يتطلّب الانتقال من مسار مهني إلى آخر بعض الوقت. وتتسبّب هذه الفترة بالكثير من الاضطرابات المادّية بالتأكيد. فكيف يمكننا اتهاذ هذا القرار دون التأثير على دخلنا؟ شاركوني بالتجارب أيضَا إن وجدت.
كيف نبدأ مسارًا مهنيًّا جديدًا دون أن يتأثّر دخلنا؟
ليس لدي تجارب شخصية في تغيير مساري المهني، غير أنني سمعت للكثيرين يشرحون هذا الأمر ولعل أبرزهم بالنسبة لي هو أ. أحمد أبو زيد مؤسس قناة دروس أونلاين، ترك عدة نصائح، منها:
- حصر المهارات اللازمة للعمل في هذا المسار.
- امتلاك وتطوير مهارات المسار الجديد، والتدرب الجزئي على أداء مهامه.
- التخطيط وتوفير جزء من المال بشكل استباقي استعدادًا لأي طارئ.
- التريث والانتقال التدريجي، يبدأ الأمر بأخذ إجازة جزئية من عملك الحالي، لتجربة العمل الجديد كعمل مستقر، لتجربة الجهد المبذول ونظام اليوم وخلافه.
- على حسب سير الخطوات السابقة يتم أخذ القرار بالمواصلة أو العودة.
جدير بالذكر أن تحديد الدافع والرغبة في التغيير أمر مهم جدًا، إذ يجب أن يكون الشخص واضحًا مع نفسه عند أخذ هذا القرار ولا يقوم به لأن كل الناس تفعل، فيعلم أنه سيقابل تحديات وعقبات، وعندما يكون لديه دافع قوي، كطلب سوق العمل، فهذا يشجعه في تخطي هذه العقبات.
التخطيط وتوفير جزء من المال بشكل استباقي استعدادًا لأي طارئ.
أتفق معكِ في مختلفا الإجراءات التقنيّة التي أشرتي إليها. وإضافةً إلى ذلك، أعير هذه النقطو كل الانتباه. لأنها تمثّل العبء الأكثر على الإطلاق في مختلفا المناحي التي أشرتي إليها. إنها السبب الرئيسي الذي يحتّم على الجميع أن يقعوا تحت طائلة مثل هذه الظروف. تسبّب لهم مشكلات ماليّة متعدّدة الجوانب. تمثّل أزمات متتالية لا يمكن غض الطرف عنها. وقد تؤدّي في النهاية إلى ظلم المجال المهني الجديد. لأن مستقبله يكون واعدًا وقتها. لكن الظروف الماديّة المحيطة لا تمنحه الفرصة لإثبات ذلك.
كيف نبدأ مسارًا مهنيًّا جديدًا دون أن يتأثّر دخلنا؟
بتأكيد يا علي فكرة أن تنتقل من مجال لأخر أو في المجال نفسه ولكن من وظيفة إلى أخرى ستؤثر على مستوى المعيشة إلا في حال كان التخطيط مسبقًا وهذا يكون بالتالي:
- ادّخار جزء من المال بشكل مستمر ليكون معاشًا في الفترات الانتقالية، وخصوصًا أن بعض الوظائف لا يتم صرف الراتب إلا بعد أكثر من شهر.
- التخطيط المبكر للفكرة الانتقال لو كان إراديًا حتى لا تتاثر الأمور المالية بشكل مفاجىء.
- وقبل أي قرار يجب دراسة جميع الخيارات بشكل استراتيجي ليعطي توقعًا أكثر صدقًا عن توقعات المستقبلية .
أشارت فاطمة إلى نفس النقطة من زاوية أخرى يا أماني. وهذا يؤكّد على ما كنتُ أفكّر فيه، حيث أنكما أشرتما إلى النقطة نفسها نظرًا لأهمّيتها الجمّة. في هذا الصدد، أتذكّر الخطأ الكبير الذي وقعتُ فيه عندما اتخذتُ القرار نفسه.
هجرتُ العمل الحر في فترة سابقة وذهبتُ إلى عملٍ وظيفيٍّ في مجال خدمة العملاء. اعتمدتُ وقتها على اللغة الإنجليزيّة وظننتُ ان الدخل الثابت ذا المستوى المرضي سيفي بالغرض. لكنني فور أن عملتُ لشهرين، أدركت فداحة الخطأ الذي قمت بها.
