يمتلئ كل رمضان بعدد هائل من المسلسلات الدرامية سواء كانت مصرية أو عربية والتي من فرط كثرتها وتنوعها قد تسبب لك التخمة ولا تسمح لك بمشاهدة عمل آخر بل لن أبالغ أن قلت لن تسمح لك بفعل شيء آخر، ولكني إنسان إنتقائي بطبعي وأعرف أن هناك الكثيرين منكم مثلي يختاروا بعناية ما يسمح لهم الوقت بمشاهدته وبالنظر لخريطة مسلسلات رمضان من البداية كان لدينا العديد من الأعمال التي تأجل عرضها لنصف الثاني وتبدو أغلبها واعدة مثل مسلسلات: خالد نور و والده نور خالد، وكوبرا ، ودون سابق إنذار ، جودار ، فراولة، ولكن هناك مسلسل سادس جذبني بشكل شخصي من بداية الإعلان عنه، خاصة في رمضان أحرص بأن أوفر وقتي لعملي ولا أرغب بشغل وقتي بالأعمال الدرامية ولكني صراحة كنت مترقب الصناع الذين يهتمون بعكس القضايا الواقعية التي يشغلني جداً طريقة معالجتها، ولا توجد قضية حالية على الساحة تشغل ذهني وقتي وقت الغالبية منا سوى القضية الفلسطينية وهنا برز مسلسل (مليحة) بطولة دياب وميرفت أمين وأشرف ذكي وعلي الطيب وأمير المصري الذي يبدو إعلانه واعداً للغاية حيث يستعرض على ما يبدو قضايا النازحين من فلسطين والسودان والذين تشترك حدودهم بشكل مباشر مع مصر، وهو ما يفجر العديد من المشكلات التي ترتبط بالأزمات التي يمروا بها والتي نتشارك بشكل أو بآخر فيها وفي محاولة البحث عن حل حقيقياً لها ، لذا سأتفرغ بشكل خاص لمتابعة هذا العمل والنظر كيف سيعالج تلك المشكلة فماذا ستشاهد أنت؟
هذا المسلسل الجديد الذي سأشاهده في النصف الثاني من رمضان فماذا ستشاهد أنت؟
لم أعلم عن هذا العمل قبل قراءتي لمساهمتك، ولفت نظري شيئين مخرج العمل ونوع القضية، وبعد مشاهدة أول إعلان، أستطيع قول أنه يبدو واعدًا ويستحق المشاهدة وخصوصًا أنه يجاري الأحداث الواقعية وبالتأكيد سيكون هدفه هو رؤية المشهد من نطاق المأذيين على أرض الواقع والتعاطف معهم، ربما يٌلقي بذلك النظر لبعض الحلول التي قد تساهم في حل تلك المشكلات، والتي تؤثر على بلدنا بشكل أساسي من مناحي مختلفة. لذلك أعتقد أننا بصدد عمل مختلف هذا العام، وأتمنى أن يظهر كل الأطراف بحيادية وألا يكون مدفوعًا بالعاطفة فقط.
نعم فهو العمل الوحيد الذي يبدو أنه سيناقش القضية الفلسطينية وبشكل جانبي أجتماعي لا أظنه سيعمل على إدانه مباشرة للجانب المحتل أو يتبنى نبرة جريئة في الكلام ، وبالنسبة لسؤالك عن الحيادية هل كان مقصدك منها تقديم المحتل بشكل حيادي أم شرح القضية بطريقة حيادية؟
لا نحتاج لحيادية في تقديم المحتل بالنسبة للقضية الفلسطينية، لأننا نعلمها جيدًا وهي لا تقدم أو تؤخر في النتيجة الأخيرة. لكن أقصد هنا بالحيادية، ذكر كل الجوانب الخاصة بالقضيتين الفلسطينية والسودانية، وخصوصًا أن هناك تعتيم إعلامي بخصوص الأخيرة، ولا نعلم الأسباب السياسية الخاصة بالنزوح، وأتمنى أن أرى مناقشة لتأثير تلك القضايا على الجوانب الإنسانية والسياسية معًا للبلاد، لأن في الأخير السياسة هي ما تتحكم في القرارات العاطفية، وهذا ما نراه في مختلف القضايا في العالم، وليس منطقتنا العربية فقط، فها تتوقع رؤية محددة من هذا المسلسل؟
أنت معك حق تماماً فالعالم يتجاهل قضية السودان (بشكل متعمد) والشعوب تتجاهل ما يحدث في السودان (بشكل غير متعمد) لأن فاجعة فلسطين تجعلهم لا يرون ويبحثون في فاجعة السودان ، بالإضافة إلى أن فلسطين بها عدو واضح صريح ، إلا أن السودان يمزقها الصراع على الحكم بين أطراف آخر ما يهمها هو الشعب نفسه الذي يقتل بينهم ، والمجتمع الدولي من السياسين لهم مصالح واضحة في نشوب الحروب الأهلية في السودان وتأجيجها
لأن في الأخير السياسة هي ما تتحكم في القرارات العاطفية، وهذا ما نراه في مختلف القضايا في العالم، وليس منطقتنا العربية فقط، فها تتوقع رؤية محددة من هذا المسلسل؟
بالنسبة لي لا أعتقد بأي شكل أن المسلسل سيغوص في عمق القضية أو يقدمها بمنظور جريء يكشف (ما وراء الحدث) ولكنه سيكتفي بتلميع البطولات المصرية إو إظهار المساندة المصرية في شكل ما تقدمه الحكومة من مساعدات ودعم ، وبالتأكيد لن يقدم حلول أو يطرح أسئلة .. وأتمنى أن يكون ظني هذا في غير محله.
