هل هناك احد يستطيع أن يساعدني ان اكتشف مهاراتي، انا اعتقد ان الله خلقنا وجعل لكل منا مهاره تميزه ويتفوق بها عن غيره، ولكن من المؤسف ان ليس الجميع يستطيع التعرف عليها واكتشافها، ومنا من يتأخر في اكتشافها، وعندما يجدها يكون ضاع الكثير من الوقت، ولكن افضلنا من يجدها مبكرا ويعمل عليها ويطورها فينجح بها، ويصبح مميزا، أما قليل الحظ هو من لا يستطيع اكتشافها او عدم بزل أى جهد لكشف مهاراته، فيعيش دون هدف او انجازات يسعد بها ويمارس الحياة بشكل روتيني.
كيف اكتشف مهاراتي واطورها
أعتقد أن أفضل طريقة ليكتشف الإنسان مهاراته هي بالتجربة والخوض في الهواية أو المجال ولكن تحسبًا لعدم إضاعة الكثير من الوقت في تجربة كل شيئ يمكنك أن تعود لأيام طفولتك في محاولة لتذكر ما لفت انتباهك حينها أو قضيت معه أكثر الوقت الممتع وأيضًا معرفة ما يلفت انتباهك الآن.
ولكن قبل كل ذلك عليك أن تعرف ماهي المهارة؟ فإن كان الأمر بالنسبة لك أن تحترف شيئًا ما وتكون ممتازًا به وأنت لا تدري عنه شيئًا فهذا أمر شبه مستحيل لكن المهارة بالنسبة لي مثلًا هو إيجاد سهولة نسبية فيما يراه الآخرون متوسط الصعوبة أو صعبًا وهنا يمكنك أن تقول أن هناك فرصة لتكون ماهرًا حقًا في ذلك المجال أو تلك الناحية.
فإذن السبيل لتجد الاهتمامات والتفوق الطبيعي هو بفهم نفسك ومراقبتها وتتبعها أولًا بأول ولا أجد طريقًا مختصرًا لهذا للأسف.
يعد التفكير في مهاراتك ومواهبك وكفاءاتك وخصائصك الشخصية مكانًا رائعًا للبدء في مساعدتك على اكتشاف نفسك وتحسينها. ابدأ بالإيمان بالنفس، وتعزيز نقاط قوتك، وتحييد نقاط ضعفك. افعل ذلك في سيرتك الذاتية وفي العمل وفي حياتك الاجتماعية وبأهدافك قصيرة المدى. مع مرور الوقت، بناءً على أهدافك، انظر إلى نقاط الضعف التي تعيقك والمهارات اللاحقة التي تحتاج إلى تطويرها.
في الأساس، هناك أربعة عوامل تشكل قدراتنا. إنها مترابطة بشكل وثيق، وهي :
1- القدرة:
القدرة هي المهارة الفنية المطلوبة لأداء مهام معينة، تم تطويرها من النظرية والتطبيق. على سبيل المثال، قيادة السيارة أو استخدام الكمبيوتر. يمكن ممارسة معظم المهن بفضل القدرة - المهارات التي تضيف المعرفة والخبرة. بمعزل عن ذلك، لا يمكن اعتبار هذه "هدية"، حيث يمكن أيضًا برمجة أجهزة الكمبيوتر والروبوتات بمهارات لتحل محل العمل البشري.
2- الموهبة:
الموهبة هي القدرات التي نولد بها، والتي تؤدي إلى أداء مرضٍ سواء في التعلم أو في تنفيذ المهارات. على سبيل المثال، موهبة التفاوض أو الاختراع أو التواصل. هناك فرق بين امتلاك مهارة وامتلاك الموهبة لأداء تلك المهارة. يمكن لأي شخص لديه موهبة في مهنة أن يتعلم تنفيذ هذه المهنة بسهولة أكبر. يمكن أيضًا ربط الموهبة بالمهن.
