و إن كان نعم فهل بذلتم جهدا في فهمه؟
هل سبق لأحذ منكم أن قرأ كتابا باللغة العربية و لم يستطع فهمه؟
لا يصل الأمر بالتأكيد إلى مرحلة عدم الفهم إلّا في حالات معيّنة شديدة التعقيد. على سبيل المثال، عانيتُ في بدايات اطلاعي وقراءاتي من كتب الفلسفة بالتحديد، حيث أن التعامل معها لم يكن سهلًا على الإطلاق، إلى درجة أوصلتني إلى المرحلة التي تشيرين إليها يا ألفة. فقد كدتُ أجن لأنني من المفترض أنني مهتم بالأدب، حتى وإن كنتٌ أصغر سنًّا وخبرةً وقتها، وبالتالي فإن عدم قدرتي على التواصل مع شيء مكتوب بالعربية هو أمر صادم. لكنني بعد فترة من الوقت، وبعد العديد من المحاولات وطلبات المساعدة، أدركتُ أنني بدأتُ من المنطقة الأكثر عمقًا، وامتناعي عن الاطلاع على المداخل والمقدّمات في البداية هو ما سبّب هذا الإلغاز. لذلك فالاستيضاح في العديد من الأحيان يكون مسؤولية القارئ ومجهوداته في البحث.
أنا طالما بحثت عن كتاب أو مجلد درء المعارض بين النقل و العقل للإبن تيمية وسمعت انه كتاب جيد حيث يجعل عقل المرء يحلل كل ما يقرأه و يساعد الإنسان القارئ لكي يفهم يحلل و يصبح له منهجية واضحة و يناقش اي كتاب او مقال يقرأه و لا يعيد كا قرأ مثل الببغاء عندما حصلت عليه فتفاجئت من الصفحات الأولى في الكتاب لم أفهمها جيدا حيث ان نصف كل صفحة يحتوي على شرح و هذا الشرح صعب علي الفهم أكثر و انا الآن محبطة
كثيرا ما حدثت هذه الحالة لي ولكنها غالبا ما تحدث بسبب صعوبة المادة العلمية التي تقرأها أو ربما أن الكتاب مستواه أعلى منك ولذلك عندما كنت أواجه تلك المشكلة أتجه إلى المراجع التي جاءت منها تلك الجزئية (إن وجدت) وأعيد قراءة ذلك الجزء في المرجع الأصلي للمعلومة والذي غالبا ما يكون أكثر شرحا وأقل تعقيدا من الناقلين له...
وأيضا في بعض الأحيان يكون أسلوب الكاتب يغلب عليه الاسهاب في الشرح حتى يضيع عقل القارئ الهاوي أو الغير متمرس مع هذا الأسلوب ومن اختبرت فيهم هذا الأسلوب (ابن كثير) حيث أنه يكثر الشرح للدرجة التي فعلا من الممكن أن تنسى ما يحاول شرحه إن لم تكن منتبها...
بالإضافة إلى المراجع يا نجلا، أجد أن طريق التعريف والتبسيط أمر في غاية الأهمية. لذلك يعتمد القرّاء الناجحين في مختلف المسارات والتوجّهات على التبسيط، لأن القراءة من المصدر أو من المرجع قد تكون أكثر تعقيدًا في بعض الأحيان. لكن التسهيل يكون مضمونًا من خلال المحتوى التبسيط.
في هذا الصدد، أجد أيضًا أن الأدوات التقنية المختلفة تمثّل موجة رائعة من التبسيط في العصر الحالي، من خلال صنّاع المحتوى على يوتيوب مثلًا، وكتّاب المحتوى في المواقع المتخصّصة والمعتمدة والموثوقة.. إلخ.
في بداية إهتمامي بالقراءة حدثت هذه الحالة معي مرتين الأولى كانت في كتاب " مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" شعرت أن المضمون أصعب من إستيعابه بعقلي حينها وتوقفت لفترة عن قراءته.
والثانية كانت عند قراءتي لمعلقة امرؤ القيس، لأن جزء منها كان يدرس لي في فترة دراستي ولكني لم أفهم حرفًا مما قرأت حتى شعرت أن العربية التي أعلمها غير العربية المكتوبة من الأساس.
ولكني بعد سنوات عدت لقراءة كتاب ابن القيم بمحاولة أفضل بعد إطلاعي على مجموعة من الكتب وفترات قراءة لا بأس بها وشعرت أن التجربة أفضل هذه المرة.
فأظن أن الأمر طبيعي، بمحاولات مختلفة مع إستخدام الطرق الحديثة في الشرح أو مقالات التبسيط وقنوات اليوتيوب المختصة في هذا الشأن سيكون الموضوع أبسط.
والعربية دومًا تغلِب لا تُغلب.
لا أعلم لماذا كانت لغة كتاب الماجريات أحيانًا صعبة الفهم بالنسبة لي، على الرغم من أنه كان كتابًا ممتعًا وكنت متحمسة كثيرًا لقراءته ولكني وجدته يميل في بعض الأحيان إلى التعبير بجمل معقدة، ويبتعد عن الموضوع الأساسي.. ولكن على حال سيبقى من كتبي المفضلة بسبب الفكرة التي يناقشها والتي لا أعتقد أنه قد سبق لكاتب مناقشتها.
التعليقات