يسمى شريرا كل من لا يعمل إلا لمصلحته الذاتية

لقد صدعت رؤسنا ونحن صغار عن كيف أن السعادة في العطاء، ولكن كان دائمًا الأمر يدور حول أن هذا العطاء يتمحور في عطاء الآخرين، دائمًا يجب أن تعطي الآخرين، لا أحد أخبرنا يومًا أن املأ كأسك، دفأ نفسك، اعط لنفسك الأهمية... نظل ندور في دائرة حول عطاء الآخرين، ونؤدي لهم ما استطعنا ثم في انتظار لما سيقدمونه هم لنا في المقابل ونحمل التوقعات حتى إذا امتنع أحدهم عن إعطائنا ما نود الحصول عليه سواء كان ماديًا أو معنويًا انهارت الحياة وإنهارت أنفسنا وخارت قوانا... ونظل في دائرة انتظار أن يقوم الآخرين بتعويضنا عما نفتقده في الوقت الذي كان يجب أن نعطي ما ينقصنا لأنفسنا. 

كبرنا جميعًا ونحن نتخيل أنك إذا قلت لا لشخص يطلب منك المساعدة فأنت أناني، إذا قلت لا لشخص مسئ فأنت لا تدرك أنه كان يمزح وأنت ثقيل الدم، إذا قلت لا لمدريك فلن تجد وظيفة بعد ذلك، إذا قلت لا لمدرسك فأنت توقفت عن تقدير من يعلمونك، إذا قلت لا لأبويك فأنت عاق، ليتضح في النهاية أنك في آخر قائمة الاهتمام! وكل ما قبلك جدير بالاهتام والتقدير والإحسان أكثر منك!

هذه العبارة مثلًا تخبرنا أننا إذا اهتممنا بأنفسنا فنحن شريرين! لماذا أكون شريرة حينما أهتم بنفسي؟ هل من المعقول أن أبقى في خضم ملأ كؤوس الآخرين بينما كأسي فارغ ثم أظل أنا تجرع الاحتياج بعد ذلك وأظل في تعلق بمن أعطاني ومن لم يفعل؟

لماذا إذن أخبرونا أن هذا نوع من الاهتمام بالنفس شر لابد لنا أن نتجنبه؟!