كتاب "السطحيون: ما تفعله شبكة الإنترنت لأدمغتنا" هو واحد من الكتب الرائدة في التحذير من أثر استهلاك المحتوى على الانترنت على قدرتنا على التركيز لفترات طويلة، هذا الكتاب صدر قبل عقد من الزمان في 2011.

واحدة من النقاط الأساسية التي كان الكتاب يحوم حولها هي نقطة الروابط التشعبية Hyperlinks تلك التي تُرسل المستخدمين إلى صفحة جديدة أثناء قراءة المقال. ذلك الذي يحدث لأجل تقوية الـ SEO مثلًا، عندما تقرأ مقالًا وتجد في منتصفه رابطًا لمقال آخر، فتضغط عليه وتتشتّت بين المقالات المختلفة.

برأيي أن الكتاب لم يصمد كثيرًا أمام الزمن، وعُمِّر سريعًا، فالإنترنت الآن مختلف عما كان عليه في السابق، فالناس لم يعودوا يقرأون المحتوى الطويل حتى نخشى عليهم من التشتّت من الروابط التشعبية! تلك تكنلوجيا جارَ عليها الزمان وعفت عليها الأيام.

الآن أصبحنا نقرأ الكابشنات على الإنستغرام، تغريدات تويتر القصيرة، حتّى الميمز التي جعلت الكتابة على الصور، إننا نهرب من أي مكان فيه تجسيد للمحتوى المطوَّل العميق!

رغم أن التكنلوجيا التي حُذِّر منها قديمة، إلّا أنَّ روح ذلك النقد من الأمور الصامدة، فنقد الكاتب كان يقوم على فكرة أنَّ محتوى الإنترنت مُصمّم بطريقة تسيطر فيها على التركيز، وتحوّله إلى فُتات.

اليوم أصبح الذي حذِّر منه الكاتب نيكولاس كار مضاعفًا، مع التقنيات والخوارزميات الجديدة، لا أدري إن كان يصلح أن نُسمِّي ما بقي من تركيزنا بالفُتات أصلًا!

قرأتم كتاب السطحيون؟ ألا تظنون أن نقد الكاتب قد قدم، لكن روحه ما زالت موجودة؟