يعمل العديد منّا على دخول مجال جديد كلّ يوم، سواء على صعيد العمل أو الهواية، وهو ما قام به الكثير منّا بالفعل. شاركونا تجربتم حول دخول مجال جديد تبدأون فيه من الصفر. كيف تخططون إلى ذلك؟ وما الذي تقومون به في هذا الصدد؟
كيف نقتحم مجالًا مهنيًا أو استثماريًا جديدًا لنحقق خطوة ناجحة فيه؟
منذ أكثر من سنة ونصف وأنا أبحث عن دورة في مجال السيو SEO، لقد أصبح كل مشروع في كتابة المحتوى يتربط بالسيو. منذ اسبوعين دخلت في تجربة الكتابة بالسيو، كنت أعرف ما هو السيو وكيف يمكننا الوصول له، وقمت بالبحث في مواقع مختلفة وحضور فيديوهات بالخصوص. لكن الدورة الوجاهية شيء مختلف تماما.
اليوم كان لدينا درس عملي، قدمت مشروعي وحصلت على تقييم من المدرب بأنني أكثر من ممتاز. اليوم دخلت مجال جديد هو كتابة المحتوى بالسيو. لقد نجحت في اجتياز سنة ونصف من البحث والانتظار.
انتقلت من الهواية الى المعرفة والتجربة. السيو مجال جديد سيفيدني كثيرا، فليس من السيء أن تكتب محتوى جميل وقوي ولكن الجميل والمحفز للعميل ان تقدم له عملا بالسيو كي يتصدر محركات البحث الأولى.
لم يكن الأمر بالنسبة لي من الصفر، ولكنني قفزت الى مستويات عالية والحمد لله.
مهارة الـSEO أصبحت لها ضرورتها الخاصة في العالم حاليًا، حيث أن حركة البحث والنشاط عبر الإنترنت بشكل عام أصبحت محكومة في معظم المنصات بهذه الخاصية المهمة، وأعمل أنا أيضًا خلال الوقت الحالي على الحصول على المزيد من الدورات التدريبية والمصادر المعرفية في مجال السيو، فعلى الرغم من اختصاصي العملي فيه، فإن الأمر يتطور كل يوم ويظهر فيه جديد.
في هذا الإطار يا صديقي، هل هنالك مصادر يمكنك أن تقترحها علينا لصقل معرفتنا في مجال تحسين محركات البحث وتطبيقاته المهنية؟
أعتبر نفسي في مرحلة من حياتي الآن حيث أكتشف أغلب المجالات سواء لإرضاء غاية أو هواية أو التفكير في المجال كمجال عمل في المستقبل. أحب في البداية أن أتعرّف أكثر على المجالات المرتبطة بهواياتي فمثلًا كَبرت محبة للقراءة والكتابة فكان أول ما فعلت محاولة ربط هذه المعرفة بالواقع العمليّ فعثرت على دورة تدريبية رائعة في الكتابة للكاتبة الكبيرة مارجريت آتوود واشتركت في نشاط طلابي مختص بالكتابة ومحاولة إثراء المحتوى لدى طلاب الجامعة، ثم بدأت بنشر بعض من كتاباتي على مواقع التواصل وقد كانت هذه خطوة فاصلة حيث أن التفكير فقط في رأيي وتجميع الخبرات ليس كافيًا إنما القاء نفسك في بحر المجال هو الخطوة الأولى في رأيي فلابد من الاستفادة من الخبرة العملية جمبًا إلى جمب مع الخبرة النظرية. كانت هذه بداية تجربتي في دخول مجال الكتابة وقد غيرت هذه التجربة من شخصي وأسلوبي حتى لو لم أتخذها كمجال أساسي في المستقبل ستظل هواية ومرحلة مهمة.
أعتبر نفسي في مرحلة من حياتي الآن حيث أكتشف أغلب المجالات سواء لإرضاء غاية أو هواية أو التفكير في المجال كمجال عمل في المستقبل.
أتفهّم جدًّا هذه الاستراتيجية في استخلاص المعرفة يا أمنية، ومن الجدير بالذكر أنني أحترمها للغاية وأعجب بها، حيث أنني أتبنّى هذه المسألة في العديد من المجالات، مثل الفن المعاصر كمثال.
وفي هذا الصدد، أتذكّر مقولة سمعتها من صديقة إنجليزية، حيث قالت لي مثالًا متداولًا يقول:
Jack of all trades, master of none
وما يشير إليه المثال هو أنها كانت تصف نفسها بالشخص الذي على الرغم من كونه غير خبير في مجال معين، فهو يهتم باستخلاص المعرفة في مختلف المجالات. ما رأيك في هذه الاستراتيجية؟
أرى استخلاص المعرفة أمرًا مفيدًا وأفضل بالطبع من أن يتخصص في مجال واحد ويتقنه ولكن يكون جاهلًا بأبسط الأشياء الأخرى. ولكن في نفس الوقت أرى أهمية التخصص وربما عند تعدد المجالات يعجبك واحد منها وتقرر التخصص فيه وهكذا.
لذلك أرى نسخة من مثالك الشهير أجدها مناسبة أكتر للواقع العملي وقد قرأتها على موقع CollegeInfoGeek الذي أعتقده مفيدًا جدًا أيضًا:
Jack of many trades, master of at least one
أجد هذه الجملة تجمع بين متعة الاستكشاف واستخلاص المعرفة كما ذكرت وبين أصالة التخصص والفائدة العائدة منه على الفرد والمجتمع.
لا شك أن أي مهارة جديدة يسعى الإنسان لتعلمها واكتسابها يتم تحقيقها بالمعرفة النظرية والممارسة العملية، الطريقة المناسبة للدخول في مجال معين أو تعلم مهارة جديدة أو علم جديد من خلال البدء بجمع المعلومات الكافية عنها أولاً ونجد هناك العديد من الكتب التي تعطي لنا قاعدة انطلاق في مجال معين حيث نجد الكتب التي تعطي مفاهيم أساسية مكتوب عليها "مدخل إلي......." أو "مبادئ" أو "أساسيات"، بالإضافة إلى ضرورة الممارسة العملية وتطبيق ما تم تعلمه على أرض الواقع، كتعلم اللغة لابد من ممارستها.
منذ ثلاثة أعوام تقريبا إنضممت لدورات تدريبية لتعلم مبادئ التسويق الرقمي، وهو مجال بعيد تماما عن تخصصي، لكن فضولي دفعني للإستمرار حتى نهاية الدورة، وبعدها اكتشفت أنني يمكنني الإستفادة مما تعلمته عند كتابة النصوص الإبداعية، مثل إختيار الكلمات المناسبة للجمهور المناسب، وإختيار موضوعات تهم الجمهور المستهدف، وغيرها.
التعليقات