كيف استطيع التفريق بين مشاعر الصداقة و مشاعر الحب ؟؟؟؟ عجز عقلي عن التفريق بينهم لطالما ظننت ان هذا السؤال سهل ولكنه ليس كذلك ماذا تظنون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف ؟؟؟
التفريق بين مشاعر الصداقة والحب قد يبدو بسيطًا في الظاهر، لكنه في الحقيقة معقد للغاية، لأنه يعتمد على مشاعر داخلية دقيقة وتجارب تختلف من شخص لآخر. الصداقة والحب يشتركان في الكثير من العناصر، مثل التفاهم، الثقة، الرغبة في دعم الآخر، والاهتمام العميق. لكن هناك فروق دقيقة يمكن أن تساعد على التمييز بينهما.
مشاعر الحب غالبًا ما تكون مزيجًا من العاطفة العميقة والجاذبية والرغبة في بناء رابط أكثر خصوصية. الحب عادةً يحمل معه مشاعر مثل الغيرة أو التوق العاطفي والبدني الذي يتجاوز مشاعر الراحة والأمان التي تُميز الصداقة. عندما تحب شخصًا، تشعر برغبة قوية في أن تكون شريكًا مميزًا في حياته، ليس فقط صديقًا.
في المقابل، الصداقة تحمل طابعًا من الراحة والاطمئنان. يمكن أن تكون مشاعرك تجاه صديقك عميقة جدًا، لكن دون وجود تلك الرغبة العاطفية أو الرومانسية التي تكون علامة مميزة للحب. العلاقة تكون أقرب إلى مشاركة الحياة ودعم الآخر، دون التفكير في بناء مستقبل مشترك بنفس الطريقة التي يفكر فيها المحبون.
لتوضيح الأمور أكثر، حاول أن تسأل نفسك: هل يمكنني أن أكون سعيدًا إذا ارتبط هذا الشخص بشخص آخر؟ إذا كانت الإجابة "نعم" مع وجود قليل من الغيرة التي يمكن تجاوزها، فغالبًا ما تكون صداقة. أما إذا كانت الإجابة "لا" وشعرت أن هذا الأمر يسبب لك ألمًا عاطفيًا عميقًا، فقد تكون مشاعرك أقرب إلى الحب.
هذا التشويش صدقني يأتي من الأفلام والمسلسلات الفنيّة التي صاغت هذين المفهومين بشكل متشابه تقريباً، فنرى تعامل الصديق مع صديقته يشابه تماماً تعامل الحبيب مع حبيبته، على أنّ الأمر مختلف تماماً، هناك فرق شاسع بين الأمرين، فالصداقة لا وجود لها وفيها أي لهفة، بل متعة، يعني أنّك مع الأصدقاء وفي الصداقات، ما دمت معهم فأنت مستمتع وحين تتركهم تنساهم تماماً إلى أن تحادثهم في المرة القادمة لتجلسوا معاً، ولذلك نقول: نقضي الأوقات مع الأصدقاء، يعني نملأ الوقت بهم - أما في حالة الحب فنحن نخلق الأوقات لهم ومن هنا خرجت مصطلحات: لهفة البدايات، من تلك اللهفة المميزة التي لا تنشأ إلا مع المحبّين فقط ولا علاقة للهفة بالصداقة نهائي، هذا معيار ناجح برأيي للاستخدام.
الصداقة إذا كنت تقصدها بين الرجل والمرأة فهي بعيدة كل البعد عن الحب، ولكن بطريقة ما تشوهت فطرتنا وضعفت نفوسنا حتى وصل بنا الأمر للعجز عن التفرقة بينهم.
بالصداقة حدود وغالباً ما تكون مقبولة نهايتها، ولا يكون هناك طرف ملتزم للآخر بشئ، وبها خصوصية شديدة لا يجب اختراقها، وقيود وحدود مختلفة وعديدة.
أما الحب فهو كل ما تحرر وخلى من ما هو سابق ذكره، ولكن نحن من قررنا التساهل والخلط بينهم لإشباع مشاعرنا من طرف ليس لنا الحق فيه.
هذا سؤال مهم ومعقد، ومن الطبيعي أن يكون التفريق بين مشاعر الصداقة والحب صعبًا في بعض الأحيان. إليك بعض النقاط التي قد تساعدك في التفريق بينهما:
- الاهتمام والرغبة: في الحب، غالبًا ما يكون هناك رغبة قوية في قضاء الوقت مع الشخص الآخر والتواصل معه بشكل مستمر. بينما في الصداقة، يكون الاهتمام أقل حدة وأكثر استقرارًا.
- الغيرة: مشاعر الغيرة تكون أكثر وضوحًا في الحب. إذا شعرت بالغيرة عندما يكون الشخص الآخر مع شخص آخر، فقد تكون هذه علامة على مشاعر حب.
- التفكير المستمر: إذا كنت تفكر في الشخص الآخر بشكل مستمر وتتخيله في حياتك المستقبلية، فقد تكون هذه علامة على الحب. في الصداقة، يكون التفكير في الشخص الآخر أقل تكرارًا.
- الحميمية: الحب يتضمن مشاعر حميمية ورغبة في التقارب الجسدي والعاطفي. بينما في الصداقة، تكون الحميمية أقل وتقتصر على الدعم والمساندة.
- التضحية: في الحب، تكون مستعدًا للتضحية من أجل سعادة الشخص الآخر. بينما في الصداقة، تكون التضحيات أقل تطرفًا.
- الراحة والأمان: في الصداقة، تشعر بالراحة والأمان مع الشخص الآخر دون الحاجة لإثارة مشاعر قوية. بينما في الحب، تكون المشاعر أكثر تعقيدًا وترافقها أحيانًا مشاعر القلق والتوتر.
تذكر أن هذه النقاط ليست قواعد صارمة، فالمشاعر الإنسانية معقدة ومتداخلة. من المهم أن تستمع إلى قلبك وتفهم مشاعرك بصدق. هل هناك شيء معين يجعلك تشعر بالحيرة بين الصداقة والحب؟
التعليقات