كتاب هذا هو الإنسان .. هذا هو الإنسان وهذه أخلاقياته الضعيفة.

إن أخر ما يمكن أن يخطر لي أن أعد به هو إصلاح البشرية كما أنني لن أشيد أصنامًا جديدة

بحسب قراءتي لعدّة أعمال أشعر بأنّ روحه الحقيقية تُناقد لما يقوله فعلاً، فهو لديه القدرة إن لم نقل العزم لتغيير أفكار الناس، وقد فعل فعلاً وغيّر، وأعتقد استناداً على فكرته: العود الأبدي. التي تنصّ على أن الإنسان الذي يُفضّل حياته ويحترمها ويؤمن فعلاً بما فعل بها لن يرفض أن يعيد عيش كل لحظاتها مرة أخرى، أن يعود، ليكون هذا العود أبدياً إلى الما لا نهاية .

لا أتفق معه في محتوى كتابه حيث أن الأخلاق لا تمثل نقاط ضعف للإنسان أبداً ، بالعكس بل هي نقاط قوة له وتحسب له .

وكذلك فى قوله "فهناك أخلاق السادة والتي تتمثل في الإرتقاء بغض النظر عما يعنيه هذا الإرتقاء من هلاك من هم أسفل منه" ، أعتقد أننا كبشر مترابطين جداً فى أفعالنا وأخلاقنا وتصرفاتنا ، فلا يليق أن أرتقي بأخلاقى لأصبح سيداً وأترك من خلفي من البشر سواء كانوا أحبابى أم أعدائى يترنحون في سوء الأخلاق .

الأمر بالنسبة لي يقترب من المسئولية الأخلاقية والإنسانية التي تحتم علي نشر فكرى وأخلاقى في حالة صحتهما فقط ليمتد إلى غيري بقدر المستطاع يأخذ به من يأخذ ويرفضه من يرفضه ، نعم سأتكلف في ذلك العناء الكبير وهذه النقطة التي يقصدها نيتشه لكنى لن أيأس من ترك أثر أخلاقي جيد ورائى لأساعد غيري .

لا اظن انها تتغير بشكل جذري فتبقى الأسس بينما يصقل البناء أو باقي الفروع فالأخلاق أصلا نتعلمها في سن صغير عن طريق التنشئة الاجتماعية يعلمها الأهل لك والأصدقاء وتختبرها مرارا وتكرارا فتمسح ما تراه غير ضروري وتحتفظ بما تجده جيد وأكيد ان التنشئة الاجتماعية تختلف من مكان لآخر ولكنني لا أظنها اختلافات شديدة لتلك الدرجة أتكلم هنا على الأخلاق الرئيسية لا ما يتعمله الأشخاص عندما يكبرون بفعل البيئة..

ولكن أيضا يقال (أنه قبل أن تتهم شخصا اجلس مكانه وستعثر على جميع أجوبتك وإجابات تساؤلتك)...

أتفق أكثر مع أرسطو الذي كان يرى أن الأخلاق هي المحدد الحقيقي لأفعال الإنسان.

يمكننا معرفة سلوك الإنسان ودواخله عن طريق أخلاقه، وأن الأخلاق هي ما تميز شخصاً عن آخر، فيرى أرسطو أن الإنسان لديه ميول تدفعه نحو الشر، وأن الأخلاق هي المسئولة عن صد هذه الميول، وهنا الأخلاقيات تلعب دورها في تكوين الشخصية، أي اختيار الخير من الشر.

ما يميز الإنسان عن باقية المخلوقات هو الرغبات والعقل، والأخلاقيات هي التي تتحكم في رغباتنا، فلو جميعنا سرنا على خطى رغباتنا فستحدث الكثير من المشاكل والعشوائية.

بداية لابد أن نحدد مصدر الأخلاق لدى الإنسان فالأخلاق في الأخير هي سلوك و كل سلوك لابد له من دافع و دوافع الإنسان تنطلق من قناعاته و القناعات تبنى على أساس النموذج المعرفي الذي يؤمن به ذلك الإنسان ... فمثلا عندما يكون النموذج المعرفي هو الإيمان بإله واحد لهذا الكون و أن الإنسان خاضع لهذا الإله خضوعا إختياريا عن قناعة بخيرية ذلك الخضوع له .. عندها يتحرك الإنسان بأخلاق في مواقف حياته التي قد تجر عليه آلاما في بعض الأحيان و مع ذلك يستمر في التمسك بأخلاقه رغم تلك الآلام لا لشيء إلا لأنه مقتنع بتبعات التمسك بالأخلاق و هي إحسان الخالق له في الدنيا و الرضا عنه في الدنيا و الآخرة ... مع هذا النوع من البشر لا تكون الأخلاق عامل ضعف أبدا و إنما مصدر قوة له و للمجتمع