كيف تعالج مشكلة التشتت في الحياة؟
وفقكم الله.
مشكلة التشتت في الحياة شائعة جدًا في عصرنا الحالي، حيث الكثير من المحفزات والانشغالات التي تتنافس على انتباهنا وأكثرهم الهاتف أو الغرق في الواقع الرقمي بدلاً من الواقع الحقيقي ، ضع بجانبهم كوننا أصبحنا جميعاً مدفوعين بسبب غلاء الأسعار للعمل بشكل مستمر كما لو كنا ألالات لجلب المال ولتغطية متطلبات الحياة فأصبحنا مشتتين عن أي أهداف أو أحلام نسعى لتحقيقها والوصول لها ومن وجهة نظري أن أهم نقطة لمنع التشتت هي تحديد أولويتنا وتنظيم وقتنا ليتناسب مع الأهداف التي تساهم في تحقيق تلك الأولويات مع تقسيم الأهداف لعدة خطوات أو مهام يومية قابلة للتنفيذ ومتابعتها بقدر الإمكان (قد يبدو كلام روتنيني ولكنه حقيقة لابد من تنفيذها).
إن أول خطوة في حل أي مشكلة هو الاعتراف بالمشكلة ووجودها، وهذا قد حدث بالفعل.
بعد الاعتراف بالمشكلة نتخذ باقي الخطوات وأراها كالتالي:
1- معرفة أسباب المشكلة وتحديدها، فلكي نحل مشكلة التشتت (ولأن الأسباب تختلف من شخص لآخر) يجب أن نحدّد المشتّتات بدقة، ولأن المشتّتات كثرت في هذا الزمن وتنوّعت فيجب أن نحصرها بدقة في بنود لا تتعدى ال10 بحد أقصى.
2- بعد معرفة أسباب المشكلة وتحديد المشتتات نفكّر في كل سبب على حدة ونفكر في حله وتفاديه، فإذا كان التشتت مثلًا بسبب الهاتف نحدّد وقتًا محدّدًا نمسك فيه الهاتف ونبعده عنّا باقي الأوقات، أو نستبدله في عمل شيء مفيد مثل القراءة أو الرياضة مثلًا.
3- بعد تحديد الأسباب ومعرفة كيفية تفاديها ننتقل بعدها إلى التنفيذ، ونلاحظ النتائج مع الوقت، والأهم من التنفيذ هو الاستمرارية وعدم اللجوء إلى ذلك المشتّت مرة أخرى.
مع تطبيق تلك الخطوات لا بد أن نعلم ونيقن أن الحياة اليومية لا تخلو من التشتّتات، وعندما نتخلص من تشتت يظهر آخر، والذكاء الاجتماعي مع تلك المشكلة هو التغلب على كل مشتّت فور ظهوره وعدم إعطائه الوقت كي يتملك منا.
لن تتم أي معالجة لهذا الأمر بدون تحديد الأولويات وتنظيم الوقت، يعني هذا يحتاج وضع خطة يومية تتضمن مهام محددة وواقعية مع تخصيص فترات زمنية مركزة للعمل، يعني باختصار التعامل مع النفس من أول وجديد بمنطق الموظف التقليدي، بكل شيء حين يكون الوقت محدود والصرامة عالية بمسألة الانتاجية تقل المشتات لكي يلبّي الانسان المطلوب. عن نفسي استخدم تقنية بومودورو ودائماً ما أنصح بها، تعتمد على العمل المكثف لفترة محددة يتبعها استراحة قصيرة جداً، اقرا عن الموضوغ لتعرفه وستجد أنه يضمن الابتعاد عن المشتتات مثل الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي أثناء العمل، وأصلاً يمكنك رفد برمودورو بتطبيقات يمكنها حجب وسائل التواصل الاجتماعي مؤقتاً.
أوافق تمامًا على هذا الرأي. فإن الخطوة الأولى في طريق حل المشكلة هي تحديد أصل المشكلة وتقييم مدى تأثيرها السلبي. بعد ذلك، تأتي خطوة التنظيم والتخطيط. طريقة بومودورو هي واحدة من أفضل الطرق التي تعلم الإنسان كيفية استغلال كل لحظة بشكل فعّال.
عندما ندرك قيمة الوقت الذي يضيع في التشتت غير المفيد، يمكننا البدء في تحديد الأولويات. هذا يساعدنا على ترتيب الأهداف والمهام بشكل يسمح بإنجازها خلال فترات زمنية محددة. قسّم الأهداف الشهرية إلى أهداف أسبوعية، وحاسب نفسك بعد كل يوم لتقييم ما إذا كنت قد حققت ما كنت تخطط له.
من هذه النقطة، يمكنك البدء في تحديد من هم المؤهلين للنجاح فعلاً. هذا التنظيم سيساعدك على ترتيب الأولويات وفهم أهمية الوقت. لكن تذكر، هذا ليس شيئًا يتحقق في يوم وليلة، بل هو رحلة تستمر طويلاً.
ما تطرحه من أفكار قد يبدو منطقيًا على السطح، ولكنك تقع في فخ الانشغال بالأساليب دون تحليل الجذور. التنظيم والتخطيط ليسا سوى أدوات، لا حلولا في حد ذاتهما. فالخطأ هنا يكمن في فرض حلول مُعدّة مسبقًا على مشكلة معقدة، دون مراعاة للطبيعة الفردية لكل شخص. هل تساءلت يومًا إن كانت المشكلة تكمن في سعي الفرد إلى الكمال بدلًا من التعامل مع نقاط ضعفه؟ الحل ليس في التقسيم أو التنظيم، بل في تغيير المعتقدات التي تؤدي إلى التشتت من الأساس.
التشتت مشكلة يواجهها الكثير منا في عصر مليء بالمشتتات الرقمية وضغوط الحياة. البداية تكون دائمًا بتحديد الأولويات ووضع خطة يومية مرنة لكن واضحة، مع تقسيم الأهداف إلى خطوات صغيرة قابلة للتحقيق. ما رأيك أن تبدأ بتحديد أكبر مسببات التشتت في حياتك وتفكر كيف يمكن إدارتها أو تقليلها؟ خطوة صغيرة اليوم قد تقودك للتغيير الكبير غدًا.
بالنسبة لي أعتقد أن معالجة التشتت تبدأ بإعادة هيكلة اليوم بالكامل، وبدلاً من الانشغال بكل شيء في وقت واحد، يتم تحديد "نقطة تركيز" يومية، وهي فترة زمنية نخلو فيها تماماً من أي إلهاء، مع إطفاء الهاتف وإغلاق جميع المشتتات، وشخصياً أعتمد أيضاً على مراجعة نهاية اليوم لتقييم ما أنجزته وتحديد نقاط التحسين، مما يجعلني أكثر وعيًا بكيفية استغلال وقتي بأفضل صورة، كما أنني أضع مكافآت صغيرة لنفسي عند إنجاز مهام معينة لتحفيزي على الالتزام.
التعليقات