رواية قواعد العشق الأربعون للروائية التركية إليف شافاق، تحكي قصة حياة واحد من كبار أئمة التصوف في الإسلام وهو جلال الدين الرومي، وقصته مع معلمه شمس التبريزي، الذي يعلمه أربعين قاعدة في عشق الله وكيفية عبادته، والتعامل مع خلقه، ومن نصائحه الكثيرة - والتي أجد بعضها عميقًا يستحق التأمل - يقول المعلم شمس: "لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلباً، بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية"

 فقيمة الصبر في جوهرها ترتكز على الإيمان بالعوض، فبعد نزول الليل علينا التحلي بالصبر ليس لشيء سوا لأننا نثق أن الفجر سيبزغ بعد بضع ساعات، ولذا فإن نفاد الصبر فيعني أن تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة النهائية لما يدور من حولك، فالأمر يشبه أن تفقد صبرك ويتملكك الغضب والسخط بسبب نزول الليل.. بيد أن الشمس ستشرق مجددًا. 

قيمة الصبر عظيمة جدًا وتحث عليها الأديان بشكل كبير، ولكن ألا يمكن أن يكون هنالك أوجه أخرى للصبر؟ 

الصبر مفيد جدًا ولو تمتعنا به في مرحلة الشباب لجنبنا أنفسنا الكثير من الأخطاء الناجمة عن التهور والعجلة لرؤية نتائج سعينا، ولكن الصبر قد يولد الخمول، و الأسوأ من هذا أنه قد يولد السكوت عن الظلم، تحت مسمى الصبر واحتساب الأجر، ونرى الكثير من النماذج لأشخاص أهدروا حياتهم، وهم "صابرون" على حكم شخص ما أو تسلطه أو إهاناته، أو إيذاءه، وينسى هؤلاء الأشخاص أن قيمة الصبر مهمة في المصائب التي لا حول لنا فيها ولا قوة، وفي العمل كذلك، لكنها ليست كذلك حين يتعلق الأمر بالظلم والاضطهاد وأكل الحقوق. 

شاركوني آراءكم، هل تعتقدون أن الظلم له وجه سلبي آخر؟ 

وهل تتحلون بالصبر أم أنكم تضيقون ذرعًا بما يصيبكم بسرعة؟