نحن نعلم بشكل من التأكيد أن شركات التقنية تسعى حثيثًا في محاولة وقف أي محاولة سرقة أو قرصنة لمنتجاتها وهو حقها كما هو حق أي صاحب ملكية فكرية ولكن في الواقع بالنسبة لشركة مايكروسوفت فإن أغلب نسخ الويندوز المستخدمة في العالم هي نسخ مقرصنة والمفاجئة أن الشركة تعلم ذلك! 

 لكن المفاجئة الأكبر أنها لا تهتم. لماذا؟ هذا ما سنعرفه. 

كان هذا السؤال لفترة طويلة واتضح أن الإجابة هي أن الشركة تهتم فقط كوننا نستخدم منتجها في حاسوبنا (ويندوز) بدلًا من المنافسين حتى لو كنا نستخدمه بشكل مقرصن. بل هي أحيانًا تعتمد على ذلك أيضًا. 

وهنا نحن بالطبع نتحدث عن الاستخدام الشخصي وليس التجاري. فلماذا تبذل الشركة من الوقت والمجهود لتتبع هذه النسخ المقرصنة بينما يمكنها استخدامها لمصلحتها؟ 

عندما تم سؤال بيل جيتس في أحد اللقاءات وقد كان الرئيس التنفيذي للشركة حين ذاك أن الكثير من الناس تحصل على نسخ الويندوز مقرصنة أجاب: نحن نريد ذلك! لأنه باستخدام الأشخاص للويندوز فهذا يتيح لهم العديد من الفرص والمهارات بشكل تلقائي خاصة أن العديد من تلك النسخ المقرصنة توجد في دول نامية لن تحصل على النسخة بدون ذلك. 

وحتى لو وجدت تلك النسخ في المدارس أو المنشآت التعليمية فهذا يعني جيلًا من البشر مدرك لأهمية الحاسوب ويستطيع استخدامه والاستفادة منه. 

ورغم وجود العديد من الأنظمة المنافسة لويندوز والمجانية ومفتوحة المصدر إلا ان الشركة بهذه الطريقة حافظت على اهتمام الناس بمنتجها وشعبيته حتى لو لم تتلق المال في المقابل. 

رغم ذلك فالشركة تتبع المؤسسات التجارية حتى الغير ربحية وترسل لها التنبيهات بشأن شراء النسخة وكذلك أحيانًا الغرامة على كل جهاز يستخدم نسخة مقرصنة وعن طريق ذلك تأخذ الشركة نسبة كبيرة مما تجنيه مقابل بيع أنظمة التشغيل. بالنسبة للتقنيين هل تستخدمون نظام تشغيل أخر غير ويندوز؟ 

وفي النهاية ما رأي الجميع في طريقة تفكير الشركة؟ لو لديك منتج منتشر هل ستفضل أن يستخدمه الناس حتى لو لم تحصل على عائد مادي منه؟