معرفة معايير الناس تأتى من التعامل معهم وخاصة فى المواقف الصغيرة ،فتلك المواقف توضح حقيقة الشخص جيدا وتظهر أصله حيث إن الإنسان يتصرف حينها بطبيعته ولايتكلف ، وعامة التعامل اليومى مع شخص ما يكشف شخصيته كل يوم عن الاول .

من خلال مقابلة الأشخاص اعتمد على حكم قلبى اولا ،فقلب المؤمن دليله ، يوجد أشخاص عندما أراهم لاول مرة أرتاح لهم وتبين لى الايام حقيقة اصلهم الكريم ، وأخرين ينفر قلبى منهم ،نغصة صغيرة فى قلبى أشعر بها تجاه الشخص ،(لا احكم عليه) ، ولكن اترك الحكم للأيام ،وغالبا ما يكون شعور قلبى صحيحاً.

ليس لدى طريقة أو وعى كبير لكنى أشعر وحسب!

العديد من الأشخاص أشعر بانقباض ناحيتهم بلا سبب فابتعد تلقائياً أو على الأقل أتصرف من هذا القبيل!

وأشخاص أخرى أنجذب إليهم وترتاح نفسى فأتعامل بطبيعتى.

حتى هؤلاء الذين أوجعونى أو آلمونى كنت دائماً أرى بوادر ذلك وأفهمه لكن بحماقة أتجاهله! لأننى أخاف تصديق الحقيقة لأن ذلك الشخص أحبه مثلاً!

غالباً جميعنا يرى ولكنه يرفض التصديق أو يلتمس الأعذار!

لأننا لا نحب معرفة أن من نحبهم خائنين أو سيئين بأى شكل.

والشدائد تظهر نعم لكنها ليست كل شئ!

فالصديق مثلاً يظهر معدنه إذا تذكر صديقه حينما علم أن هناك مصدراً مهما يأتى منه الامتحان فأخبره به!

وتظهر معادن الناس أيضاً حينما يتذكرون تفاصيلنا الصغيرة وما نحب وما نكره.

ألا تتفقين معى روان؟

من خلال خبرتك الحياتية القصيرة كيف يمكنك معرفة معادن الناس من حولك؟

هل تنتظر الشدائد حتى تعرف محيطك جيداً؟

الشدائد هي التي تُعرفنا على الناس ، لطالما تعرفنا على الكثير وكُنا نعتقد أنهم أفضل الناس ولكن

تبين لنا العكس ، وهناك من كُنا نعتقد أنهم أناسٌ ليسوا بجيدون ولكن الأمر كان مختلفًا تمامًا .

أذكر ياروان أنه قبل سنوات كانت في بلدي حربًا ، حيثُ إستقبلنا بعض الأصدقاء الذين كُنا نعتقد أنهم ليسوا بأناسٌ جيدون ولكن تبين لنا أنهم أفضل الناس التي قابلتهم في حياتي ، لِذا أعتقد أن الشدائد هي التي تُبين معادن الناس .

كيف تميز بين الإنسان في لحظة الغضب وبين الحقيقة التي يخفيها تحت القناع وقد تظهرعندما يفقد أعصابه؟

أعتقد أن الغضب له دور في معرفة معدن الشخص الذي أمامنا .

من خلال خبرتك الحياتية القصيرة كيف يمكنك معرفة معادن الناس من حولك؟

لي قناعة شخصية في هذا الأمر يا روان، وهي ان معادن الناس لا تُكشف إلا بالعشرة.

صحيح أن مواقف الشدة تكشف لنا معادنهم أيضًا، لكن قد يكون الموقف العسير الذي احتجتُ إليه أحدهم يتزامن مع ظرف عسير يمر به هو الآخر فيمنعه عن نجدتي.

لذلك لا اجد سوى العشرة وسيلة لتكشف لنا حقيقة الناس ومعادنهم.

أن يكونوا جزء من حياتنا نُعاين تصرفاتهم عن قرب ونختبرهم في الجد والشدة واللين.

تلك العشرة هي التي تُجلّيهم أمامنا وتكشف عنهم الغشاوة التي عادةً ما نُحيط بها أنفسنا أمام الغرباء.

كيف تميز بين الإنسان في لحظة الغضب وبين الحقيقة التي يخفيها تحت القناع وقد تظهرعندما يفقد أعصابه؟

ربما لحظة الغضب تكشف لنا النوايا الحقيقية، لكن ليس دائمًا.

يعتمد ذلك على طبيعة الإنسان الذي يقف أمامنا.

لا يجب أن نهدم عشرة وطويلة وعلاقة صادقة وجميلة من أجل لحظة غضب تتقاطع فيها المشاعر ويكون الاندفاع والعصبية والتسرع سيد الموقف.

وأذكر مساهمةً لي كانت تدور حول هذا الأمر، وذكر فيها الأصدقاء تعليقاتهم بهذا الخصوص باستفاضة.

كيف يمكنك معرفة معادن الناس من حولك؟

أعتقد أنني شخص انطوائي كما يقولون، أو أنني أحاول أن أضع الحدود بيني وبين الكثيرين في البداية، بحيث لا يدخل أحد إلى دائرتي إلا بعد أن أطمئن له اطمئنانا تاما، ورغم أن ذلك يؤثر على علاقاتي ويجعلها قليلة كما يرى الناس، لكنني على الناحية الأخرى أحافظ على نفسي ونفسيتي وحياتي من المخربين

لا يدخل حياتي شخص إلا بعد أن أطمئن إلا خصاله وإلى أصله الطيب، فمعادن الناس تظهر مع العِشرة، مع مرور المواقف، المرور بجميع أنواع المواقف، فتعرف هل سيقف معك في الشدة ؟ هل سيكون من أوائل الفخورين بي في النجاح ؟ هل سيساعدني في المشاكل ؟ ما هي طريقته في الخصام ؟ كل ذلك يظهر مع الوقت، لا يمكنك الحكم على شخص بموقف أو من أول مقابلة، لكن المعادن تظهر مع الوقت والعشرة ..

كيف تميز بين الإنسان في لحظة الغضب وبين الحقيقة التي يخفيها تحت القناع وقد تظهرعندما يفقد أعصابه؟

لدى رأى في هذا الأمر يا روان، رغم أن الكثيرين يرون أن لحظة الغضب تبيّن حقيقة الشخص، إلا أنني أرى عكس ذلك، الغضب يظهر الشخص السئ بداخلنا، فجميعنا تتصارع بداخلنا الأفكار السيئة والجيدة، لسنا ملائكة، جميعنا بداخله شخص شرير لكننا نستطيع أن نسيطر عليه ونخمده طوال الوقت

لكن في وقت الغضب ذلك الشرير بداخلنا هو من يسيطر علينا، لذا .. أيا كان الشخص الذي أمامي، لا آخذ كلامه على محمل الجد وقت الغضب ..

لكن الخبيث يظهر وقت الهدوء وفي بعض المواقف العفوية، تقع الزلة فتظهر حقيقته