في صفقات استحواذية قامت بها شركات التكنولوجيا العالمية ففي عام 2014، استحوذت شركة ميتا على شركة واتساب ذلك التطبيق الأشهر في المراسلة الفورية في العالم، في صفقة بلغت قيمتها 19 مليار دولار أميركي، واعتبرت في ذلك الوقت أكبر عملية استحواذ في قطاع التكنولوجيا على الإطلاق. ميتا ليست شركة التكنولوجيا الوحيدة التي أبرمت صفقات استحواذ على شركات أصغر منها. على سبيل المثال، قامت شركة مايكروسوفت منذ عام 1994 بإبرام 224 صفقة استحواذ، في حين قامت أمازون منذ عام 1998 بالاستحواذ على 109 شركة. ساعدت عمليات الاستحواذ هذه في دفع الابتكار بصناعات عديدة مثل تطوير البرمجيات والرقائق الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، لكن العديد من الخبراء اليوم يحذرون منها، ويصفونها بأنها عملية ممنهجة لقتل الإبتكار والإبداع.

وفي ظل أزمة الوباء العالمية، كانت أولوية كثير من شركات التقنية هي المحافظة على أعمالها وعدم تأثرها بهذه الأزمة بالإضافة إلى الحفاظ على سلامة موظفيها، بالإضافة إلى اتخاذ قرارات استراتيجية لتوسيع أعمالها من خلال تنفيذ عمليات استحواذ، ودمج ضخمة في سبيل عدم التأثر بهذه الأزمة، وفي حين أخر أن كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة لم تستطع الصمود كثيرًا أمام إعصار كورونا، وربما بعضها تراجع فعليا بقرار الإغلاق، ولكن على صعيد أخر لو قامت عملاقة التكنولوجيا بإحتواء هذه الشركات على حساب تلك الصفقات التي تبرم بهدف التوسع والإستحواذ هل سيكون لها شأن أخر!!!

بكل تأكيد من حق كل شركة العمل علي استقرارها وتوسعها ولكن برأيك هل يتعلق الأمر بكون هذا التوسع على حساب شركات صغيرة ومتوسطة، بالاضافة إلى تلك التداعيات التي نالت تلك الشركات من كبار صانعي القرار بأن مثل هذا التوسع يصنع محتكراََ شريهاََ ويقتل بذلك الفكر والإبتكار؟