نحن في زمن المقولات الرنانة الخالية في أغلبها من أي معنى أو هدف إنساني، بل معظمها يتعارض مع الحقيقة والواقع بسبب التعميمات الساذجة، من أسوء المقولات على الإطلاق هي مقولة حب الذات التي تم تعميمها في كل المواقف وعلى كل المواضيع وفي كل الأوقات دون أي منطق أو تفكير، في حين أن الأصل وقوانين الحياة تفرض علينا إنكار الذات في أغلب الأوقات.
هناك عبارة مهمة جدا لبراين تراسي تقول أن انكار الذات هي أهم ركيزة في سبيلك لتحقيق النجاح وبالتالي السعادة، ولا يوجد نجاح يمكن يكون في غياب هذا الانكار، ببساطة لأن انكار الذات تعني إخضاعها وترويضها ورفض الانسياق وراء أهواءها وشهواتها الجوفاء، وهذا هو الانضباط في أحسن معانيه.
أجد المقولة صحيحة جدا، والسبب ليس فقط لتحقيق الانضباط كما قال تراسي، بل الأهم من ذلك هو العودة بالإنسان إلى أصله، كجزء من الجماعة يأثر ويتأثر بها، وعدم الوقوع في فخ الرأسمالية الشنيع الذي جعل البشر تظن أن الفردانية هي السعادة والحرية، لحد تأليه الفرد وجعله غاية فوق كل شيء حتى على الأخلاق والقيم والمجتمع، دعوة الرأسمالية لحب الذات وتعظيمها هو جزء من خطة ربحية سلطوية، بحيث تجعل الفرد مشغولا بحب نفسه وتحقيق أنانيته الخاصة دون أي اهتمام بمصلحة من حوله، حتى نجد اليوم أمثال شعبية جديدة مخيفة جدا مثل" سيل لا يبلك لا يهمك" و" تخطي راسي" أي المهم أنني لست المتضرر الباقي لا يهمني.
ماذا عنك: هل تعتقد بأن الانسان بحاجة إلى إنكار الذات؟ وكيف يمكن أن نحقق التوازن بين حب الذات والاهتمام لمصالح الجماعة أيضا في نفس الوقت بحيث لا يتأذى أي طرف؟ ببساطة كيف نعرف متى يجب أن نحب ذواتنا ومتى علينا أن ننكرها؟
التعليقات