قرأت منذ فترة قريبة كتاب Blood, Sweat and Pixels للكتاب جيسون شراير الذي يحكي عن تاريخ صناعة بعض ألعاب الحاسوب المشهورة التي نحبها. لفتّ انتباهي قصة صناعة لعبة تسمى Stardew Valley وما يميز تلك اللعبة أنها لم تصنع في شركة كبيرة أو من قبل أشخاص كثر. لقد تمت صناعتها بالكامل بواسطة شخص واحد!
صانع هذه اللعبة كان مؤمنًا بفكرتها تمامًا واستقال من وظيفته للعمل عليها معتقدًا أنه سينهيها في سنة واحدة. ولكن مرت السنة وراء الأخرى وراء الأخرى واللعبة لم تنتهي وقد بدأت ديونه تزداد وكذلك مشاكله.
كان محظوظًا لأن زوجته موظفة وقد تكلفت بالمنزل لمدة ولكن مع صعوبات الحياة وعدم وجود خط نهاية واضح أعمامه فكر كثيرًا هل يتوقف أم يكمل؟ وكانت مفاجئة بالنسبة لي أنه أكمل فعلًا. وخرجت لنا بعد أربع سنوات من العمل المنفرد الشاق لعبة جميلة مرحة حصدت الكثير من الجوائز والنجاح وجلبت الكثير من المال وعوضت الرجل وزوجته عن سنوات مرهقة مضنية.
بعضكم قد يعرف أيضًا قصة المدوّن واليوتيوبر أحمد أبوزيد الذي ترك وظيفته كمهندس وفضّل الاهتمام بمدونته "دروس أونلاين" التي أصبحت فيما بعد موقعًا وقناة ناجحة على اليوتيوب وقد بدأ أيضًا العمل بشكل حر على بعض المنصات العربية والأجنبية.
دفعني هذا إلى التفكير عن المخاطرات ومتى يمكننا أن نخاطر؟ هل تتركون وظيفتكم الأساسية للعمل على مشروع خاص بكم لا تعرفون مصيره؟ أو للعمل الحر بدون أن يكون لديكم بدائل أخرى؟ بالنسبة لصاحب القصة في الكتاب فلقد انتهت رحلته بصدور اللعبة ولكن ماذا عنّا؟ متى نعرف أنه وقت التوقف والعودة إلى المنطقة الآمنة؟
التعليقات