هل الاغنياء يحسدون الفقراء ؟ نعم انها الحقيقة التي اثبتها القران الكريم , خاطر للدكتور عثمان جيلان معجمي

ولم يخطر على بال احدهم ان الاغنياء , هم من يحسدون الفقراء

اختلف معك دكتور ، الموضوع ليس بهذه اليقينة التي تتحدث عنها إطلاقا مع الاسف .

لنتفق أولا على بعض النقاط التأسيسية ، لكي تتضح المسائل :

اولا: الحسد مرض نفسي وليس حالة طبيعية، فالسوي القوي المتوازن، لا يحسد وهذا باتفقاء علماء النفس، فالحسد هو اضطراب نفسي ناتج عن اهتزار ثقة الشخص في نفسه وعدم رضاه عن ذاته وليست كل النفوس مريضة كما هو شائع.

ثانيا: المرض لا يعرف فقيرا ولا غنيا، لا جاهلا ولا متعلم، خصوصا الامراض النفسية، لذلك ليس هناك اي افضلية مادية يمكن ان تسرم خط فاصل بين الاثنين ، فكل شخص على وجه الارض مهما كانت حالته المادية ومستواه الاجتماعي والتعلمي يمكن ان يصاب بمرض نفسي والحسد واحد من هذه الامراض.

ثالثا: لا توجد اي مشكلة في وجود الحسد في حالات معينة او عند اشخاص معينين، في النهاية الحسد حالة إنسانية، ومن غير المنطقي ولا الانساني التفكير بأن أحد الصنفين مترفع عن الثاني وإلا فقد تم تأليهه وتقديسه وهذا ابعد مايكون عن التفكير العقلاني.

رابعا: مالفائدة من تبيان وجود حسد الأغنياء للفقراء؟ أليس هذا تشجيعا على الفقر ودعوة للابتعاد عن الغنى خوفا من الحسد، وهذا لا يصح لا منطقيا ولا عقليا ولا حتى دينيا.

خامسا: على فرض ان الفقراء وحدهم فقط من يحسدون الاغنياء وهذا ادعاء باطل طبعا، فرغم كذب هذه القضية منطقيا وفسادها واقعيا وعلميا، إلا انها حالة للمصلحة ودافعة للمفسدة ، وما فيه صلاح للناس فهو صالح ، فعندما تقنع الفقراء بأنهم في حالة ضعف حقيقة- وليسوا أقوى من الاغنياء لانهم مترفعين عن الحسد- وقتذك يمكن فعلا أن يدفعهم ذلك الى البحص عن حلول لتحسين اوضاعهم المادية والتخلص من هذه السلبية.

الأغنياء ليسوا متجانسين يا استاذ، ولا يمكن الحكم عليهم بطريقة عامة. فكل شخص له ظروفه وتجاربه الخاصة، وقد يؤثر هذا على نظرته للفقراء وحالتهم. ومن الممكن أن يكون هناك أغنياء يعملون على دعم الفقراء وتحسين حالتهم، سواء من خلال التبرعات أو العمل الخيري، فيما يعتبر آخرون أن الفقر هو نتيجة للخطأ الفردي ولا يجب مساعدة الفقراء.

صدقني بعض الأغنياء يشعرون بالحزن عندما يرون الفقراء لأنهم يعلمون أنهم لا يستطيعون مساعدتهم بشكل كافٍ، ويدركون أن الفقراء يعيشون في ظروف صعبة ولا يمتلكون الأموال والامتيازات التي تتوفر للأغنياء. وأحيانا أخرى يشعر الأغنياء بالذنب لأنهم يعيشون حياة جيدة بينما يعاني الفقراء، وقد يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن حالة الفقر في المجتمع.

وصراحة أقدر بعض الأغنياء الذين يشعرون بالاحترام والتقدير للفقراء لأنهم يعلمون أن الفقر ليس نتيجة للكسل أو الإهمال، بل قد يكون سببه العوامل الخارجة عن إرادة الفرد، مثل الظروف الصعبة والأزمات الاقتصادية.

والصنف ألأخر من الأغنياء الذين لا يشعرون بالتعاطف تجاه الفقراء، ويعتبرون أنفسهم أفضل منهم بسبب ثروتهم ونجاحاتهم. ومن الممكن أن ينظروا إلى الفقراء بنظرة استهزاء أو تحقير، مما يؤدي إلى زيادة الانقسامات والتمييز في المجتمع.