3- المهارة:
الكفاءة هي المجموع الكلية للموهبة ذات المهارة. يؤدي هذا الارتباط إلى نتائج أفضل من تلك التي حصل عليها الأشخاص الذين لديهم الموهبة أو المهارة فقط بشكل منفصل. على سبيل المثال، متسابق الفورمولا واحد هو الشخص الذي يضيف القدرة على قيادة السيارات بالموهبة الطبيعية للمنافسة. وهذا يعني أنه كلما زادت المهارة والموهبة معًا، زادت فرص النجاح.
4-الخصائص الشخصية:
هذا يعتمد على مجموعة القيم، والمعتقدات، والنماذج، والخصائص الفيزيائية والنفسية، وتأثير البيئة الخارجية. يمكن تغيير هذا عن طريق إضافة تجارب جديدة ويعتمد على طريقة حياة كل شخص. مثال على ذلك، هو النظام الغذائي ومستوى اللياقة في الرياضة.
هنا يجب أن نفرق بين المهارات والمواهب، المهارات نكتسبها بالتعلم والخوض والتجربة لا يمكنك اكتساب مهارة بدون سلك هذا الطريق، على عكس المواهب التي يمنحها الله لنا وفي الغالب حتى هي يتم اكتسابها بالتجربة.
التجربة والخوض في الأمور الجديدة هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة المواهب الغير ظاهرة لدينا.
المشاركة في نوادي وجمعيات والمشاركة في منتديات كل هذه الأمور تساعد في اكتشاف الموهبة وتطوير المهارة.
الحصول على الشغف يأتي من كثرة التجارب، فالتجارب ستتيح لك أكبر قدر من الممارسة ومن خلال ممارسة الشئ ستعرف ما إذا كان مناسب لك أم لا. فالشغف لا يأتيك إلا بعد إجتهاد ولن تحن الصدف على الإنسان إن لم يخرج ويجرب هذا وذاك وبناءاً على تلك التجربة يحدد ذلك المجال الذي يتوافق معه ولا يشعر تجاهه بأي نفور.
فقد تجد بذور موهبتك في مجال ما، فتأخذها وتغرسها وتنميها بجهدك وتعلمك حتى تنبت لك وتأكل ثمرة جهدك فيما بعد.
وثمرة الجهد التي أقصدها هنا هو شئ يسعى إليه الجميع وهو أن تكون موهبتك هي مصدر دخلك، وستشعر بقيمة ذلك الشئ حين تعمل عملا لا تحبه وتكون عصبياً ومتضايقاً في الوقت الذي تقضيه فيه.
لذا انصحك في البداية بالتعرف على المجالات المتنوعة، وهذا من خلال القراءة في المقام الأول، ومتابعة قنوات اليوتيوب ذات المحتوى الهادف، خاصة تلك التي تهتم بتطوير الذات وتقدم لك استراتيجيات حقيقية قد تبني عليها جهدك فيما بعد.
وكذلك من خلال تجارب الآخرين من حولك ممن لهم خبرة في مجال معين، فلتناقشهم ولتتعرف على مزايا عملهم وعيوبه، ولا تخشى أبدا من التجارب فهي التي ستثري عقلك وتدفعك نحو الإختيار الصحيح.
بالتجربة والصبر يا عزيزي ..
كلّنا كنا في البداية متخبطون، لا ندري أيُّ السبل نسلك، نقتطف من هنا ونعمل هناك ولا ندري أي الوجدين أهدى وأرشَد.!
لكنّ اللّه إذ ينوّر بصيرة عبده فلا تخبط ولا شتات ولا انتكاسة أبدًا، فقط يرى اللّه سعيك، يشهدُ على محاولاتك، ولن يُعجزه شئ عن الرفق بصبرك .
سيفتح بصيرتك فتحًا مبينًا، وتُرزق ما انت ساعٍ إليه وما هو خير لك عند اللّه أبقى..
اكتشاف المهارة يتطلب منك البحث عن قدراتك الابداعية والشخصية، لهذا عد إلى ماضيك، تعرّف على الاشياء التي تحمل الحب تجاهها، قم بكتابة هذه الاشياء على نوتة خاصة بك. الشغف والتفكير فيما تحب عامل مهم لاكتشاف مهاراتك ومواهبك.
أيضًا ماذا لو بحثت عن الاطراءات التي تلقيتها من عائلتك، أصدقائك وزملائك إزاء مهمة قمت بها. لعلها الشرارة في اكتشاف مهاراتك.
