هل تدري عن ماذا أتحدث ما أكثر شيء يضيع من تركيز الانسان ؟ إنها مواقع التواصل الاجتماعي بالتأكيد لم تستغرب من هذه الإجابة فكلنا مدركون هذه ولكن ماذا يحدث في نهاية الأمر ننسى هذا ونجد أنفسنا نبحر في عالم من الاشعارات التي لا نهاية لها . كم مرة حاولت أن تقوم بمهمة ولكن عندما سمعت جرس التنبيهات ذهبت لترى ماذا حدث ودخلت لتجيب على رسالة واحدة فوجدت نفسك استغرقت أكثر من ساعة تتصفح هنا وهنا . كم مرة شرعت في الدراسة وقلت لنفسك هذه العبارة ( انا همسك الموبايل بس اترجم او اعمل سيرش ع معلومة ) فوجدت نفسك تترجمها على فيسبوك وتويتر !! ماذا فعلت بنا السوشال ميديا كيف دخلت إلى حياتنا وعقولنا لهذه الدرجة كنا نظن ان السوشيال ميديا جعلت حياتنا مسلية اكتر بل بالعكس هي جعلتها مملة تجد نفسك تقلب في صفحة إلى صفحة بلا هدف وتشاهد هذا يسافر ويجوب البلاد وهذا عنده سيارة وهذا سعيد في عيد ميلاد ولا تعرف ما يحدث خلف الكواليس وتظن ان هذه الحياة المثالية التي بالطبع ليس عندك فحياة الانسان مليئة بالحزن والفرح . أصبحنا مشتتين جدا مع هذا الحياة .ولكن السؤال إلى متى سيظل هذا الأمر ومتى نتحرر من عبودية مواقع التواصل الاجتماعي !.
ضاع تركيزنا ؟
أعتقد أنه قد فات الأوان كي نمحو مواقع التواصل الإجتماعي أو حتى نتجنبها. لا أنكر أنني كنت من الفئة التي تشغلها هذه الأخيرة و تبعدها عن باقي الأنشطة اليومية لكن خلال الإشارة الحمراء توقفت ساخرا من تفاهة الموقف و عزمت على التوقف من ارتياد هذه المواقع بحيث قمت محو حسابي على الفايسبوك و نقلت المواقع الأخرى إلى حاسوبي المحمول و الذي أشغله من حين إلى آخر. لذلك لا أرى أنه من الصعب التخلص من هاته العبودية المزعومة رغم أهميتها - مواقع التواصل الإجتماعي - من الجانب الإجابي فكل من يعاني منها هو فقط شخص إعتاد على تضييع وقته في الأمور التافهة حتى جاءت هي لتزيد الطين بلة لتبعده عن الواقع و الصورة الحقيقية للمجتمع.
ولكن السؤال إلى متى سيظل هذا الأمر ومتى نتحرر من عبودية مواقع التواصل الاجتماعي !.
القرار يعود إلينا وإلى مدى وعينا بالمشكلة التي نمر بها، ومدى حاجتنا للوقت وتنظيمه وتحديد أولوياتنا، بدليل أنه أيام الامتحانات قد تجدين طلبة يتخلون كليا عن هواتفهم، وهناك من يغلق حسابه الشخصي فش شهر رمضان، إذن نحن لدينا القدرة لكن نحتاج لوعي أكير بقيمة الوقت وأهميته، وأن الأولوية ليست للامتحانات فقط. لذا الخطأ ليست بالتكنولوجيا ولكن بنا نحن إن أردنا سنفعل، ولكن المشكلة الجثيمة برأيي أن يرى بعض الشباب في هذه المنصات بيته الثاني وتجدينه ينتقل تقلقائيا من العالم الحقيقي والعلاقات الحقيقية إلى عالم افتراضي وعلاقات وهمية وهذا يحتاج لبناء وعي وتوعية من الآباء منذ الصغر، وتعزيز قيمة الوقت لديهم منذ نعومة أظافرهم، ودمجهم بالعالم الحقيقي بدلا من العزلة ويكون الهاتف هو الملجأ الوحيد.
عبودية التواصل الاجتماعي كانت بفعل المستخدم نفسه، الكثير من المستخدمين يفهمون بأنه موقع تواصل فقط ويستخدموه للحاجة ويعرفون طريقة لضبط النفس والاستخدام المحدود بأنهم من يتحكمون في الموقع لا الموقع الذي يتحكم بهم. عن نفسي وصلت لمرحلة ادخل مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، وانستجرام لا أعلم ماذا أفعل بهم ولا يتجاوز استخدامي خمس دقائق ثم أخرج لأنني شعرت بملل!
ولكن البعض من ينقل حياته الواقعية كاملة ويجعلها افتراضية سيعيش بعبودية مواقع التواصل الاجتماعي بالتأكيد. لا أعتثد اننا يمكن ان نلغي مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يمكن تعلم ضبط النفس لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مُثلى أو أفضل.
التعليقات