"على التطور التكنولوجي أن يقوم بأعمالي المنزلية ويترك لي الوقت للإبداع. فلماذا يقوم هو بالإبداع ويتركني للأعمال المنزلية؟" بهذه المقولة عبرت إحدى الفنانات عبر حسابها على موقع من مواقع التواصل عن نظرتها للنماذج الحديثة من الذكاء الصناعي والتي تقوم بتقليد الأصوات وصناعة الفن والمحتوى وخلافه. وعلى الفور أشعلت فتيلًا من الآراء بين من يرى أن التكنولوجيا دورها خدمة الإنسان فقط وليس تقليده أو سرقه أدواره والفريق الأخر يرى أنه لا يمكننا أن نفرض دورًا واحدًا على التكنولوجيا بل نتركها لحريتها ونستفيد من كل ما تقدمه ومنها مساعدتنا على الإبداع أو حتى القيام ببعض الأدوار بدلًا منا. كما أن كثرة الاعتماد الابداعي على الآلة يجعل البشر أقل ابداعًا بالضرورة فهل تقترب نهاية الابداع كلما زاد التطور التكنولوجي؟

من ناحية فلا شك أن الإنسان يحتاج لمن يخلصه من الأعمال الرتيبة حتى يتفرغ للأعمال الأكثر أهمية. فبالتأكيد لن يحب أحد في زمننا الحالي أن يغسل الملابس يدويًا بينما توجد الغسالة مثلًا، ووجودها يجعل الإنسان لديه وقت أكبر يقضيه في أشياء أخرى بطبيعة الحال لكن هذا برأيي ليس مبرر كافي لرفض قيام الآلة بالإبداع، إذ يمكننا القول أنها أيضًا تساعدنا على الإبداع عندما تأخذ جزءًا من الجزء المكرر أو الرتيب فيه، لا شك أيضًا أن كثير من الوظائف الابداعية ما زالت محفوظة لأصحابها لكن لا يمكننا أن ننكر أن دخول هذه الوظائف يصبح أصعب بكثير عندما تقوم الآلة بجميع الأدوار الابداعية الصغيرة باحترافية فكيف سيتطور الإنسان؟! وإذن أيجب علينا حقًا القلق على مستقبل الابداع ورفض قيام الآلة به أم أنه دور ضروري ككل دور أخر؟