أحاول في الآونة الأخيرة إدخال المزيد من الالتزامات تدريجيًّا إلى يومي. وذلك حتى يكون يومي بأكمله مجموعة من المهام والأنشطة المخطّط لها. فكيف ندخل روتينًا جديدًا إلى يومنا؟ وهل أدخل مجموعة أنشطة دفعة واحدة أم بالتدريج؟
كيف ندخل روتينًا جديدًا إلى يومنا؟
إدخال روتين جديد إلى حياتنا يا علي ليس بالامر السهل، لذا يأتي بالتدريج، الأمر يحتاج منا إلى دافعية وبذل جهدل وتحديد أولوياتنا، وإعداد خطة وتحديد الوقت المناسب للقيام بالروتين، بالإضافة إلى تتبع تقدمنا ومكافأة أنفسنا.
مثلًا من يرتأي إدخال عادة القراءة أو الرياضة في يومه والالتزام بها، لابد أن يمتلك الدافعية تجاه هذه العادة ويحدد أولوياته، بعد ذلك يضع بأن أكل الضفدع في الصباح هو الأفضل لمن يرتأي بناء عادة جديدة، لذا مثلا لابد أن يمارس عادة الرياضة في الصبح كونه في أوج نشاطه وطاقته، وليلتزم بهذا الروتين، من المفترض أن يضع أشياء محفزة تساعده على الالتزام بهذه العادة، مثلًا إنشاء تقويمًا مرئيًا، فمثلا يمكنه تحميل تطبيق أنا، وكل يوم يمارس به العادة يكتبه ، وبهذا سيستمر في اتباع هذه العادة والالتزام بها.
لذلك لا مفرّ من التعامل مع أنفسنا بالتكرار يا هدى. لأن الأمر سهل في اليوم الآوّل، نكون على درجة كبيرة من الحماسة. لكنه من اليسير جدًّا والممكن دائمًا أن يكون اليوم الأوّل هو اليوم الآخر في التزامنا بالروتين، وبالتالي يجب علينا أن نضع أنفسنا تحت وطأة ضغط الالتزام، بالمتابعة المستمرة والاستعانة التي لا تنتهي بالأدوات المناسبة، وعلى رأسها أدوات إدارة الوقت والتقويم بكل تأكيد.
أحاول في الآونة الأخيرة إدخال المزيد من الالتزامات تدريجيًّا إلى يومي. وذلك حتى يكون يومي بأكمله مجموعة من المهام والأنشطة المخطّط لها. فكيف ندخل روتينًا جديدًا إلى يومنا؟ وهل أدخل مجموعة أنشطة دفعة واحدة أم بالتدريج؟
التدريج هو الحل حتى لا تتصادم الأعمال وتفقد شغفك في المنتصف، وذلك لأن عملية إدخال روتين بأكمله هي عملية تحدث بالتدريج، فقد تكون على سبيل المثال يا علي شخصاً يمتلك جدول أعمال مزدحم من الصبح إلى المساء أو قد قمت بتخصيص أوقات محددة في يومك لأداء عملك كمستقل وأوقات للراحة .. إلخ، لذا إدخال عملية من الأنشطة دفعة واحدة ليس بالقرار الصائب.