كان قرار وقتها صحيحًا. لكنه كان متسرّعًا إلى أبعد حدٍّ. قرّرتُ وقتها العودة إلى العمل الحر وبناء قاعدة عملاء من الصفر والعمل على مسار مهني قوي فيه. هذا ما حصل فعلًا. لكنني مررتُ بفترة في غاية السوء وقتها. لأنني تسرّعتُ بترك الوظيفة بين ليلةٍ وضحاها. رفضتُ -تحت الضغط النفسي- حتى أن أنتظر لفترة الاستقالة وأحصل على راتبي كاملًا. وقتها وقعتُ في شرك أزمة مادّية. ولم يحلّها العمل الحر إلّا بعد حوالي 6 أشهر. ولولا أنّني كنت خالي المسؤوليّات وقتها، لما استطعتُ الخروج بأمان.
فكيف يمكننا اتهاذ هذا القرار دون التأثير على دخلنا؟ شاركوني بالتجارب أيضَا إن وجدت.
بتجربتي الصغيرة جدا من الانتقال من التعليم الجامعي الى العمل الحر كان الامر شاقا جدا في البداية خصوصا، اذ كان علي الانتقال بالحالة الذهنية والنفسية نحو مجال لم امارسه من قبل وهو غريب عني تماما، والاصعب من هذا كله أنه لا يوجد في محطيي او في دائرتي الخاصة اي شخص يمكن ان يساعدني او يلهمني بتجربته، فقد كنت اول من يدخل هذا المجال من معارفي ودائرتي الخاصة وهذا وضع علي حمل نفسي شديد وهو احتمالية الفشل، خصوصا وان الاهل والاصدقاء المقربين جدا يعلمون بالامر، ما جعلني امام تحدي اثبات الذات أككثر واكثر .
طبعا تجربتي صعبة جدا ليس من على المستوى الجسدي فحسب بل على المستوى النفسي ، فقد كن ومازال عليا الموازنة بين اربع امور مهمة، هي التدريس والبحث الأكاديمي، واعمال المنزل والتعليم الذاتي و العمل الحر، هذا ضغط شديد يجعلنا في في احيان كثيرة اقصر في احدى هذه الامور مع الاسف ؛ وتجربتي ليست الاصعب بالمطلق، اعلم جيدا وجود تجارب صعبة من امهات مربيات ومرضعات وعاملات لساعات طويلة في الخارج، لذلك اعتبر نفسي محظوظة فعلا .
كيف نبدأ مسارًا مهنيًّا جديدًا دون أن يتأثّر دخلنا؟
مع الاسف هذا سؤال لا يمكنني الاجابة عنه بيقين تام، لان التجارب تختلف من شخص لاخر، ولا يمكن اعطاء نصائح موحدة للجميع، ربما يمكن السير فقط وفق مبادئي هي المرونة والموازنة وتقبل الواقع والاستعداد لكل شيء، والاهم هو الصبر والتحسين المستمر.
مع الاسف هذا سؤال لا يمكنني الاجابة عنه بيقين تام، لان التجارب تختلف من شخص لاخر، ولا يمكن اعطاء نصائح موحدة للجميع، ربما يمكن السير فقط وفق مبادئي هي المرونة والموازنة وتقبل الواقع والاستعداد لكل شيء، والاهم هو الصبر والتحسين المستمر.
على الرغم من وجود بعض النقاط المشتركة التي لا بد لنا أن نضعها في الحسبان، فأنا أرى مثلكِ أن الأمر لا يعتمد على رؤية جماعية في كل الظروف. وإنما يعتمد على رؤية شاملة تتمثّل في أفكار عدّة. وتختلف هذه الأفكار من فردٍ إلى آخر تبعًا للعديد من المعايير. منها مثلًا:
- الظروف الاجتماعية.
- حجم المسؤوليات التي عليه.
- حجم الالتزامات المادّية الشهريّة عليه في هذه المرحلة.
- مستواه الاجتماعي ومتطلّباته المادّية.
فكيف يمكننا اتهاذ هذا القرار دون التأثير على دخلنا؟
ليست لدي تجربة عملية في هذا السياق، لكن مع ذلك أنا أؤمن بفكرة عدم المغامرة أو المخاطرة بالوظيفة الحالية، وأفضل التريث ودراسة كل الجوانب قبل تغيير المسار المهني، وعدم تغييره حتى أصل لمرحلة أضمن فيها العمل الجديد ويكون أحسن من سابقه،وأشجع فكرة تنويع مصادر الدخل فلو كنت قادرا على التوفيق بين المسارين دون التخلي عن واحد منهما فسأقوم بذلك، الأمر يحتاج إلى تنظيم وقت وإلى إرادة وإنضباط بالدرجة الأولى.
