ما طبيعة الأنسان؟ الأختلافات بين هوبز ولوك

هوبز يقول ان الانسان بطبيعته ليس إجتماعي او سياسي ويوضح ذلك عن طريق نظريته لحالةالطبيعة يقصد بها تلك الحالة التي يعيش فيها الناس بدون حكومة او سلطة سياسية،ويقول ان هذه الحالة مستمدة من انفعالات الانسان.

وسبب ايمانه بهذه النظرية والهدف منها هو تبرير وجود المجتمع السياسي او الدولة،وانه حسب نظريته ان الانسان اذا لم تحكمه سلطة فهو يتصرف وفق انانيته وبذلك يكون قد سلب حقوق الناس و ابطل السلام.

ويرى هوبز ان الناس يعيشون في صراع و نزاع دائم ومستمر في الحالة الطبيعية وهناك اسبابتزيد من هذا الصراع في الحالة الطبيعية ومنها،التنافس بين الناس: لانه يظهر هذا التنافس عندماتكون الاشياء التي يرغبونها هي نفسها بالنسبة لهم،و ان الناس متساوون في ملكات الجسموالعقل ومتساوون في الآمال التي يطمحون لها.

ومن الاسباب ايضا،انعدام أو فقدان الثقة:فالناس بلا حكومة توجد لديهم الرغبة في ان يحرم كلواحد الاخرين من جميع الخيرات بما في ذلك الحياة.

وايضا من الاسباب التي تزيد من الصراع في الحالة الطبيعية هو حب المجد و الشهرة:فكل شخصيحب ان يقدره الاخرون كما يقدر نفس،وبتالي اصبح لايوجد ما يمنع في ان يدمر من يحط ويقللمن شأنه.

لذالك يؤمن هوبز بهذه النظرية الطبيعية للانسان لانه هناك اسباب تثبت ان الانسان يعيش في حالة حرب مع كل انسان في نظره يقاسمه ثرواته و يصبح بذلك يحارب الكل،ويترتب على ذلك ان الناس يعيشون في حالة خوف مستمر وبدون أمن ولا أمان ولا يكون هناك مكان للصناعة ولا لفلاحة الارض ولا لفنون والأدب ولا لمجتمع ولا لعدالة والسبب هو عدم وجود القانون وتصبح حياةالانسان وحشية قصيرة الأمد.لذالك هو يؤمن ان الانسان بلا سلطة لا يوجد ما يمنعه ان يتنازع مع الناس بسبب عدم وجود عقاب او سلطة تمنعه بعبارة أخرى يقول هوبز أن الأنسان لا يُترك لنفسه.

ويقول هوبز ان الانسان ليس اجتماعي او سياسي ولكن هناك دوافع وقوى تدفع الناس الى حياة مدنية تدعم السلام، ويقول ان مهمة العقل هي اختراع وسائل تساعد الناس على الرغبة في الراحة والسلام ويسمي هذه الدوافع وقواعد العقد "القوانين الطبيعية" منها،ان الفرد يريد المحافظة على الذات و المحافظة على الملكية والحرية،واختيار الغاية او الوسيلة التي تحقق هذه الغاية.

لذا الانسان حسب نظرية هوبز هو ليس سياسي ولكن تدفعه قوى تسمى "القوانين الطبيعية" التي تساعد الفرد على بقائه والمحافظة على ذاته و  ملكيته و حريته ومن اجل ان يضمن هذه الدوافع لابد ان يخضع لإملاءات و تعاليم العقل والتي من اهمها:البحث عن السلام ويجب ان تكون لديه الرغبة في السلام عندما يكون للآخرين نفس هذه الرغبة وايضا الوفاء بالعهود والعقوبات لاتكون الا من اجل اصلاح المعتدين وردعهم لا من اجل الانتقام و الامتناع عن كراهية وازدراء الغير وان الجميع متساوون و سواسية و التوزيع العادل للخيرات التي تكون ملكا للجميع وايضا حل المنازعات عن طريق الجهة القضائية.

عند لوك:الحالة الطبيعية ليست هي حالة حرب كل بشري ضد أخيه البشري وليست هي الحالة التي تكون حالة الخوف و التنافس وعدم الأمن و السلام كما يعتقد هوبز،بل هي حالة لا يخضع احد للأخر ولايضر شخصا شخصا اخر سواء في حياته او صحته او حريته،لأن العقل الذي يكون هو القانون يعلم لما كانوا جميعا متساويين وان هذا القانون المحافظة على الذات و المحافظة على البشرية كلها فالرغبة في المحافظة الذات و الحياة والوجود هي رغبة قد غرسها الله في الانسان،ويعتقد ان هذا القانون معروف لكل الناس لكنهم يجهلونه او انهم يسلكون سهوا بصورة تناقض او تخالف تعاليمه اي تناقض اهتمامهم بالمحافظة على ذاتهم وعلى الآخرين