ابنتي عمرها 15 عامًا، تختلف في الكثير من العادات والطباع عني، وهذا يثير أزمة بيننا دوما حتى مع التوجيه، فهي غير منظمة تمامًا، وأنا لا أتمكن من الجلوس بمكان غير منظم، أيضا لا تحب المذاكرة، فقط تؤدي دروسها تحت الضغط وبآخر وقت وبالنسبة لي المذاكرة أول بأول مع أداء المهام مهم بالنسبة لي، وأخر نقطة، أنها تطلب طلبات تفوق وضعنا المادي، تحدثت كثيرا حول هذه النقطة بالتفاهم وبالحزم ولكن لا تغيير في رد فعلها، أشعر بأني فشلت بالتعامل معها، وهذه النقاط، تسبب لي أزمة في التعامل، إن نصحت تتجاوب كلاميا لكن لا تستجيب بالفعل،
هناك اختلافات بالطباع بيني وبين ابنتي تسبب أزمة، فكيف أتعامل معها؟
صديقتي، لا داعي للتوتر أو الشعور بالضيق لتصرفات الطفل، بدلًا من ذلك علينا أن ندرس شخصيته جيدًا ونعرف كيف يمكننا التعامل معه بالطريقة التي تناسبه.
هذه بالنهاية طفلة ليس لديها من الخبرات الحياتية ما يكفي لترى كل الزوايا؛ فهي ترى الأمور من زاويتها الشخصية هي فقط. بالإضافة إلى ذلك، هذا السن (15 عام) يتميز بالكثير من التغيرات الهرمونية التي تتحكم في تصرفات الطفل وسلوكه.
قد تكون طفلتك أيضًا "عنيدة"، وإذا كانت كذلك فهناك إستراتيجيات يمكنك اتباعها لتحسين التعامل معها. قد تفيدك هذه المساهمة المنشورة سابقًا:
الأمر يعتمد عليكِ عزيزتي.
على العكس ليست عنيدة، وتحاول أن تستجيب فعليا لنقاشاتنا، وفعليا هناك حوار فعال بيننا، لكن المشكلة أن التنفيذ لا يوجد، وهذه هي المعضلة، كيف أحمسها لتنفيذ ما نتفق عليه ولا يكون مجرد كلام فقط.
يقال إن المكافآت ليست حلا جيدا ليتعود الطفل أن في مقابل كل عمل جيد يقوم به هناك مقابل سيحصل عليه، ولكن أعتقد أن هذا قد يجدي نفعا مع ابنة حضرتك، ستنفذ لتحصل على المكافأة المنتظرة، ليس هناك طفل لا يحب المكافآت.
أعترض على أسلوب التناول الذي نستعرضه من الأساس يا أصدقائي. إن فكرة التعامل مع هذا السن على أنه (طفل) ليس بالقرار الصائب على الإطلاق. إنه مسمار آخر في نعش تفاهمنا معه. إن الشغل الشاغل خلال هذه الفترة من المراهقة هو أنه لم يعد صغيرًا. وبالتالي فإن إصرارنا على التعامل معه كطفل ليس بالأمر السليم. يجب علينا ان نتعامل معه كشاب أو شابة. يجب أن نبرز اهتمامنا برأيه وقراره، وذلك حتّى يتقبّل منّا التوجيه. لكّني للأسف أجد ان الأمر صعب على الكثير من أولياء الأمور في الاقتناع بجدوى ذلك.
جانبك الصواب.
المراهقون ليسوا أطفالا. ومعاملتهم كأنهم أطفال لا يفقهون شيئا قد يأتي بنتائج عكسية. أعطها الحرية، واتركيها تتحمل بعض عواقب الأفعال. خذي رأيها، وناقشيها فيه. ناقشيها عن أي نوع من الأشخاص ستكون، وكيف تأخذ القرارات المهمة في حياتها. وكذلك، تكلمي معها عن نظرتها للحياة، والناس، وكل الأمور الكبيرة والمهمة للغاية. المراهقون على حافة البلوغ، ولا أرى أن تدليلهم كما يدلل الأطفال، معاملتهم بدونية صحيح.
عزيزتي السائلة، هذه مشكلة نراها اليوم في كل بيت ، وهي دلالة جيدة في بعض الاحيان ان ابنتك مازالت لذيها شخصيتها الحرة وهي تقاومك كي لا تطمسها.
مرحلة المراهقة هي مرحلة صعبة جدا للبنات والبنين على حد السواء، وللبنات اكثر، انها تريد بعض الحرية وبعض الاهتمام دون اي طمس لشخصيتها، احترمي الطريقة التي تريد ان تعيش بها ، انت وهي مختلفان تماما وهذا لا يعني انكما متخالفان بالضرورة، كونك امها لا يعني ان تتحكمي فيها وتطبعي شخصيتها بالطريقة التي ترضك او انها ليست جيدة لاطبعا، احترمي اختلافاها ودعيها تخطئ لابأس اتركيها لحالها ، مادامت لا ترتكب اخطاء كبيرة جدا تؤذيها، اجعليها تتحمل مسؤوليتها وتتعلم من اخطاءها بنفسها، لان الحماية الدائمة واملاء الاوامر سوف يجعلها شخص غير مسؤول عكس ما تعتقدين تماما.
