لا شكّ أنه قد مرّ علينا جميعا خبر وفاة رائد الأعمال الكويتي المبتكر محمد الشارخ الذي صنع للعرب مجدا ومكانة ورصّع اسمه مع الكبار من خلال اقتحامه مجال تقنية المعلومات وعلوم الكمبيوتر في وقت مبكر، إذ يعتبر من أوائل من ساهموا في إدخال اللغة العربية في أجهزة الكمبيوتر ومؤسس كمبيوتر "صخر" التي أصبحت شركته فيما بعد باسمه، وله إنجازات كبيرة لا يسع المقام لذكرها جميعا نسأل الله أن يتغمده بالمغفرة والرحمة في هذا الشهر الفضيل.

أصارحكم أنها وإن كانت لحظة حزينة إلا أننا كعرب نعتزّ بأن تكون هنالك أسماء عربية تصنع المجد في هذا الوقت بالتحديد، فعملية التعريب ليست بالشيء السهل وترتكز على عملية تكييف الأنظمة والبرمجيات والتطبيقات المختلفة لتتوافق مع اللغة والثقافة العربية، ففي البداية بدأت العملية بترجمة النصوص والعبارات المستخدمة في واجهة المستخدم، ثم تلتها القوائم والأزرار والرسائل والشاشات الفرعية أي أن التعريب كان تدريجيا لينتقل بعد ذلك إلى تعريب أنظمة التشغيل والبرمجيات الرئيسية عليها.

محمد الشارخ رحمه الله كان له الفضل من خلال العديد من المساهمات الهامة التي قدمها للمجتمع التقني العربي لتحقيق التوافق اللغوي والثقافي في عالم التكنولوجيا، قرأت أنه كان قد استعان أيضا بالعالم المصري الدكتور نبيل علي لوضع أسس اللغة العربية وقواعدها لتمكينها في الحواسيب ومن خلال شركته "صخر" استطاع تحقيق مبتغاه.

ما يجعلنا كعرب ممتنّين جدّا لهذه المساعي أن مسألة التعريب لم تتوقّف هنا فقط، بل فتحت الباب نحو إطلاق حزمة من البرامج المترجمة من العربية إلى الانجليزية، خاصة تلك المتعلقة بالقرآن الكريم والحديث النبوي، ثم أرشيف المعلومات الاسلامية، برامج التعرف الضوئي على الحروف العربية، برنامج ترجم وغيرها الكثير، فكيف ترون فضل وأهمية إدخال اللغة العربية إلى برامج الحوسبة وكيف غيرت حياتنا وحياة الكثيرين؟