في العصر الرقمي، تحولت الخصوصية من حق طبيعي إلى سلعة، وغالبًا ما تكون باهظة الثمن. شركات التكنولوجيا أصبحت تقدم خدماتها "مجانيًا"، لكن المقابل الحقيقي هو بياناتنا. كل ضغطة زر، وكل موقع نزوره، يتحول إلى جزء من ملف رقمي يُباع للمعلنين.

في المقابل، للحصول على الخصوصية، نجد أنفسنا مطالبين بالاشتراك في خدمات مدفوعة توفر حماية إضافية، مثل الشبكات الخاصة الافتراضية (VPNs)، أو تخزين بياناتنا عبر خدمات مشفرة. هذا يضع حاجزًا ماليًا أمام الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف هذه الخدمات، ما يجعل الخصوصية حقًا للنخبة بدلًا من كونها متاحة للجميع.

وفقًا لتقرير صادر عن Privacy International، يعتقد 60% من المستخدمين أن حماية البيانات الشخصية أصبحت مكلفة للغاية. لكن المفارقة أن معظم هؤلاء يضطرون للقبول بالخدمات المجانية التي تعتمد على استغلال بياناتهم، مما يعزز الفجوة بين من يستطيع حماية خصوصيته ومن لا يستطيع.

فهل يمكن أن نعود إلى اعتبار الخصوصية حقًا للجميع؟ أم أننا في طريقنا إلى عالم تصبح فيه خصوصيتك رفاهية لا يملكها إلا القلة؟