دائما ما أسقط في هذا الفخ في أيام العطلات، حتى وإن لم يكن لدي أي أعمال مؤجلة. ما الحل في رأيكم؟
أثناء العطلة، كيف نمنع أنفسنا من التفكير في العمل؟
وقعت في هذا الفخ من قبل، وسببه هو تشتت الأهداف، أو في حالة أخرى عدم وجود هدف أصلًا، مما يجعل العقل مرتبكًا ومشوشًا فلا يفتر عن التفكير في العمل، لأنه لا يوجد هدف أعلى يريد تحقيقه، وكل ما عليك فعله هو أن تضع خطة لتحقيق أهداف من مرتبك، بمعنى، حدد هدفًا ماديًا كالزواج مثلًا وضع له خطة تعتمد على راتبك، ومن خلال هذه الخطة سيتضح لعقلك متى تكون أيام العمل، ومتى تكون أيام الراحة، وبهذا سيبادر عقلك للبحث عن الراحة والتوقف عن التفكير في العمل.
وكل ما عليك فعله هو أن تضع خطة لتحقيق أهداف من مرتبك، بمعنى، حدد هدفًا ماديًا كالزواج مثلًا وضع له خطة تعتمد على راتبك
لم أقتنع بهذه الطريقة، بالعكس ربما التفكير في المال يزيد من تفكير الشخص في العمل وكيف يمكنه جني المزيد منه، بدلًا من تركيزه على شحن طاقته للعودة بعد الإجازة. ولذا أفضل عند الوصول لأيام عطلتي أن أكون قد نفذت بعض الأشياء، منها:
- جدولة المهام وتوزيعها
جدولة المهام بحيث يمكنني الانتهاء منها قبل أخذ الإجازة، مع تخصيص بعض زملائي بأداء الأعمال التي قد يحتاج إليها العمل في أثناء إجازتي. بالإضافة إلى إنشاء قائمة بالمهام المطلوبة بعد العودة من الإجازة. بحيث يمكنني ترك العمل عند الباب ومعرفة ما يجب القيام به عند عودتي، مما سيؤدي إلى تجنب التفكير في الأشياء التي يمكنني القيام بها في أثناء استمتاعي بوقت بعيد عن العمل.
- الابتعاد عن التطبيقات الخاصة بالعمل أو تخصيص وقت بسيط لها في نهاية اليوم
فالسماح بقراءة إشعار واحد متعلق بالعمل ينقل عقل الشخص إلى وضع العمل، ونحن بالتأكيد لا نريد ذلك.
خذيها مني قاعدة يا شيماء، محاولة الهروب من الفكرة ستؤدي لا محالة للوقوع فيها، وكتجربة عملية الآن جربي هذا.
شيماء في العشر ثواني القادمة إياك ثم إياك أن تفكري في الدب القطبي.
أستطيع أن أقول بكل جزم أنه في خلال العشر ثواني لم تفكري في شئ سوى الدب القطبي.
كذلك أمر العمل، محاولة الهروب من التفكير فيه ستؤدي لا محالة إلى التفكير فيه.
كذلك أمر العمل، محاولة الهروب من التفكير فيه ستؤدي لا محالة إلى التفكير فيه.
أوليس التفكير في الراتب يؤدي إلى التفكير في العمل يا عمرو؟! لقد قلتها وبكل سهولة
محاولة الهروب من التفكير فيه ستؤدي لا محالة إلى التفكير فيه.
لذا لابد من الابتعاد عن أي شيء يتعلق بالفكرة نفسها من الأساس.
أختلف معك في هذا الصدد يا عمرو، فأنا ممن يعملون وفق خطة ثابتة منذ فترة طويلة. وعلى الرغم من ذلك، أجد أن الأمر يصيبني من الحين للآخر. قد أرجع السبب إلى عدم شعوري حتى الآن بالاستقلالية الاقتصادية المنتظرة.
قد أرجع السبب إلى عدم شعوري حتى الآن بالاستقلالية الاقتصادية المنتظرة.
أعتقد أن هذا الشعور يرتبط بالعمل الحر أكثر من غيره يا علي، فقد كنت أشعر بالأمر ذاته إلى حين استلمت عمل مكتبي ثابت جعلني أؤدي عملي الحر دون وجود ضغط نفسي ولا أفكر فيه بعد انتهاء فترة العمل. لذا أنصحك بالآتي:
- ابحث عن عمل يساير مجال اهتمامك أو خبرتك أو يتناسب مع جدولك الأكاديمي. ابحث عن وظيفة تستمتع بها وتوفر فرصًا للنمو والتطور. كلما أحببت وظيفتك وزادت احتمالية التقدم في هذا المنصب، زادت احتمالية استمرارك فيه وبناء استقلالك الاقتصادي.
- اعمل قائمة بنفقاتك وقارنها بدخلك، وألغ بعض نفقاتك غير الضرورية، أو زد دخلك، أو استخدم مزيجًا من الاثنين.