التدريج آلية أكثر من رائعة يا آية. لكن ما يهمّني في هذا الصدد هو ضمان التخلّص من أي فرص ممكنة للانتكاس، وبالتالي فأنا أرغب في التأكّد أولًا من اكتساب العادة الأولى وضمان التزامي بها قبل أن أبدأ في إدخال الروتين التالي. فما هي مؤشّرات نجاحنا في إدخال روتين إلى يومنا العملي في رأيك؟
التدريج آلية أكثر من رائعة يا آية. لكن ما يهمّني في هذا الصدد هو ضمان التخلّص من أي فرص ممكنة للانتكاس، وبالتالي فأنا أرغب في التأكّد أولًا من اكتساب العادة الأولى وضمان التزامي بها قبل أن أبدأ في إدخال الروتين التالي. فما هي مؤشّرات نجاحنا في إدخال روتين إلى يومنا العملي في رأيك؟
ولكن ألا تعتقد يا علي أن خطوة الانتكاس أو الرجوع مع وجود عمل واحد إضافي جديد أفضل من أعمال كثيرة ؟
أعتقد يا علي أن مؤشرات النجاح نسبية بين فرد وأخر ولكن فكر في الأمر بإيجابية بأن كل شيء يحتاج إلى وقت محدد لإنجازه، على سبيل المثال إذا كنت تخصص من وقتك ساعة للكتابة على منصة حاسوب فهذه العادة لم تكتسبها من يوم وليلة بل احتجت إلى فترة لإتمامها.
لا أعني هنا أنني أخشى الانتكاسة. لكنني مثلك تمامًا، لا أرغب على الإطلاق في أن أتعامل مع هذه الانتكاسة بشكل سلبي في أكثر من اتجاه. من الكافي جدًّا أن تكون على صعيد عمل واحد، هنا يمكنني معالجة الأمر. لكن إذا تعدّدت الاتجاهات، لا أظن أن الأمر سيكون سهلًا أن نستعين بالمزيد من الصبر والمثابرة للاحتفاظ بروتين ضخم.
للتخلص من الانتكاس علينا أن نتحلى بالمرونة في تنفيذ العادة. ما هو سبب الانتكاس أصلًا؟ هو تراكم الأعمال مثلًا أو الضغط في فترة ما أو الكسل. في هذه الأحيان سيكون من الصعب الاستمرار في الالتزام بالعادة ولن نشعر بنفس الحماس الذي شعرنا به في البداية للقيام بها. في هذه الأوقات علينا أن نحارب التوقف عنها تمامًا، التوقف لا يجب أن يكون على قائمة الاختيارات حتى. الأفضل من ذلك هو تقليلها.. على سبيل المثال، إذا كانت العادة هي "ممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة يوميًا"، فيمكننا في هذه الفترات تقليص العادة إلى "الخروج للمشي لمدة ربع ساعة". المهم ألا نحذفها من جدول يومنا، وبهذه الطريقة أعتقد أنك ستتمكن من اكتساب العادات على التوازي.
إذا كانت العادة هي "ممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة يوميًا"، فيمكننا في هذه الفترات تقليص العادة إلى "الخروج للمشي لمدة ربع ساعة"
جربت ذلك بالفعل، وأنصح به أحيانا، ولكن من ناحية أن نغير مفهومنا اتجاه بعض الأشياء، أحيانا الحياة على بساطتها نأخذها على محمل الجد، لدرجة أن يلفت ماهو بين أيدينا، عقولنا توهمنا بأننا غير قادرين على انجاز ذلك، مثلا عندما أخذت قرارا لبدأ بالكتابة مباشرة على لوحة مفاتيح الحاسوب جل مقالاتي، راودني شعور بأن الأمر لن ينجح بالمرة لانه لا يمكن تعويض الورق وسوق تقل الانتاجية، لكن ايمان بأن سننجح في ذلك كافي لتغلب كل تلك الأوهام الخاطئة.
يجب أن نتعامل مع السبب الأساسي للانتكاس، فهو يمكن أن يكون نتيجة تراكم الأعمال أو الضغط الزائد في فترة معينة أو حتى الكسل. في تلك اللحظات، قد يكون من الصعب الاستمرار في الالتزام بالعادة وقد لا نشعر بنفس الحماس الذي شعرنا به في البداية.
في مثل هذه الأوقات، يتعين علينا مواجهة التوقف وعدم السماح له بالاستمرار. التوقف عن العادة لا يجب أن يكون خيارًا لدينا. بدلاً من ذلك، يمكننا تقليص العادة بشكل مؤقت وتعديلها بطريقة تتيح لنا الاستمرار بشكل أسهل.
