لا يزال موقع فيس بوك يعيش أسوء فتراته منذ انطلاقه الأول قبل عقدِِ من الزمان، وإنستجرام أيضا ليس بعيد عن هذا، فبعدما كان الجدل محتدماً حول مدى احترام كلتا المنصتين لخصوصية بيانات المستخدمين، إتسع نطاق المخاوف أكثر ليشمل المعلومات التي تجمعها عن غير المستخدمين لديهم.
موقع فيسبوك الذي يمتلك أكثر من 300 مليون مستخدم نشط في أوروبا وحدها، أي ما يوازي أكثر من 10% من العدد الإجمالي للمستخدمين عالمياً، كما يمتلك انستجرام نسبة أكبر من المستخدمين في أوروبا، حيث يتمركز أكثر من 25% من المستخدمين عالمياً، فكيف إذاً تتلصص علينا فيس بوك وإنستجرام؟
البداية من ملفات تعريف الإرتباط
يقوم فيس بوك ورفيقه إنستجرام بالحصول على بعض البيانات من المستخدمين وغير المستخدمين من خلال ملفات تعريف الإرتباط أو ما يطلق عليها برمجياً (كوكيز) حيث تقوم بتخزين معلومات متعلقة بالمستخدمين في المتصفح، تتنوع هذه المعلومات من قبيل الحسابات الشخصية والإهتمامات وغيرها من هذه المعلومات، ليتم إستخدامها فيما بعد من قبل فيسبوك وإنستغرام، ولكن هل هذا كل شيئ؟ بالطبع استخدام الكوكيز ليس كل شيء فاستخدامها ليس جرما، ولكن الأزمة تكمن في هذا الكم الكبير من البيانات المجمعة ومشاركتها.
جمع ومشاركة بيانات المستخدمين
بالإعتماد على خوارزميات متطورة جدا تقوم فيس بوك وإنستجرام بجمع كل ما يخص المستخدمين من بيانات وتخزينها ومعالجتها عبر خوادم في شبكتها في الولايات المتحدة لتستخدم فيما بعد مصنفات للإستهداف والمشاركة هذا الأمر محذور من قبل قانون حماية بيانات المستخدمين، ولكن كيف يتم جمع هذا الكم من البيانات؟
أصبح للعملاق فيسبوك إمبراطورية ضخمة مكونة من عمليات الإستحواذ الناجحة منها إنستجرام وماسنجر والواتس اب وغيرها مما يسمح لهم بجمع كل شيء عنا بالإضافة إلى مواقع الويب والتطبيقات التي تعمل على جلب بياناتنا إلى فيس بوك، كيف ؟ نعم عبر متتبع فيس بوك Facebook pixel عندما يقوم المستخدمين بالدخول عبر خدمة Login with Facebook API في هذه المواقع والتطبيقات فإنها تعمل في الحقيقة علي نقل بياناتك وكل ما تفعله إلى فيس بوك، هذه الخدمة المقدمة من فيسبوك واسعة الاستخدام حيث تصل إلى 5 مليون موقع وتطبيق يستخدم هذه التقنية، هنا يتبادر سؤال كم عدد مستخدمين كل هذه المواقع والتطبيقات التي تستخدم خدمة فيسبوك؟
أزمة خصوصية المستخدمين
من المحتمل أن يتم إغلاق (فيسبوك ) و(انستجرام) في أوروبا بعد أن قضت هيئة الرقابية الأيرلندية بأنه لا يحق ل "ميتا" مشاركة البيانات الأوروبية مع الولايات المتحدة، وتم ارسال قرار الحظر الصادر عن لجنة حماية البيانات الإيرلندية إلى هيئات أوروبية أخرى تعني بالخصوصية التي سيقوم بالإعلان عن قرارها في شأن الحكم من العام الجاري.
ميتا تهدد
لتعلن ميتا أنها في حالة عدم اعتماد إطار عمل جديد لنقل البيانات من أوروبا إلى الولايات المتحدة ستكون الشركة غير قادرة على تقديم عدد من منتجاتها منها (فيسبوك) و(انستجرام) في أوروبا.
برأيك هل سيتم الوصول إلى إتفاق يضمن ل ميتا نقل بياناتها والإستمرار في المزيد من التلصص علي بيانات المستخدمين أم أن خدمتي فيس بوك وإنستجرام سيتم إقافهم فعليا في أوربا ؟
التعليقات