- خصص جزء من كل الدخل وضعه في حساب التوفير. يؤسس هذا عادات ادخار جيدة ويمنحك وسادة للتراجع في حالة فقدان وظيفتك أو مواجهة حالة طوارئ مالية.
يمكنك اتباع بعض الخطوات لتجنب هذا الفخ:
1- تحديد أهداف وأنشطة للعطلة وتخطيطها مسبقًا.
2- تحديد مواعيد محددة للراحة والاسترخاء.
3- تجنب الانغماس في التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية خلال فترات الراحة.
4- القيام بأنشطة رياضية أو تعلم شيء جديد.
5- قضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة.
6- إذا كان هناك أعمال مؤجلة، يمكن تحديد يومًا محددًا لإنجازها دون التفكير فيها طوال فترات العطل.
تجنب الانغماس في التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية خلال فترات الراحة.
فعلا لاستخدام منتجات منصات التواصل الاجتماعي سلبياته. لكن كيف تكون سببا في هذه المشكلة بالتحديد يا إيمان؟
أنا لست من هذا النوع، في أيام العطلة أنسى حتى نوع العمل الذي كنت أزاوله، ولكن سأحاول الإدلاء بدلوي.
على أي، سمحت أحدهم يقول يوما: عندما تلعب العب، وعندما تعمل اعمل، صدقني إذا عملت لجد لمدة شهر كامل، لاشيء غير العمل والاجتهاد، عندما تستيقظ صباحا تتوجه مباشرة إلى مكان عملك، ثم تعود إلى الفراش مساء. صدقني عندما يأتي وقت العطلة والاستراحة، حتى كلمة ع-م-ل لن تخطر على بالك. غالبية الناس عندما يكنون في مكتبهم يفكرون في الشاطئ، وعندما يكونون في الشاطئ يفكرون في العمل، وأنا أقول أنه من الأفضل التركيز على أحدهما فقط، وتأجيل الآخر.
سأضع هذه الخطة في الحسبان. لكنني لا أشعر بأنها قد تجدي نفعا. أنا أشعر ببعض الخوف منها بسبب أنني قد أتعرض إلى إجهاد أعمل عادة على تجنبه، فأنا قد أصبت بإجهاد لفرط العمل في فترة لا أريد تكرارها. فقد منعني هذا الإجهاد عن العمل وسبب لي مشاكل صحية. لذلك هل ترين أن مخاوفي في محلها أم أن هنالك ما يمكن تطبيقه لتجنب الإجهاد المدمر؟
أعتقد أن التوتر يلعب دوراً كبيراً في هذا الموضوع، فمن الطبيعي أن العطلة هي الوقت المخصص لك من أجل الراحة ونسيان شقاء وتعب العمل لذا أنصحك بأن تذكر نفسك مراراً وتكراراً بأنك تستحق العطلة لأنك أديت عملك في وقت سابق بفعالية وكفاءة لذا تحصلت على العطلة وأن تبتعد عن التوتر والعوامل المسببة لذلك.
هل من الممكن أن يكون عملك كمستقل واحداً من الأسباب والذي يجعلك لا أن تضع حدوداً لأوقات العمل والراحة ؟
من الصعب جدا أن نمنع ذلك يا علي، خصوصا بالنسبة لنا كمستقلين، اذا لم نفكر في المشروع المعلق لدينا، بالتأكيد سنفكر المصروف المتبقي في الجيب، لذلك ليس باليد حيلة.
دائما ما أسقط في هذا الفخ في أيام العطلات، حتى وإن لم يكن لدي أي أعمال مؤجلة. ما الحل في رأيكم؟
بالنسبة لك يمكنك مثلا الذهاب للتخييم والتجول في الطبيعة، أو قضاء بعض الوقت في القراءة والتعلم عن موضوعات جديدة، أو التطوع في العمل الخيري والمساعدة في تحسين حياة الآخرين. أو الاستماع بأنشطة ممتعة ومثل الذهاب الى السينما أو الاستمتاع بوقتك في الألعاب الإلكترونية. يعني لا تجعل وقتك فارغا لكي لا تقع في فخ التفكير في العمل.
في الحقيقة كان يؤرقني هذا الأمر في البداية حتى اعتدت عليه وقلت لنفسي ما المانع في أن أفكر في العمل وقت العطلة؟ فالحقيقة إن أكثر وقت يكون فيه ذهني صافيا ولست مضغوطا بموعد تسليم عمل أو خلافه، هو وقت العطلات وعندها تأتيني فعلا أفكار ممتازة للعمل واستخدمها لتحسين عملي وتطويره.
ولكن أحاول ألا يكون ذلك مسيطرا علي في كامل وقت العطلة وذلك عن طريق اندماجي مع عائلتي أو أصدقائي، فذلك يشغلني بالطبع عن التفكير في العمل أثناء قضاء الوقت معهم.
التعليقات