كيف نتخلص...

أعتقد أن أفضل طريقة للتخلص من التعلق بشكل عملي هي أن أبدأ بخطوة بسيطة: كلما شعرت بالتعلق بشيء أو موقف، أوقف نفسي وأسأل: هل هذا التعلق يفيدني أم يعيقني؟ بعدها أحاول أن أوجه تركيزي نحو نشاط جديد أو فكرة مختلفة تساعدني أكسر دائرة التعلق. مثلاً أمارس التنفس العميق أو أغير مكاني أو أكتب أفكاري لأفرغها من رأسي، وهذا التمرين العملي يساعدني أكون أكثر وعيًا وأقل تعلقًا، خطوة خطوة.

أعتقد أن التخلص من التعلق العاطفي بالرأي أصعب مما يبدو، لأن الإنسان بطبيعته يربط رأيه بنفسه، فيشعر أن تغيير رأيه يعني أنه خسر جزءا من هويته أو ضعف موقفه أمام الآخرين، لكن في الحقيقة، أكثر الناس نضجا هم الذين يملكون المرونة الكافية لتغيير آرائهم دون شعور بالهزيمة، التمسك بالرأي بدافع العاطفة يجعلنا نغلق عقولنا ونفقد فرصة التعلم والنمو، بينما التراجع عن رأي بعد نقاش أو تجربة هو دليل وعي وليس ضعف، يمكن أن يكون الحل في أن نفكر في آرائنا كأفكار مؤقتة قابلة للمراجعة، لا كحقائق نهائية، لكن في النهاية من حقا يستطيع فعل ذلك؟ هب يمكننا يوما الارتقاء لهذا المستوى شعوريا فعلا؟

برأيي أول خطوة للتخلص من التعلق بالرأي هي إدراك أن أي نقاش له آداب وأساسيات، أهمها احترام الرأي الآخر وتقبله حتى لو خالفنا. فطالما دخلنا في نقاش، فالمفترض أن يكون الهدف تبادل وجهات النظر لا إثبات من على حق. التمسك بالرأي في كل موقف يغلق باب التعلم، بينما المرونة في التفكير تجعلنا نرى الصورة من زوايا مختلفة وتكسبنا نضج أكبر في طريقة التعامل مع الآخرين.

كيف يمكن التخلص من التعلق برأيك 

تعلقي أكثر!

مقاومة التعلق يزيده، كأي شيء نمتنع عنه أو نقاومه يتفاقهم ويستفحل، لذلك، لا قاومي بادئ الأمر، دعي الأمر يسير بسلاسة، مع الوقت سيتراكم الملل وتظهر التناقضات التي يرفضها عقلك، وعندها يبدأ الانفصال الطبيعي يشتغل لوحده دون تدخل منك ...دون عنف أو قسر اوإلزام.... عليك أن تعلمي أن الفكرة ليست في محاربة التعلق، بل في فهمه وادراك ابعاده اسألي نفسك: لماذا أحتاج أن أتمسك برأيي أو بشيء أو شخص معين؟ هل لأننيأحبه ومقتنعة به فعلا أم لأنني أخاف أن أكون مخطئة، وحيدة، خاسرة، فاشلة؟

تعلّقي أكثر، ولكن بوعي: تابعي الفكرة، اختبريها، جادلي بها، ثم شاهديها وهي تتهاوى أمام التجربة. ....حينها، يذوب التعلق تلقائيًا بشوووووووووووووووية .