الآن وبعد تحديد مهاراتك واهدافك والتأكد من أنها قابلة للقياس، حاول أن تنمي هذه المواهب سواء من خلال التعلّم الذاتي أو من خلال الحصل على دورات في هذه المهارة. لهذا كن فضولي حول ما تريد تطويره، تغلّب على مخاوفك من الفشل في عدم التطوير من هذه المهارة.
أيضًا تعلّم من خبرات الاخرين وتجاربهم حول المهارات التي تود تطويرها مع عدم تجاهل الممارسة والتطبيق والثقة بالنفس والايمان بالذات.
التجربة المستمرة لكل جديد هو أفضل وسائل اكتشاف المهارات والهوايات، والسعي للتجربة بشكل ممنهج يُساهم في هذا، كأن تُقرر أن تقوم في كل شهر بتجربة أمر جديد على مدار الشهر، امر واحد فقط، لتكتشف إن كنت مهتمًا به أم لا، إن كنت بارعًا وماهرًا فيه أم لا.
مراقبة السلوكيات الخاصة بنا أيضًا يُساعد، فإن كنت ماهرًا بشيء ما من الأمور التي تمارسها بشكل مستمر عن باقي الأشياء ستعرف هذا بمراقبة سلوكك، تفكيرك، شغفك وقت ممارسة هذا الشيء. فيمكن القول تدوين ما تفعله يوميًا في مذكرة، تدوين يشتمل على تحليل المشاعر على مدار اليوم وأثناء ممارسة الأمور بشكل مختلف.
يمكن عن طريق فعل هذين الأمرين اكتشاف شغفك ومهارتك
أما كيف تطور مهاراتك فبالممارسة والتعلم ولا شيء غير ذلك.
وأما كيف تكتشف مهاراتك من الأساس، أقول أن المهارات لا تـُكتشف! على رأي حزلقوم في مهارة السياقة "مش يمكن لما أجرب بطلع أعرف" !! الأمور لا تسير بهذه الطريقة يا صديقي! كل مهارة يجب أن تبذل من أجلها جهدا وتتعلمها.
أمّا إذا كنت تتحدث عن الموهبة فتلك حكاية أخرى يكثر فيها الخلاف!
نصيحتي لك أن تجرب حتى تجد ما تميل إليه نفسك ثم تمسّك به وأبذل جهدا لتعلمه وإتقانه.. إذا إعترضتك صعوبة البدايات فلا تظن أن تلك المهارة ليست لك! إنما هي البدايات وكل البدايات صعبة! لا يوجد أحد في هذه الدنيا يولد بمهارة عليه إكتشافها إنما يتعلّم حتى يُتقن فإذا أتقن بدى وكأنه وُلد بها.
تعلّم يا صديقي فالمهارات نتعلمها ولا نكتشفها في ذواتنا إكتشافاً.
ساعد نفسك وابحث عنها .
لا تنتظر من أحد أن يساعدك في إيجادها ولا تنتظر أن تنبت لك فجأة كالبرعم، لقد مررت برحلة بحث طويلة حتى تعرفت على مهاراتي وقمت بتنميتها والتركيز عليها والإستفادة منها والتميز فيها، ولكن صدقني كانت هذه الرحلة من أكثر الرحلات الممتعة في حياتي، فكنت كلما اكتشف مهارة أو سمة جديدة في شخصيتي أشعر بسعادة مجزية لأنني كنت أتعرف على نفسي وأقترب منها أكثر فأكثر، ليس فقط من ناحية التعرف على مهاراتي وصقلها بل أيضاً من ناحية التصالح مع الذات وتنمية الثقة بالنفس .
جرّب كل شيء ولا تتردد، تنقل بين مختلف المجالات والفروع، شاهد واقرأ واعمل ولا تتعجل في الوصول إلى النتيجة النهائية، بل اعطِ كل تجربة حقها من الانتظار والممارسة .
ثم ابدأ بالمرحلة الأكبر، اعمل بجد .. مارس كثيراً .. تعلم أكثر .. استفد من خبرات الآخرين .
التعليقات