ويمكننا أن نرى نتيجة هذا حاليا في وسائل التواصل والتفاعل على ما يحدث فبسبب توسعنا في اللغات أصبحنا نرد على الأمور ونتحدث بلغات يفهمها العالم مع الاحتفاظ بلغتنا العربية.

 لكن هذا الدعم غائب بشكل كبير للأسف سواء كان من الدول العربية أو من منظمات المجتمع المدني وغير ذلك.

اتفق معك جدا فمؤخرا لدي صديقة كاتبة مصرية، تم ترجمة كتابا لها للغة الإنجليزية من مجموعة من طلاب الجامعة الأمريكية كمشروع تخرج لهم وحتى الأن لم أرى كتابها باللغة الإنجليزية على الرغم من شهرته وأنه تم ترجمته بالفعل.

ولكن بعض المسابقات العربية تقوم بترجمة الكتاب الفائز بالمسابقة مثل المان بوكر العربية ولكن كتاب واحد كل عام لا يعتبر شيئا يذكر.

ولكن لو كانت اللغة العربية ليست عائقا، لماذا نحاول أن نتعلم لغات أخرى للتعبير عن أرائنا والتحدث مع العالم الأن، أتذكر عند بداية تعلمي اللغة الإنجليزية أن جميع من كنت أتحدث معهم من الأجانب من دول غير متحدثة بالإنجليزية كانوا يجمعون على قول شيء واحد وهو أن اللغة الإنجليزية هي لغة عالمية ونحاول تعملها لكي نتواصل مع العالم سواء بطرح أفكارنا أو الحصول على فرص عمل جديدة، فاللغة تعد عائقا بشكل أو بأخر ولكن ربما عاطفتنا هي ما تجعلنا ننكر هذا الأمر، فحتى بيننا كأوطان عربية هنالك لهجات صعبة الفهم علينا رغم أنه عربية ألا تتفق؟.

إذن ماذا علي ان أفعل حتى أضمن وصول ما أكتب للعالمية، اليوم حتى لكي نصل رأينا حول قضية معينة نكتب بالإنجليزية، ليكون الرأي مسموع عالميا.

فهل الأجنبي يكتب بالعربي؟ 

هو لا يكتب بها لأنه ليس بحاجة لها، فهو يتحدث لغة عالمية بالنسبة له فما الفائدة التي ستعود عليه من اللغة العربية إلا لو كان مسلما فالفائدة ستكون قراءة القرآن ولكن لو لم يكن مسلما فلن يستفاد إلا لو كان متخصصا، أما بالنسبة لنا فنحن نحتاج اللغة الأجنبية لأسباب عديدة منها الترقي الوظيفي أو الحصول على فرص عمل أفضل وهذا لا يعني هجرنا للغتنا الأم.