فيلم ae dil hai mushkel: مع أيهما تتفق "يُولد الإبداع من رحم المعاناة" أم "تقضي المعاناة على إبداع أصحابها"؟

هناك العديد من الدراسات التي تؤكد وجود علاقة بين الإبداع والمعاناة، وأحدهم دراسة في 2017 ب psychological science حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من تجارب صعبة يكونون أكثر قدرة على التفكير الإبداعي وأكثر قدرة على إيجاد الحلول.

عمليا حتى عندما نتعرض لمشكلة إن لم يكن هناك ضغط ناجم عن وجود هذه المشكلة لن نسعى لحلها سريعا، أيضا حتى بالعمل لو لدينا مشكلة أو حتى أمر يجب أن نحله، إن لم يكن هناك ضغط لحله قد نتأخر ولا نهتم، فلو لديك مشكلة برمجية مثلا وحددت لك موعد بأنه يجب أن تحلها خلال يومين لا أكثر، ألن تحلها أسرع مما لو ترك لك الأمر مفتوحا، مع اختلاف المثال لكن نوعا ما المعاناة تخلق الألم والضغط الكافي لتحفيز الإبداع سواء كتفكير أو بحث عن حلول

لكن الإنسان في كل أحواله يجد ما يعاني بسببه ومن أجله سواء كان غني أو فقير وهناك الكثير من المبدعين على سبيل المثال المخرجين والكتاب الذين كانت حياتهم قد توصف بأنها خالية من المعاناة بالنظرة السطحية لحياتهم، لكن كل منا كما قلت يملك ما يعاني بسببه ومن أجله مهما كانت ظروفه والظروف المحيطة به.

ربما بالفعل القدرات الفردية هي ما تحدد هذا الأمر، فبعض الاشخاص يمتازون بالقوة والثبات حتى مع شدة وصعوبة الظروف التي يمرون بها، فيمكن لمن يعرف كيف يتعامل مع معاناته، أن يفصل بين ألمه وبين عمله، فيستطيع أن يصب كامل تركيزه عليه وبالتالي تكون له فرص متساوية في النجاح والإبداع مثله مثل باقي الأشخاص، ولكن هذا صعب حدوثه على من لا يستطيع أن يتعامل مع معاناته أو يمتلك القوة الكافية لتوزيع طاقته بين ألمه وعمله.

نجد أن النجاح لا يأتي غير بعد المعاناة

لاحظي أنك قلت بعد وليس أثناء وهو ما أتفق فيه ولكن ما لم أتفق فيه في المساهمة هو خروج الابداع جنبا الي جنب مع المعاناة أي باستمرارها، فالانسان داخل المعاناة لا يستطيع أن يفكر في أي شخص آخر سوى في الألم الذي يشعر به، فكيف له أن يبدع ويفكر خارج الصندوق وعقله ملئ بالهموم والأفكار السوداوية والتشاؤم الناتج عن المعاناة التي يمر بها؟

أما إذا تجاوز الإنسان ما يمر به وأعني تجاوزا حقيقيا يجعله يمضي قدما في حياته بكل أريحية فيمكنه بالتأكيد أن ينجح وأن يبدع وأن يحقق ما يريد

خرجت من تجربة زواج فاشلة ولديها طفلة وقررت أن تتفرغ لمدة عام لكتابة قصة هاري بوتر وتجربة موهبتها

ربما تلك التجربة التي خرجت منها هي انتهاء لمعاناة تخلصت منها وليست بداية معاناة فكانت بداية جديدة لها جعلتها تستطيع أن تبدأ في تحقيق أحلامها.