الشك ( حسب تعريف ويكيبيديا): هو حالة ذهنية يكون الدماغ فيها مُعلّقًا بين افتراضين متناقضين أو أكثر، يعجز عن قبول أي منها، والشك على المستوى العاطفي هو تذبذب بين التصديق والإنكار. قد يتضمن ارتيابًا أو عدم ثقة أو/ و قلة اقتناع ببعض الحقائق أو التصرفات أو الدوافع أو القرارات. قد ينتج عن الشك إرجاء أو نبذ تصرف مناسب خوفًا من ارتكاب خطأ أو إضاعة فُرص.

يعتبر الشك من أحد الصفات الطبيعية الموجودة لدى الإنسان ولكن يختلف مقدار وحجم هذا الشك من شخص لآخر، وإذا زادت نسبة الشك عن مقدارها الطبيعي فإنها تتحول إلى وسواس قهري ومرض يحتاج لعلاج فوري.

لا يولد الجميع بهذه الشخصية، وأعتقد أن الأمر يبدأ من موقف عصيب يمر به المرء ويفقد بعدها ثقته بكل من حوله ويبدأ بتكوين شكوك وارتياب وأحكام مسبقة وتوقعات وتحليلات وتفسيرات من بين ثنايا الكلام قد لا يكون لها أي أساس من الصحة، ينصب كل تفكير الشخص على اختلاق دوافع وهمية لدى كل من يقابله ويعتقد بأنه سيلحق به الأذى ودائما لديه شعور عدائي تجاه الآخرين.

قد تبدأ الحكاية كلها من كذبة من شخص عزيز تليها صدمة تغير في داخلنا الكثير وبمجرد فقدان الإنسان لثقته بكل ما حوله قد تتصاعد الأمور لديه لتتحول إلى حالة شك غير مبررة لكل ما يدور حوله، والكذب يعزز هذه الصفة كما حدث مع يوسُف الذي سمع الحكاية من كل شخص ولم يكن ليسمع أي تطابق يُذكر في أي حكاية، كلٌ يروي حكاية مختلفة وشعر بأنه واقع في فخ وأن هناك لغز أو مؤامرة تُحاك ضده..

أعراض مرض الشك:

1- افتراض سوء النية دائماً

2- انعدام الثقة في الآخرين بشكل مطلق والخوف عند تعرضهم لأي سؤال

3- الحذر والحيطة الزائدة والغير مبررة

4- المبالغة في تحليل الكلام العادي والبريء

5- الشعور دائما بنظرية المؤامرة المُحاكة ضده

كما ذكرنا وجود الشك المرضي والغير سوي، هناك أيضاً شك طبيعي محمود لا يتجاوز حدوده الطبيعية وهو شك صحي يحمي الإنسان من الوقوع في الأخطاء وهو بطبيعة الحال لم يأتِ من فراغ بل هو نتاج موقف موضوعي وينتهي بانتهاء المسببات، أما بالنسبة للشك المرضي فهو يسبب الكثير من الأضرار للإنسان قد ينتهي بالطلاق والتفكك الأسري ومشاكل في العمل واضطراب سلوكي ويتفاقم الأمر ليصل إلى جرائم وعنف جسدي.

هل تعاني من مشكلة الشك المرضي أو هل قابلت أحد الأشخاص في حياتك الذين يعانون من هذا المرض؟

البعض يقول أنا أفترض سوء النية لدى الطرف الآخر حتى يثبت العكس، والبعض يقول أنا أفترض حسن النية لدى الطرف الآخر حتى يثبت العكس!

من خلال تجربتك وحياتك والمشاكل التي مررت بها، مع أي العبارات أنت؟ وما هي النظرية الأسلم لصحتنا النفسية برأيك؟