مؤخرا بدأت أفقد أي شعور بالحماس عند صدور هاتف جديد أو تحديث لنظام تشغيل كنت أترقبه، رغم أنني سابقا كنت أنتظر هذه الأخبار وأتابعها بشغف. والسبب ببساطة أنني لاحظت أن كل شيء يبدو مختلفًا، لكنه ليس أفضل.
ما نراه في السوق التكنولوجي مؤخرًا هو تركيز مفرط على التصميم، من الحواف الدائرية في الهواتف، إلى الألوان المريحة في أنظمة التشغيل، أو حتى تغيير شكل الأيقونات والأنيميشن في كل تحديث، وكأننا نحصل على منتج جديد بينما في الحقيقة لم يتغير سوى شكله.
خذ مثلًا تحديثات أنظمة الأندرويد أو الويندوز، ستلاحظ أن التعديلات الكبرى تكون غالبًا في تصميم الواجهة، بينما الأداء، والسرعة، والحلول الحقيقية لمشاكل المستخدمين تبقى كما هي أو تتحسن بشكل طفيف جدًا. في عالم الأجهزة، نفس الأمر يتكرر، الكاميرا بدقة أعلى، الشاشة بانحناء أكثر، التصميم أنحف… ولكن ما الجديد فعلاً في تجربة المستخدم؟ قليل جدًا.
قد تكون هذه الظاهرة إشارة على شيء أعمق، وهو أزمة ابتكار. حين تجد الشركات نفسها غير قادرة على تقديم قفزات تقنية حقيقية، أو خائفة من عمل تغيير حقيقي، فتلجأ إلى الشكل، لأنه الأسهل في التسويق، والأسرع في الإنتاج، والأكثر قابلية للإبهار اللحظي.
فهل هذا السعي المحموم نحو الجماليات مجرد واجهة لستر التكرار؟ أم أن المستخدمين أنفسهم أصبحوا يهتمون بالشكل أكثر من الجوهر، مما دفع الشركات إلى مسايرتهم؟
التعليقات