ليس بالضرورة ان يكون الطلاق مشكلة دائما بل هو حل ايضا لدرئ الكثير من الضغوطات النفسية التي تؤثر سلبا على الأطفال أكثر من وجودهم مع ابويهم في حال حصول المشاكل بين الآباء وعدم الأحترام
الطلاق هل هو مشكلة ومامدى تأثيره على الأطفال
انا لم اتزوج ولكن أنا مقتنع بأنه عند الزواج يجب ان يقتنع الزوجين ان خيار الطلاق مرفوض ولا يجب طرحه في الأساس، وانا مقتنع مادام تزوجت فالزواج للأبد، وسبب قولي ذلك انه لا يوجد شيء للأبد في تلك الحياه، فعلي الأقل يجب ان يكون الحب بين الزوجين، ولو اكتشف أحد الزوجين ان قراره خاطئ فاللجوء للطلاق هو الحل، ولذلك انا من انصار عدم الإنجاب في أول سنة من الزواج، لأن بعدها يجب ان يكون الزواج أبدي
وحتي لو قرر مع الأسف احد الزوجين الطلاق لأي سبب في رأيي ان المشاكل الأكبر التي سوف تؤثر علي الأطفال عندما يسمع الطفل أحد أبويه يشتم في الآخر ويذمه ويقلل منه ويحرض الطفل علي عدم حبه، تلك هي أعظم المشاكل والتي تحدث في مجتمعاتنا بكثرة، فبعد الطلاق تبدأ معركة استغلال الأبناء.
كلامك صحيح ولكن في أغلب الأوقات لانعلم مدى التوافق أو عدم التوافق بين الزوجين الا من بعد العشرة والتحمل والتراكمات
البدايات دائما جميلة
شخصيا مررت بفترة البدايات الجميلة وتجاهلت كل الإشارات الحمراء التي كان يعطيها عقلي، واستمعت لقلبي، ومن ثم دفعت الثمن
.....
تعلمت من هذا الدرس ان استمع لعقلي أكثر، وان استمع لقلبي أقل، وتعلمت ان استفيد من فترة الخطبة او فترة التعارف أكثر وأكثر، وتعلمت ان اختار من يشبهني في البداية في الفكر وتعلمت .....الخ.
صحيح و جميل أن يتعلم الإنسان الدرس في وقت مبكر قبل فوات الأوان ولكن إن حصل ووجد نفسه مجبورا على وضع معين فلا يجب الاستمرار على حساب كرامته ونفسيته مهما كانت صلة العلاقة تعارف او خطوبة او حتى زواج فالانسحاب خير له ولها وللأطفال إن وجدت
انا لم اتزوج ولكن أنا مقتنع بأنه عند الزواج يجب ان يقتنع الزوجين ان خيار الطلاق مرفوض ولا يجب طرحه في الأساس، وانا مقتنع مادام تزوجت فالزواج للأبد، وسبب قولي ذلك انه لا يوجد شيء للأبد في تلك الحياه، فعلي الأقل يجب ان يكون الحب بين الزوجين، ولو اكتشف أحد الزوجين ان قراره خاطئ فاللجوء للطلاق هو الحل، ولذلك انا من انصار عدم الإنجاب في أول سنة من الزواج، لأن بعدها يجب ان يكون الزواج أبدي
ألا ترى أن كلام حضرتك متناقض؟ يعني الطلاق مطروح كـ حل أم غير موجود حسب وجهة نظرك؟
الكلام ليس متناقص، انا كمحمد أريد الزواج الأبدي بدون طرح فكرة الطلاق أصلا، ومستعد للتعاهد علي ذلك، ولكن من الممكن ان يتخلي الظرف الآخر عن عهده لأي سبب، ولذلك سيعود الطلاق كخيار مطروح للنقاش.
.........
بمعني انا سوف اقول لخطيبتي ان الطلاق غير مطروح وهذا عهد مني بذلك، ولكن انا لا اثق فيكي ان تبري بعهدك، فلربما لا تطيقي معيشتي ولربما لأي سبب آخر تختاري الإنفصال، ففي تلك الحالة من البداية يجب ان نكون واضعين شروط علي الأقل تحمي أبناءنا من ان تمتد خلافتنا إليهم.
هناك أمر أريد أن ألفت إليه في هذا الموضوع، بأنّ الطلاق غالباً ليس مشكلة، بل طريقة طبيعية لإنهاء المشاكل ولكن المشكلة تكمن في طريقة تجسيد الصراعات في المنزل أمام الأطفال، كيف كانت تحدث هذه الأمور؟ غالباً ما يحاول الأباء والأمهات في هذه الأمور أن يُشركوا الأطفال معهم في عملية الصراعات عبر طرح الأسئلة عليهم وجعلهم يكونون شاهدين على بعض الأمور، أو يحاولوا التكلّم معهم وأخذ رأيهم وهذا بالضبط ما قد يصنع المشكلة والأذى النفسي على الطفل، لإننا علمنا أو لم نعلم فإنّ الطفل يتأثّر جداً بهذا الموضوع ويلقي اللوم على نفسه! لوم الذات هو أصعب ما يمكن أن يدخل به الطفل، يلوم بعض الأطفال أنفسهم خطأً على الطلاق، مما يؤدي إلى الشعور بالذنب وانعدام الأمان وهذه نهاية برأيي لإنسان سوي في المستقبل.
في الحقيقة قد يكون تأثير عدم الطلاق أسوء بكثير من الطلاق نفسه بالنسبة للأطفال، فالذي دفع بالطرفين للطلاق ليس حبهما الشديد أو اهتمامهما الشديد لأبنائهم، إنما هي مشاكل، ضغوطات يومية، صراعات، قد تصل لحدّ الضرب والسبّ والشتم، وكلّ هذا أمام أعين من! بالتأكيد أمام أعين الأبناء.
لهذا أعتبر أن مسألة الطلاق قد تكون رحمة على الأسرة، كما قد تكون سببا للشتات الأسري، فالقانون والحمد لله يضع ضوابط للكفالة والاهتمام بالأبناء بعد حدوث الطلاق، والله سبحانه وتعالى يقول: ((وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا))[النساء:130].
والمشكلة الكبرى أن الذين يصلون لهذا الأمر، لا يعرفون قيمة الميثاق الغليظ الذي وعدوا به، ولا يعرفون قيمة الزواج ولا الأبناء، وهي آفة جذرية.
التعليقات