المسلسل قد لفت نظري أيضا لنفس الأسباب، ولهذا سأحاول متابعته بانتظام إذا استطعت، أما المسلسلات الأخرى التي لفتت نظري وبغض النظر إذا كنت سأتمكن فعلا من مشاهدتها أم لا، إلا أنني أشعر بفضول كبير تجاه مسلسل جودار فلأول مرة ومنذ فترة كبيرة يظهر لنا عمل بأجواء قصص ألف ليلة وليلة، فسيكون مختلف ومميز، وبعيدا عن جرعة الدراما المكثفة والقضايا المثيرة التي تميزت بها أغلب أعمال النصف الأول من شهر رمضان، وثاني مسلسل لم أكن متحمسة له في الأصل، ولكن ما حمسني له كانت تجربة مسلسل أشغال شقة، فبدأت أعيد الأمل مجددا في الأعمال الكوميدية، وأتمنى أن يكون على مستوى قريب من كوميديا مسلسل أشغال شقة، على أسلوب السهل الممتنع، دون مبالغات أو اسفاف.
أشاركك الفضول نفسه إتجاه مسلسل جودار لكونه قام بفعل شيئان أراهم جيدين في الدراما ، قام ببناء قصة واحدة من ألف ليلة وليلة وبناءدراما محبكة حولها دون التفرع لتفاصيل أخرى ، ثم قام ببناء مؤثرات بصرية ممتازة بالنسبة لمسلسل عربي في فئة الخيال والفانتازيا ويبقى السبق في طريقة الطرح ، هل سينجح في تقديم درما ألف ليلة وليلة في قالب شيق مثير وجديد أم لا هل سيعيد تصور للشخصيات بشكل ذكي ومعاصر للتطور العقلي للأجيال الحالية لتقبل تلك النوعية بعد أنتصار نوعية الأعمال مثل صراع العروش أو مملكة الخواتم ، والذين سيصعب عليهم تقبل أعمال أقل .
من الجيد أن نرى أعمالًا (سواء مسلسلات أو إعلانات) في رمضان لهذا العام تشعرنا بأن صناع الفن لا يعيشون في عالم آخر. مثلًا، في الوقت الذي عكست فيه شركة "زين" القضية الفلسطينية، أصرت كل الشركات المصرية تقريبًا على اتباع نهج العام الماضي وكل عام في إعلاناتهم وكأن شيئًا لا يحدث بالعالم من حولنا، وكأن ليس هناك من لا يحتفلون برمضان أصلًا ومن ليست لديهم عائلة ليجمعهم رمضان كما تدعو الإعلانات السخيفة. وجود عمل كهذا أحيا فيّ الأمل بأن عكس الواقع الحاضر ليس محالًا.
نعم هو أمر خانق وممل يا @rana_512 وكنت أترقب كيف سيقدمون القضية الفلسطينية التي طرحت نفسها بشدة وهل سينعزلون في الكمبوند الخاص بالدراما المصرية التي دفن دخله كل القضايا الحقيقية للطبقات التي هبطت إلى خط الفقر بسبب سوأ الإدارة للقضايا الأقتصادية وتراكم الديون ، إذاً ماذا عن الآمن الخارجي هل سندفن رأسنا في التراب عن هذا الأمر أيضاً أم أننا سنتصرف وفق لهويتنا الحقيقية كعرب ومسلمين يعانوا جميعهم المشكلة ذاتها مع الكيان المحتل الذي لن يتوقف لحظة عن فعل ما يفعله.. إلا بطريقة واحدة قط لا غير وهي مواجهته .. لذا يعد هذا المسلسل بمثابة متنفس بسيط لأنني متأكد أنه سيطرح الموضوع من منظور أنساني وأنساني فقط في أفضل تقدير وسيبتعد بشكل كبير عن أي شيء آخر .
التعليقات