الذاتية فلسفة تركز على الذات قصدا ومنطلقا
والذات هي ذلك المعرف الذي نعي من خلاله مدركاتنا الداخلية والخارجية
أي أنها مجموع خبراتنا السابقة عن أنفسنا وعن محيطنا ممتزجة بوعينا الحاضر
والذات تثير تساؤل الإنسان عن الإنسان حول ماهية ذاته,وحول ماهية الموضوعات حوله, ولهذا تقترن عادة وترادف أحيانا مفهوم الهوية -هذا غير إثارتها لقضية التحيز المعرفي- رغم الإختلاف بينهما. الهوية المعرفة بمجموعة كبيرة من المصطلحات الفلسفية التي تحمل في عمقها معاني بقدر عمق الإنسان ذاته.
-الإنسان
-الذات
-الأنا
-الهوية
-الماهية
-الوعي
-العقل
والفوارق واضحة بين المفردات السبعة,فالإنسان هو المعرف لذلك الجنس (البشري) الذي يشمل ذوات/نا. والمحدد بشكل ظواهري في الكثير من العلوم بيولوجيا وفسيولوجيا وأنثروبولوجيا وكيميائيا ونفسيا وإجتماعيا،وغيره. أما الذات،فهي مفردة تفيد الرجوع إلى الأصل،أصل الإنسان الحاضر،وليس مجرد أصل ترجعه نظرية تطورية إلى طفرة جينية / حضارية. بل أصل حاضر في تكوين تلك الذات المفكرة قبل أن تكون نفس حية دون أي انفصال بين الروح والنفس. والذات يقصد بها إنسانيتها على وجهيها (الأنا والآخر). أما الأنا فتفيد مزيد من الاستغراق في التفرد،لذا كل واحد له أناه الخاصة،ومجوعتها / مجتمعها هي مجموع الذوات. أما الهوية فهي أكثر المفردات استخداما واستكشافا لطبيعة ومحددات هذه الأنا / الذات انطلاقا من تمييزها كـذات بشرية،أو كائن مفكر. لذا نجد أن كلمة هوية تطلق على الإنسان،في محاولة لتحديد أو الإشارة إلى ماهية الإنسان. أما كلمة الماهية فهي تطلق على الشيء،الحي أو الميت. ولكن لا يفترض بها أن تطلق على الكائن العاقل. وقد ذكرنا العقل,وهو مصدر الفكر في الإنسان بما فيه إدراكنا لذواتنا،والوعي هو المساحة التي تستوعب التفكير الناتج عن هذا العقل. وفي وصف الروح يذهب الوضعيون إلى كونها عبارة من مجموعة من التفاعلات الكيميائية والعصبية تؤدي وظيفة التفكير. لذا الروح هي العقل. ولكن هذا لا يخرج كنوع من التأكيد،فهنا تنبثق مجموعة من الإشكاليات التي قد تخرج بنا عن موضوعنا,ولكنها تبرز أهمية الدراسات المعنية بالذات موضوعا لها. وتكمن الأهمية الكبرى لموضوع الذات في كونها تصلح مرجعا تأسيسيا للتحقق من أي معرفة كما أثبت ديكارت في الكوجيطو الشهير. وفي الأخير يمكننا أن ننظر إلى الذاتية بإعتبارها فلسفة تثير أسئلة مستمرة ومتجددة عن الذات,وعن الهوية,وغير ذلك من المصطلحات المذكورة وغير المذكورة.
التعليقات