على سبيل المثال، إذا كانت العادة هي "ممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة يوميًا"، فيمكننا في تلك الفترات تقليص العادة إلى "الخروج للمشي لمدة ربع ساعة". الهدف الرئيسي هو عدم حذف العادة تمامًا من جدول أعمالنا اليومي، بل التأكد من أننا نستمر في تنفيذها على الأقل بنسبة ما.
باستخدام هذه الطريقة، سنكون قادرين على الحفاظ على العادات الإيجابية بشكل مستدام وتحقيق التقدم المستمر. الأهم من ذلك، علينا التذكر أن التغيير ليس عملية سهلة وأنه قد يستغرق وقتًا لتحقيق النتائج المرجوة. لذلك، لنكن صبورين ومتفائلين، ولنعتبر التوقفات الزمنية كفرصة لإعادة تقييم أهدافنا وتحسين استراتيجياتنا.
بمجرد إضافة المزيد من الأنشطة إلى يومنا قد يكون تحديًا فمابالك لو كان هذا الأمر متعلق برويتن يومي جديد يختلف عن سابقه، الأمر ليس بالسهل، ولكن من الممكن أن يحصل ذلك يا علي من خلال:
- ينبغي علينا البحث عن الأنشطة التي تفيدنا وتعزز شعورنا بالرضا والسعادة. يمكن أن تشمل ذلك الرياضة، القراءة، الكتابة، أو حتى الاسترخاء ومشاهدة الأفلام.
- ينبغي علينا تجربة الأنشطة الجديدة بشكل تدريجي، لا يجب أن ندخل فيها دفعة واحدة. يمكن أن تكون هذه الأنشطة مثيرة وممتعة، ولكن علينا التأكد من عدم إرهاق أنفسنا.
- من المهم تحديد الأنشطة التي تتناسب مع جدولنا الزمني والتزاماتنا. علينا أن نكون واقعيين حيال ما يمكننا تحمله ومسلمين بالأمور التي نعجز على تطبيقها في حياتنا، وأن نقوم بتخطيط لجدولنا بشكل مناسب.
وهذا كلّه طبعًا في إطار استعدادنا البيولوجي يا عفيفة. من المهم للغاية أن نكون مستعدين بأجسامنا وصحّتنا لهذا الالتزام. فلا يمكن أن أطالب نفسي مثلًا بالتحلّي بالصبر لممارسة الرياضة يوميًّا في حين أنني لا أنام قبل السادسة صباحًا ولا أستيقظ قبل الثالثة عصرًا. هنالك العديد من الأمور التي يجب أن تتم قبل الخوض في الالتزام بأي روتين كان.
كل إنسان لديه نسبة بسيطة من الانضباط الذاتي، لكن واجبنا أن نعزز وننمي هذا الانضباط حتى يصبح عادة.
عليك استبدال العادات القديمة بعادات جديدة، ويجب أن تتحلى بالعزيمة والإرادة، وستكون سعيداً بالنتائج.
لا بد من التدريج ووضع خطة مناسبة لقدراتك:
مثلاُ: تحب التدخين، أقلع عنه واستبدله بفاكهة كلما أصبح لديك رغبة بالتدخين، فالتدخين عادة قد تبرمج عليها عقلك الباطن، وعقلك الباطن يرسل لك إشارات في أوقات محددة اعتدت عليها بأن تمارس التدخين.
لا تستيقظ مبكراً، نم قبل نومك المعتاد بساعتين مثلاً، سيكون صعباً في البداية لكنك ستعتاد ذلك.
مارس الرياضة فهي تنظم الصحة والوقت، واقرأ الكتب المفيدة.
أنصح بكتاب: معجزة الصباح، والعادات السبع الأكثر فعالية.
بالتوفيق.
التعليقات