أثناء عملي دائماً ما أشعر بأنّ زميلي يريد الإيقاع بي والنيل منّي، لكن كل ذلك يحصل من دون أي كلام، لا منّي ولا منه، أريد منكم نصيحة، كيف يمكن أن أتعامل مع الأمر دون أن أصعّد الموقف فعلاً بدون قصد؟
هُناك عداوة واضحة من زميل في العمل اتجاهي، انصحني كيف أتعامل مع الأمر دون أن أصعّد الموقف.
حاول أن تكون إيجابياً اتجاهه كأن تبدأ الكلام معه بعبارات ترحيبية
أعتقد أنّ هذا الأمر قد يولّد مشكلة كبيرة فعلاً، لإنّهُ في حال ردّ بطريقة سيئة جداً في مكان العمل والموظّفين سوف يسبب إحراج لي وله لن ينتهي على خير نهائياً (أي قد يؤثّر وظيفياً عليّ) أو سيبدأ مرحلة جديدة يعرف بها الجميع بهذا التوتّر وبالتالي أصعّده بدون قصدي.
إذن عليك الحذر يا صديقي؛ فغيرة العمل قد تكون مكلفة أحياناً. ولكن كيف تأكدت من تلك العداوة ولم يبدر منه شيئا مثل قول أو عمل عدائي؟ ألا ترى مثلاً أنك قد تكون تسرعت في إطلاق كلمة " عداوة"؟! على كلٍ، حاول أن تمتص حقده بالكلام الطيب كما قالت @12Fatima وأن تجلب لك وله مثلاً طعام الإفطار أن كنتم مثلاً تفرطون جماعياً او حتى الغذاء أو حتى تحاسب له على وجبته أو أشياء من هذا القبيل مما يستل الحقد من قلبه ولكن كل ذلك بحذر ولا تنسى تلك " العدواة" التي انت تعلمها بالطبع.
حاول أن تمتص حقده بالكلام الطيب
ألا تشعر بأنّ القيام بهذه النشاطات فعلاً معه قد يؤدّي فعلاً إلى اعتقاده أنّني الحلقة الاضعف هنا وبالتالي أخافه وأخاف كل حركة قد تجعلني غير مرتاح فعلاً في العمل في الشركة؟ أشعر بأنّ هذا الأمر قد يهدد صورتي كشخص وهيبتي كموظّف له حقوق وواجبات بالشركة وفقط دون أن أقوم بأي حركات تؤكّد توددي له أو خوفي منه.
نعم أعلم مخاوفك.....وهي في محلها...ولكن عليك أن تحتبر تلك النوعية من النفوس. فإن كان ما تتخوف منه فهو ينطبق عليه قول المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته....وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا...
فهو إذن لئيم خبيث لا خير فيه؛ يحب أن يرى ضعف غيره ويتثمره ويقتات عليه ويفرح له وبه. وحينئذٍ عليك بالمجابهة والمعاملة الند بالند. ان تفهمه أنك قوي ولكن في لين أيضاً وفي حذر...
المواجهة ولا أجد سلاحا أقوى منها. في بداية مسيرتي المهنية كنت أتجنب المواجهة وأترك هذه المشاعر السلبية داخل العمل على راحتها وبدون تدخل ولكن بعد ذلك اكتشفت أن هذا الأسلوب أبدا غير ناجح في إدارة مثل هذه المواقف. ومن هنا صرت ألجأ إلى المصارحةخاصة أننا في بيئة عمل وهو ما يفرض علينا لقاءات يومية ومتكررة، فكيف إذا كانت سلبية؟ بالطبع ستحمل نتائج سلبية. ببساطة بإمكانك مواجهته وسؤاله عن الأمر ومن خبرتي فإن هذا الموضوع فعلا ينفع إذ أنه يساعد كلا الطرفين في إدارة مشاعرهما بطريقة فعالة أكثر.
المواجهة أحاول أن أتجنّبها في العمل، في مكان العمل، لو كانت مسألة أصدقاء أو معارف فالأمر أسهل، المواجهة يمكن ان تختصر علي كل شيء، لكن في مكان العمل فالأمر قد يكلفني غالياً الصراحة في أن أقوم بحركة أو يقوم هو بخطوة تُصعّد الموقف جداً حتى لا يبقى حل أبداً إلّا أن يتدخّل فيها الـ hr أو مدير الشركة بنفسه لحلّها وبالتالي التأثير على سمعتي وربما وظيفتي في الشركة.
يقول المولى عز وجل :
"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"
صدق الله العظيم
هذا هو المنهج الإلهي الذي لم يخيب أبداً معي، صحيح أنه يحتاج لصبر وجهد كبيرين، لكنه يؤتي نتائج ممتازة وغير متوقعة.
فالإنسان لا يكره ولا يعادي بالفطرة، وإنما بناءاً على أفعال شريرة حقيقية، أو أفكار سلبية أو خيالات وتهيؤات خاطئة، والدفع بالحسنى يغير ذلك كله، فهو ينافي الأفعال الشريرة، ويغير الأفكار السلبية، ويمحو الخيالات الخاطئة، فيأتي بأفضل النتائج في جميع الأحوال.
جرب وأخبرنا بالنتائج لاحقاً.
لكنني شاهد عدّة مرّات قبل الآن على مشاكل قد تبدأ بهذه الطريقة، حيث يبدأ طرف من الأطراف باحتواء الموقف فيقوم الشخص الثاني برفض هذا الأمر قطعياً مما يؤدّي بالضرورة إلى مشكلة حقيقية، حيث من غير المعقول أن تُنصت لشخص يقوم بتوبيخك أو التقليل من احترامك في وسط شركة مليئة بالموظّفين.
التعليقات