يحاول الكثير من الملحدين مراراً و تكرارا إثبات عدم وجود الله، بل و يسخر بعضهم منه و يتهم فكرة وجوده بأنها ظالمة، لما يحدث من مشاكل و أمراض و فقر في أنحاء العالم. و تجدهم يكتبون عن ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي و يتكلمون عن ذلك مع الجميع، و عندما لا يتفق معهم أحد يتهموه بالرجعية و الدوغمائية، ولا يتوقفون عن الإصرار على فرض آرائهم.

بالطبع حرية الإعتقاد مكفولة للجميع و ليس من حق أي إنسان أن يفرض ما يراه صحيحاً على الآخرين، و هذا يشمل المؤمنين و غير المؤمنين بوجود الله. لكن لابد لنا أن نتوقف قليلاً عند هذا السلوك الذي يقوم به الكثير من الملحدين. لماذا بالرغم من إستقرار آرائهم على عدم وجود الله، يصرون على الإستمرار في ذكر ذلك بكل الطرق من سخرية أو غضب أو حتى كطرح عادي؟ أليس الأجدر أن يمضوا قدماً بحياتهم و يتركوا الحديث عن هذا الأمر، و يشغلوا أنفسهم بالأشياء التي يحبونها و التي هي أكثر فائدة بالنسبة لهم، خاصة أن الموت بالنسبة لهم هو نهاية المطاف و ليس هناك شيء بعده غير العدم؟

في العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة، عندما يكون لأحدهما علاقة سابقة غير ناجحة. السلوك الطبيعي أن لا يتكلم أو يتذكر ذلك الشخص الذي مر بالعلاقة السابقة عن مدى كرهه لمن كان يعرفه، أو حتى سوء الفترة التي قضاها معه. و ذلك ببساطة لأنه من المفترض أن يكون قد نسيه و طوى هذه الصفحة من حياته. لكن الخطر الحقيقي هو أن يستمر هذا الشخص في إبداء النقد و السخرية و الغضب، أمام الطرف الآخر الحالي. فلو سألت أي صديق أو شخص تثق فيه، سيقول إجابة الكل يعلمها، و هي أنه لا يزال يفكر بالشخص الذي كان يعرفه في الماضي، بل ولا يستطيع أن يخرجه من عقله نهائياً، و أنه غير مرتاح في حياته الحالية.

و هذه هي العلاقة بين الملحد و الله، فلا يبقى له غير أحد خيارين. أن يخرج هذا الأمر من عقله تماماً، و هو ما لم يوفق فيه. أو أن يعود إلى حبه الحقيقي، الذي طالما عاند نفسه و عقله لكي ينفي الإحساس الذي يتملك منه عندما كان مقرا بإيمانه به.

ايها الملحد ماذا تريد بالضبط