كيف تنظم وقتك؟
وفقكم الله.
لست مع تقسيم الوقت ولكن، أفضل تنظيمه بطرق مختلفة، او الاصح استغلاله بطرق مختلفة لأن تنظيم كلمة دقيقة تدل على التقسيم..
أنا افضل المرونة، أي قد أستغل الصباح اليوم وارتاح في المساء وغدا العكس مثلا، لا اتقيد بساعات محددة ولكن بمهام محددة! والهدف هو إنجاز مايمكن إنجازه من تلك المهام خلال اليوم، فإذا تعطلت في بداية اليوم لظروف أو حتى لمجرد كسل فأفرض على نفسي العمل في المساء إن لم تكن عندي ظروف قاهرة وهكذا..
فانا أظن ان الافضل تنظيم أهدافك وليس وقتك، وعندما تنظم أهدافك بشكل جيد وذكي ستستغل أغلب الوقت بفعالية دون أن تشعر، وإن كنت سأضيف نصيحة سريعة أيضا سمعتها سابقا فهي: نظم صلاتك ينتظم وقتك، فأوقات الصلاة هي التنظيم والتقسيم اليومي الوحيد المفروض من السماء لذا إن سيرت أهدافك ومخططاتك بناءا وموازاة مع هذا التقسيم فقد أفلحت.
أما تنظيم الوقت فهو معروف ويكاد يكون أغلبنا يعرفه، أما تنظيم الاهداف فربما ليس بنفس الشهرة، وكيف يمكن تطبيق فكرة تنظيم الاهداف؟
تنظيم الوقت (مع اني افضل مصطلح اغتنام أو استغلال الوقت) يركز على إدارة ساعات اليوم بكفاءة، بتحديد متى تُنجز المهام المختلفة، يقسم اليوم لفترات عمل وفترات راحة وفق جدول ثابت يخصص مدة خاصة ومحدودة لكل مهمة، وانا هنا لا اناقش فعاليته لكني شخصيا لا أفضله وحسب
ولكن تنظيم الأهداف يركز على تحديد ما يجب إنجازه وترتيبه حسب الأولوية، بغض النظر عن الزمن المحدد، الهدف هو المقسم هنا وليس الساعات، فكأنك تقيس وتقيم مدى تقدمك في الهدف بحد ذاته لا بقدر الساعات التي قضيتها فيه، قد يقضي أحدهم وفقا لتنظيم الوقت ساعات طويلة ينجز فيها قليلا، اما تبني نظرة تقسيم الهدف.. فأنت تنظر فعليا الى أين وصلت في كل مرة، سواء كان التقدم بطيئا أو سريعا، ولأن المهام هنا ليست مقيدة بساعات محددة، ففي كثير من الاحيان تكون في فترة (يفترض ان تكون فترة راحة مثلا بحسب تنظيم الوقت) تجد رغبة في إنجاز مهمة ما أو على الاقل جزء منها فيحصل تقدم مهما كان، إضافة لكون تقسيم الاهداف يمتاز عن تقسيم الوقت بأنك ترى انه لم يفت الاوان فقط لأنك حددت ساعة ما لمهمة ما في صباح اليوم ونمت أو التهيت عنها بشيء آخر، بل لا زلت تستطيع إنجازها في أي فترة أخرى غير المخصصة لها.
بعد محاولات كثيرة من الإجابة على هذا السؤال، أدركت أن المشكلة لم تكن يوما في الوقت ولكن في الالتزام، ما يجعل الإنسان غير قادر على تنظيم وقته هو من البداية عدم الالتزام بأداء المهام المطلوبة منه في وقتها المحدد أو المنطقي، فيأتي في يوم يجد نفسه مشتتا بين عدد كبير من المهام في وقت غير كافي لأدائها جميعا، لذا من البداية إذا وضع الإنسان خطة بشكل يومي لما عليه فعله في اليوم التالي وقسم المهام حسب الحجم والأولوية والتزم بها، لن يجد أي مشكلة مع الوقت، مع مراعاة أن تكون الخطة ذات أهداف واقعية يمكن تحقيقها بالفعل مه بعضها البعض، لأن تزاحم الأهداف بشكل مبالغ فيه، أو وضع أهداف صعب الجمع بينها في نفس الأيام، سيؤدي لفشل الخطة وعدم الالتزام بها مما يعيدنا لنفس النتيجة.
من اليوم السابق مساء، أضع خطوطا لسير اليوم التالي، جدولة اليوم بشكل مسبق يجعلني أكون قد برمجت عقلي على ما سأفعله، ومهما كان ما سأفعله كبير عقلي يستوعبه بارتياح دون الشعور بضغط، وكأنه أمر واقع.
أيضا أحاول دمج الأهداف التي يمكن إنجازها سويا، أو تكون متراكبة، أبسط مثال أضع الطعام على النار وأثناه انتهي من الجلي ونشر الغسيل، وأتابعه بنفس الوقت، طبق ذلك على العمل أيضا تجد نفسك بالنهاية تنجز بمعدل أكبر من المعتاد
التعليقات