بدأ رمضان وببدايته يبدأ موسم الأعمال الدرامية التلفزيونية العربية، الكثير منها، وربما الكثيرُ والكثير منها لهذه السنة، لهذا الموسم ليأتي السؤال فوراً، ليتبادر إلى ذهنك وأذهان كُلّ المُهتمّين بالحكايا وهذا النوع الأحلى من المُتَع: كيف نختار المسلسل الأفضل ومن الحلقة الأولى؟ 

يبدو أنّ صبرنا بات ينفذ بوتيرة أسرع بكثير من أيّ وقتٍ قد مضى سابقاً، ولهذا صرنا نُريد الخلاصة، زُبدة الزُبدة، ما الذي عليّ أن أتابعه دون أن يُحسب هذا الوقت ضرباً من ضياع مجاني لا مُتعة فيه؟ أقول أنّ الجواب يكمن في السؤال نفسه، تسألني: كيف؟ وهنا أورِدُ لك تفصيلاً بالذي يجب أن يحتويه مسلسلك الرمضانيُّ الأفضل وعلى رأس الأمور ما العامل الذي سألت فيه:

الصبر: يُعد من أفضل الأمور برأيي في الحياة ولكن هذا غلط في المسلسلات، خاصّة العربيّة منها، أدّخر صبرك للأفلام ولكن في مسألة المسلسلات العربية الرمضانية حاكم المسلسل من حلقته الأولى مباشرةً، أطلق حكمك ولا تخاف، ما لا يُبنى ثابتاً من الحلقة الأولى، ما لا يُبنى مشوّقاً من الحلقة الأولى لا يستأهل مشاهدة حلقاتٍ أخرى منه. 

الشخصيات: علينا أن تُدرك جيّداً ومن الحلقة الأولى من هي الشخصيات بالضبط، ما هي طبائع هذه الشخصيات ومزاجها، كيف تتحرّك وماذا نُفضّل وماذا نكره، والأهم من كُل ذلك طبعاً: ما هو الهدف التي ننوي تحقيقه وتمنع الظروف من تحقيقه، أي ما هو هدف الشخصية في العمل بحلقته الأولى. 

المكان: مجرّد أن نرى تناقضاً بين المكان وحالة الشخصيات نحاول أن نهرب من العمل مبكراً، هذا التناقض الذي أقصده مثلاً: شخصية فقيرة لكن المنزل التي تسكنه يُعتبر حالته متوسطة أو أفضل قليلاً، نمط الحياة غير مناسب للمال، ديكور الشارع والعمل وحتى اللباس، كل ما لهُ علاقة بجغرافية العمل، يجب أن لا يُناقض الواقع الذي في العمل والمنطق الذي في أدمغتنا.

نهاية الحلقة: الحلقة التي تتركنا وفي دماغنا أسئلة تريد أن تعرف حلّها فعلاً، هذا مسلسل يُحضر ومهم، الحلقة التي تشعرنا بأنّنا نريد المشاهدة مرّة أخرى من أجل روعة تمثيل فلان أو شراكة الفنان هذا مع ذلك الفنان، هذا مسلسل يجب أن يُترك مهما كنت متعلق فيه، لماذا لإنّهُ لن يقدّم لنا شيئاً بالنهاية، هذه خديعة ضوء.

وأنت؟ هل تختلف معي فيما جئت به لاختيار مسلسلك الرمضاني الأفضل؟ وهل تستطيع إضافة عوامل أخرى يمكننا الاحتكام والاستناد عليها في الحكم من واقع انتباهك وتجربتك الشخصية؟