أصبحت الحياة أسرع مما نستطيع توقعه، ممّا يضع علينا ضغطًا زائدًا أحيانًا.
بختلاف مساراتكم المهنية وطموحاتكم، كيف نوجد وقتًا لتطوير أنفسنا مهنيًا؟
شخصيا لا اجد وقتا لذلك إلا اذا تعاملت معه كالتزام، اذا اجبرت نفسي على الخضوع للتعلم والتطوير كواجب إلزامي على مدار ايام او على الاقل اوقات معينة حتى يتكون لذي استعداد لتقبل هذا التطوير، وقتها فقط اجد نفسي قادرة على التفكير بمحبة واندفاع اكثر، وبالتالي الدخول مع الوقت في حالة التعلم الالي دون جهد كبير.
على الرغم من أن مكاسب هذه الاستراتيجية كثيرة، فإن العديد من التنازلات يجب أن نقدّمها من أجل أن نستطيع الالتزام بهذه الصرامة يا خلود. ذكّرني تعليقك بواحدة من المحادثات مع صديق لي بالأمس، حيث أنه حصل على فرصة عمل في مكان جدير بخبراته، ويمثّل فرصة رائعة بالنسبة للمرحلة الحالية التي يحتلّها من مساره المهني. أخبرته بألّا يفوّت الفرصة، لأنه كان متردّدًا في قبولها، لذلك سألته عن أهم التنازلات التي يشعر بأنه سيقدّمها، فكانت إجابته واضحة: "لن أحظى بوقتٍ لنفسي أو لأصدقائي". كيف يمكننا أن نغيّر هذه العقلية يا خلود؟ وهل يوجد مفر للتوفيق بين الجهتين؟
كيف نوجد وقتًا لتطوير أنفسنا مهنيًا؟
لا أجد الوقت لتطوير نفسي مع العمل والبيت والأطفال وخاصة في وقت المدارس واليوم القصيرن الصراحة في فصل الشتاء أعاني من الضغط في العمل أكثر من الصيف.
لكن رغم ذلك أحاول تخصيص ساعة من وقتي كل يوم لتطوير نفسي حتى لو كان الأمر بقراءة كتاب فقط في مجالي أو مشاهدة فيديو أو قراءة تقارير جديدة.
التطور الحقيقي مثل الدورات أو الدراسات الجديدة في العادة اتركه لوقت الصيف أين يكون عندي متسع من الوقت.
على الرغم من أهمية تطوير أنفسنا من وقتٍ إلى آخر يا مريم، فأنا أرى أن ما تقومين به من جهود يعتبر سببًا للفخر أكثر من أي سببٍ آخر، لأن هذه المسؤولية بين العمل والواجبات العائلية تعتبر أمرًا شبيهًا بالمستحيل، وبالتالي فإنه لأمر مبهر فعلًا أن تجدين وقتًا للقراءة أو المشاهدة. تأكّدي من أنكِ تديرين شأنًا ليس بالسهل، وبالتالي فإن إمكانية تطوّرك محسومة ما دمتي بهذه العقلية، والأمر ليس إلّا مسألة وقت في انتظار الخروج من نفق المسؤوليات المتراكمة وإعادة ترتيبها.
ما دمتي بهذه العقلية
شكرا على التعليق المحفز لي لأني صراحة في بعض الأوقات أجد نفسي في ركود من التطور بسب كثر المسؤوليات والضغط وحتى لا أجد من يقاسمني المسؤولي وألقي عليه، لكن مثلما ذكرت أنت فاهم عنصر في تطورنا هي العقلية التي نتمتع بها وهي أكبر دافع لنا لعدم الاستسلام.
في هذه الأيام القليلة كنت أتحدث مع زميلة لي ونصحتها لتطور نفسها وتبحث عن مصدر رزق لها من الإنترنت وهي متفوقة في العديد من اللغات أكثر مني بكثير لكنها بدأت تتحج بالوقت وبصعوبة إيجاد فرص اليوم مع المنافسة والعديد من الأمور التي لا تخطر على بالك هناك تيقنت أن النجاح هو فكر قبل أن يكون مهارات أو أدوات.
تقسيم الوقت هو عامل مهم جداً لتجد وقتاً لتطوير ذاتك، وهناك العديد من التطبيقات التي تساعدك على تنظيم وقتك ووضع مهمات لك يومية، ومن الأشياء التي تهدر الوقت بكثرة هي التواصل الاجتماعي والهاتف بشكل عام، فعن تجربة عندما أغلقت جميع حساباتي على التواصل الاجتماعي لفترة، قمت بأشياء كثيرة وطورت ذاتيا وأصبحت شخصا منتجاً أكثر، وغير ذلك بالطبع هي المعرفة، لأن العالم هو بحر من المعلومات في أي مجال ومهما وصلنا لمرحلة عالية من المعرفة، لن نكون على علم بجميع الأشياء، لذلك البحث والمعرفة حول مجالك وحضور الندوات شيء مهم أيضاً في التطور المهني.
ومن الأشياء التي تهدر الوقت بكثرة هي التواصل الاجتماعي والهاتف بشكل عام
أتفق وأتفق يا سارة. إنه أمر مشتّت للغاية فعلًا. وقد عانيتُ منذ فترة بسبب إدمان منصة إنستغرام بالتحديد، حيث أنني أنفقتُ وقتًا كبيرًا للغاية على هذه المنصة، ناهيك عن مختلف الإضافات عليها مثل الـreels التي عانيتُ للإقلاع عنها. وفي نهاية المطاف، وبعد أن فشلت مختلف محاولات التقنين، قرّرتُ في لحظة أن أتخلّص من حسابي بالكامل. محوتُ الحساب والتطبيق من على الهاتف. ومنذ ذلك الحين، أدركتُ أن المقاومة التي نشعر بها لا تُذكر مقابل شعور الإفاقة الذي يظهر عندما نبتعد عن هذه المشتّتات.
الروتين
رغم أنها كلمة غير محببه للكثيرين وأنا منهم ولكنه الطريق الوحيد للحصول على نتائج في هذا الصدد، تخصيص ساعة أو ساعتين يوميًا لتطوير أمر ما سواء عمليًا أو شخصيًا هو الحل الوحيد.
إلزام النفس بذلك طريقة مضمونة للنجاح ولكنها تتطلب إلتزام هائل وربما تكون هذه المشكلة هي ما تمنع تنفيذ أي روتين ولكن تغيير العقلية هو السبيل الوحيد.
أفضل دومًا أن ابدأ روتيني بالنظر لما سأجنيه بعدما أتبع هذا الروتين، أنظر لما سأحققه لو إلتزمت وأرى كم هي نتيجة محببة لي وتكون هي دافعي دومًا للإستمرار.
حقيقي إلى أبعد حدٍّ يا عبد العزيز. إن مفهوم العادة هو الأقراب إلى التطوير، وهو ما ينكره الكثير من الأشخاص، خصوصًا فيما يتعلّق بالمسارات الإبداعية أيضًا. تلك المسارات التي تحتّم على الكثير من الأشخاص أن يظنّوا أن الإبداع يتصاعد من نقيض الروتين، ولا يمكنه أن ينتج منتجًا فنّيًا إلى من خلال السلوك الفوضوي وانتظار إلهام الفن. لكن التطوّر الحقيقي، حتى المقترن بالإبداع، يكمن في الاستمرارية والاالتزم، والتفاني في تقديس أوقات الممارسة وتنظيمها قدر الإمكان.
التعليقات