أنها تطلب طلبات تفوق وضعنا المادي، ت
هذا الوضع متفشي بكرة جدا واعاني منه شخصيا مع اخوتي، لكن عليك ان تتفهمي احتياجها لان كل المراهقين يدخلون في مقارنات مع اقرانهم، ويتأثرون بوسائل التواصل الاجتماعي لذلك لا تبدي اي اختلاف معها في هذا والا ستعتبرك متخلفة وستنفر منك على كل الاصعدة، في نفس القت حاولي ان تملئي هذا الفراغ المادي ببدائل عاطفية، اعطيها اهتمام نفسي اكثر حاولي ان تشبعيها فكريا وعاطفيا وقتها سوف يقل اهتمامها بالجانب المادي والالبسة.
عزيزتي السائلة، هذه مشكلة نراها اليوم في كل بيت ، وهي دلالة جيدة في بعض الاحيان ان ابنتك مازالت لذيها شخصيتها الحرة وهي تقاومك كي لا تطمسها.
هناك فرق بين التقويم ومحاولة معالجة السلبيات وبين الطمس، شتان بين هذا وذاك لكن واجبنا تقويمهم وتوجيهم للسلوكيات الصائبة.
احترمي اختلافاها ودعيها تخطئ لابأس اتركيها لحالها ، مادامت لا ترتكب اخطاء كبيرة جدا تؤذيها، اجعليها تتحمل مسؤوليتها وتتعلم من اخطاءها بنفسها، لان الحماية الدائمة واملاء الاوامر سوف يجعلها شخص غير مسؤول عكس ما تعتقدين تماما.
هل عدم نظامها خطأ عادي؟ عدم نظامها يجعلها مهملة ومتواكلة على غيرها لينظم لها، ستكون كل شيء حولها غير منظمة سواء كانت الاماكن أو حتى المواعيد، وبالمستقبل ستكون مسؤولة عن عائلة كاملة، لذا احترم جدا الاختلافات بين الطباع في الشخصية، فهي اجتماعية جدا، وتتحدث كثيرا تحب أمور مختلفة كثيرا وأتقبل كل ذلك وأي صفات بشخصيتها، لكن كسلوكيات لا يمكنك أن تقولي أن علينا كأباء أن نتقبل الخطأ فقط وبذلك نكون نحترم اختلافهم.
من الطبيعي أن تحدث اختلافات بين الأهل والأبناء في هذه المرحلة،
أولاً وقبل كل شيء، حاولي أن تظهري لابنتك أنك تفهمي تحدياتها وأنك مستعدة للتعاون معها، يعني حاولي أن تبدي اهتمامًا بما تشتركان فيه واسألي عن أمور تهمها، كوني مستعدًة للاستماع إليها دون الحكم بسرعة أو التقييد عليها.
بالنسبة بأنها غير منظمة، حاولي العمل معها على تنظيم بعض الأمور المهمة، قدمي لها بعض الأفكار لتنظيم وقتها ومهامها بطريقة مناسبة لها، مثل استخدام جدول أو مذكرة لتسجيل المواعيد والواجبات المنزلية والمدرسية، قد تكون مشاركتك في تنظيم بعض الأمور مفيدة أيضًا.
فيما يتعلق بالمذاكرة، حاولي أن تجعليها تشعر بأن المذاكرة من المهام الأساسية التي يجب الاهتمام بها، جربي تقديم مكافآت بسيطة عند انتهاء دروسها في الوقت المحدد، أو اقترحي مكانًا هادئًا وخاليًا من الانشغالات للدراسة.
فيما يتعلق بالطلبات التي تفوق الوضع المادي، يمكنك أن تشرحي لابنتك بأن هناك حدودًا للمال وأنها تعيش في بيئة محددة من الناحية المادية، حاولي تعزيز الوعي المالي لديها وتشجيعها على تطوير مفهوم الميزانية والتخطيط المالي.
في جميع الحالات، استخدمي الحوار والتفاهم في التعامل مع ابنتك، حاولي التفاهم على قواعد وحدود معينة وأخبريها بالأسباب وراء هذه القواعد، تذكري أن المراهقين يحتاجون إلى الشعور بالتفهم والدعم ليتمكنوا من التعاون بشكل أفضل.
لا تنسي أنك لست وحدك في هذه التجربة، قد تكون من الفائدة البحث عن منتديات عبر الانترنت والانضمام لها حيث يمكنك مشاركة تجاربك والحصول على نصائح من الآباء والأمهات الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة لها.
في النهاية، يجب عليك أن تتذكري أن التعامل مع المراهقين يحتاج إلى صبر وفهم، كوني مستعدة للتكيف والتعلم من تجاربك وتحسين نهجك بناءً على تفاعلك مع ابنتك، تذكري أنه بالرغم من التحديات، يمكنك بناء علاقة قوية ومتينة مع ابنتك ومساعدتها على التطور والنمو إلى شخص ناضج ومسؤول.
التعليقات