ما بين نصيحة المعالجين النفسيين بطلب المساعدة من الآخرين، وضرورة الاعتماد على أنفسنا بالحياة، كيف نوازن بين المبدأين لنعيش حياة صحية لا نظلم بها أنفسنا ولا نظلم بها الآخرين؟
كيف نوازن بين طلب المساعدة من الآخرين، والاعتماد على أنفسنا في الحياة؟
ضرورة الاعتماد على النفس تعني أن يكون لدينا القدرة على اتخاذ قرارات وتحمل المسؤولية المتعلقة بحياتنا، يعني كل ما يتعلق بحياتي يكون لي القدرة على اتخاذ قرار فيه، الدراسة أو التعلم أو العلاقات، ولكن هذا لا يتعارض أبدا بالاستشارة وقت الحاجة وطلب المساعدة خاصة إن كان قراري لست متأكد منه 100 %، ولكن هنا يجب أن أقيم نفسي، هل أنا شخص لا يتخذ قرار إلا بعد طلب المساعدة أم الأمر نسبي ويكون بالحالات الصعبة فقط، وبناء على ذلك أعدل طريقتي عند الاستعانة، وأجرب أن أخذ القرار حتى لو كانت النتائج غير جيدة بالبداية ولكن مع فهم آلية اتخاذ القرار، والاستمرار ستكون النتائج أفضل
أم الأمر نسبي ويكون بالحالات الصعبة فقط
تناولت هذه النقطة وكأنها هي المعيار الذي يمكن على أساسه تحديد النسبة الصحية. ولكن ماذا عن التفويض؟
التفويض يُشار إليه على أنه مطلوب وله مميزات، وهو يندرج أيضًا تحت طلب المساعدة. ففي التفويض قد أستطيع القيام بالمهمة وهي لا تُعد صعبة بالنسبة لي ولكني على الرغم من ذلك أحتاج إلى شخص ما يقوم بها بدلًا مني.
التفويض نقطة أخرى بخلاف المساعدة، والتفويض نحن بحاجة له بالتأكيد مع كثرة المسؤوليات وإلا لن نتمكن من الاستمرار بنفس الأداء، ولكن يجب أن نتأكد أن الطرف الآخر متفرغ لهذا التفويض وقادر على أداء المهمة التي سأفوضها له بنفس الدرجة من الإتقان التي كنت سأفعل المهمة بها، ووقتها هنا سأفوض بالتأكيد، يعني بالمصري اشتري راحتك بالمال، يعني لو لديك عمل وبيت ومسؤوليات، يمكنك تفويض مهام المنزل من حيث النظافة لشخص مقابل المال، أو حتى بعيدا عن المال، يمكن تفويض المهام بين أفراد البيت بحيث لا يكون فرد مضغوط وفرد نائم على الأريكة
التفويض لا يكون دائمًا مقابل المال. المقابل المادي ليس محورًا أساسيًا عند تعريف التفويض.
مفهوم التفويض واسع. التفويض هو طلب المساعدة لأجل توفير الوقت، بغض النظر عن قدرتي على القيام بالمهمة من عجزي عن القيام بها.
بأن لا يكون لدينا أي خيار نخرج به من دائرة اعتمادنا على أنفسنا، غلط كبير أن يكون موجوداً أصلاً خيار الاعتماد على الآخرين، أنا في حياتي بين خيارين:
الاعتماد على نفسي أو تحمّل مسؤولية قراراتي السيئة.
لا وجود لحلول أخرى، مثلاً حين كنت أسكن مع أهلي وقد يبدو أمراً غريباً ما سأذكره، هو أنني تعرضت لضرر كبير في عملي أدى إلى إيقافه، يومها كنت على رأس مشروع خاص، لم ألتفت إلى أهلي لطلب المساعدة، حتى لم أحمّل أهلي مغبّة تحمّل مصروفي أو جزء منه، كنا في ذات البيت وكل شخص يعيش بطبقة مادية مختلفة، هذا قد يفاجئ البعض ولكنّي أعيش وفق هذا المبدأ، بأنني أنا لا أنقل اعتمادي على أي أحد، لا أنقل مسؤولياتي مهما صغرت على أكتاف الآخرين وحين أطلب المساعدة أطلبها محققةً مصلحتي ومصلحة الآخر، يعني علاقة مقايضة، أما استقبال بدون إيداع لا أكيد، هذا شيء يضرّ بشخصيتي وأهرب منه حقيقةً في تفكيري وحياتي.
لكن هل طلب المساعدة من أجل طلب المساعدة أم للاحتياج فعلاً وضروري, هناك فرق بين أن أطلب المساعدة لأني وصلت لمرحلة لم أتمكن من تنفيذ هذا الأمر بنفسي (وهذا أمر صحي واعتيادي), أما الجانب السلبي وهو ما أصبحت أراه بكثرة هو طلب المساعدة نتيجة للكسل وحتى كسل في التفكير فبعض الناس بمجرد مشاهدته لشئ أو مواجهته لأمر بسيط يلجأ للمساعدة والأسألة دون حتى أن يفكر فيما كان سيقدر أم لا أو يجهد دماغه بأقل نوع من التفكير ! فهذا نموذج مضر بنفسه وبمن حوله
وهناك نقطة يغفل عنها الناس ومنها يعتبرون المساعدة حق مكتسب لكن الحقيقة أنّ لا أحد مضطر لأن يساعد أحد. لذا علينا أن نقدّر مساعدة الآخرين دومًا ونشعرهم بما قاموا لأجلنا.
سؤال رائع يعكس فهمك العميق للتوازن في الحياة. لتحقيق هذا التوازن بين طلب المساعدة والاعتماد على النفس، يمكن اتباع بعض المبادئ:
1. **الوعي بالاحتياجات الشخصية**: من المهم أن تكون على دراية بقدراتك وحدودك. عندما تشعر بأنك بحاجة إلى مساعدة، لا تتردد في طلبها. هذا لا يعني أنك ضعيف، بل يعني أنك تعرف متى تحتاج إلى دعم.
2. **تحديد الأولويات**: حدد المهام التي يمكنك القيام بها بنفسك وتلك التي تحتاج إلى مساعدة فيها. هذا يساعدك على توزيع الجهد بشكل متوازن.
3. **التواصل الفعّال**: كن صريحًا مع نفسك ومع الآخرين بشأن ما تحتاجه. التواصل الواضح يساعد في تجنب سوء الفهم ويضمن أن تحصل على الدعم المناسب.
4. **التعلم المستمر**: حاول دائمًا تطوير مهاراتك وقدراتك. كلما زادت معرفتك، زادت قدرتك على الاعتماد على نفسك في مواقف مختلفة.
5. **الاعتراف بالفضل**: عندما تتلقى مساعدة، كن ممتنًا وعبّر عن تقديرك. هذا يعزز العلاقات الإيجابية ويشجع الآخرين على تقديم الدعم في المستقبل.
6. **الاستقلالية التدريجية**: إذا كنت تعتمد بشكل كبير على الآخرين في بعض الأمور، حاول تقليل هذا الاعتماد تدريجيًا. ابدأ بأشياء صغيرة وزد من استقلاليتك بمرور الوقت.
هل هناك موقف معين تواجه فيه صعوبة في تحقيق هذا التوازن؟ يمكنني مساعدتك في التفكير في حلول محددة.
التعليقات