وليسَ يَعْرِفُ طيبَ الوَصْلِ صاحبُهُ
حتَّى يُصابَ بِنَأيٍ أو بِهِجْرانِ

هذا البيت لأبي تمام والذي أعادني إلى السؤال الذي ألهب قريحة الكُتاب والشعراء منذ مدة "ماذا لو عاد معتذراً؟" .. معتذراً على ماذا ؟ على ودّ غفى عليه دون أن يقدّره، على وصل اعتاده حتى إذا ما انقطع تلقى صفعة تنبهه إلى ما فقد .. وها هو الآن عائد .. فهل من سبيل لاستعادة كل شيء ؟

شاعرنا يبدو وكأنه يؤكد في بيته السابق على أنه لا يُعرف الشيء إلا بضده، وأن الأضداد تُظهِر بعضها، فلولا الهجر وألمه لن يعرف للوصل لذة، ولولا المشقة لما تذوقنا الراحة، وبالملح يعرف السكر .. فهل ينبغي أن يفقد الشخص ما اعتاد عليه حتى يشعر بقيمته ؟ ألا نتعلم قبل فوات الأوان ؟

وفي ذلك قيل مسبقاً :

الشيءُ يَظْهَر في الوجودِ بضدِّهِ

يعزو البعض هذا التصرف إلى شعور الشخص بضمان وجود الشيء والتعوّد عليه، فيتجاهل قيمته ولا يشعر به إلا عندما يفقده أو يوشك على ذلك، برأيك ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه الصفة أو مع حاملها؟