كان هذا هو الخطأ الذي سقطتُ فيه فعلًا يا عبد الوهاب. فقد اتخذت القرار وقتها بهجر مساري المهني الجديد للعودة إلى العمل الحر ومساري المهني الأساسي. لكن في المقابل، لم أضطر للتعامل مع الوضع بأي شكل من أشكال التحوّل. لكنني في المقابل لم أخطّط على الإطلاق للأمر، ولم أضع مضاعفاته في الحسبان بأي شكلٍ من الأشكال.
لم أضطر للتعامل مع الوضع بأي شكل من أشكال التحوّل. لكنني في المقابل لم أخطّط على الإطلاق للأمر، ولم أضع مضاعفاته في الحسبان بأي شكلٍ من الأشكال.
الجميع قد يقع في أخطاء مشابهة لهذه، ويوجد البعض يتعمّد إتخاذ ذلك القرار بناء على المغامرة التي يرغب في تجربتها أما أنا فأعتبرها مقامرة خصوصا إن كان المرء محتاجا لمدخوله فيحضر به قوت يومه وعائلته.
بالنسبة إليك يمكنك إعتبارها تجربة تتعلّم مها، وشكرا على تنويهك لنا بها فلا نقع فيها كذلك، هكذا خطوات تحتاج إلى دراسة شاملة الجوانب.
التضحية بالمال و الوقت و الصحة ، لابد ان تضحي باحد الثلاثة او الثلاثة سويا او باحد العوامل اكثر لكن لا مفر من التضحية لا مفر من التضحية بوقتك فى التعلم لا مفر من السهر و الآم الظهر و الرقبة بسبب العمل لساعات طويلة ، الامر ليس سهلا الامر بمثابة رجل شاب قرر ان يعود مرة اخرى الى بطن امه لتلده فى بلد آخر و عادات مختلفة و لغة مختلفة ولكن عندما وضعته امه وجدته مدرك انه عاد من طور الشباب الى رضيع ولكن هل ستقبل الصبر و التضحية بالوقت هل سيتقبل كونه عادل طفل رضيع مرة اخرى
وان اهم الوسائل المتبعة هنا فى ايجاد مسار مهني مختلف اما التجربة او البحث و الاحصائيات ولا انصح ان يكون المصار معتمد على الشغف و الحب لا بل يكن بشكل اساسي المال و الاحتياج
إن عبارة "من طلب العلا سهر الليالي" ليست مجرّد عبارة في المطلق يا صديقي. إنها عبارة حقيقيّة. تكراها أمر في غاية السهولة. فالأطفال يكرّرونها يوميًّا وفي كلّ صباحٍ. يقرؤونها فوق غلاف كل كتاب. لكن في المقابل، لن يستشعرها أو يطبّقها إلّا من يستطيع تطبيقها فعلًا، من يمتلك القدرات والمؤهّلات التي يستطيع من خلالها المثابرة. لذلك هنا لا أعني على الإطلاق الطبيعة الخاصة بالشخص نفسه من اجتهاد مبذول. وإنما أعني حقيقة التخطيط نفسه.
يمكننا أن نغير مسارنا المهني في أي وقت ولكن بشرط أن تكون الأعباء المالية لا تضغطنا. فلا يصح أن يكون لدينا أسرة أو أطفال أو التزامات مالية أو ديون أو أقساط و نفكر في تلك المغامرة إلا أن تكون محسوبة جداً وأن يكون هناك مال مدخر يعيننا حتى نعبر من تلك الفترة الإنتقالية التي تكون بطبيعة الحال ضاغطة مربكة غير مريحة للأعصاب. الأصح في رأيي أن نظل بمجالنا القديم الذي نود تركه إلى غيره حتى نتثبت من الجديد وترسخ قدمنا ونضمن أن وضعنا المالي كما هو إن لم يكن أحسن. كان لي زميل يعمل في شركة ميدكو للدهانات من سنين. حدث أن ترك العمل أو بالأحرى العمل الذي تركه لأن الشركات كانت تعاني في تلك الفترة. لم يتأثر كثيراً لأنه كان يعمل كفريلانسر من قديم من أيام الجامعة تقريباً ؛ ولذا استطاع أن يعبر تلك المحنة. المهم في كل ذلك أن لا يكون لديك التزامات مالية باهظة مرهقة.
التعليقات