لوهلة تبدو الفكرة غريبة، ولكن لو تأملناها نجدها واقعية جدًا، فأي شخص يُريد قتلك لا يحتاج سوى أن يُعطيك الأمان لتُعطيه موعد داخل بيتك وكلك ثقة أنه لن يؤذيك!، ثم يقتلك ويرحل وكأن شيء لم يكن..

إسم الفيلم :الضيف

التصنيف: دراما، إثارة

تقييم 6.6 من 10 على IMDb

القصة:

أسرة من أب وأم وفتاة تعيش حياة هادئة ومستقرة، الأب مُحب لإبنته ومتعاون مع زوجته، والزوجة أم حنونة وبشوشة وهادئة، والإبنة مدللة ووحيدة وبريئة..

تستعد الأسرة لإستقبال شاب يُريد الزواج من إبنتهم، ليأتي اللقاء في المساء، لقاء عادي كالذي يحدث في أي منزل يمر بهذا الموقف، إستقبال لطيف، جلسة طعام ومناقشات .. لينتهي الأمر بهم جميعًا تحت تهديد سلاح الشاب العريس، الذي يطلب من الأب أن يقتل نفسه وإلا سيذبح إبنته!

أفكار استوقفتني

في الواقع إن الفيلم يحمل أفكار متنوعة، إجتماعية ومنها الديني والسياسي الذي لا أُريد التطرق إليه ولا تمسُّه مساهمتي بصلة؛ ولكن رغم تعدد الأفكار إلا أنني لم أنبهر إلا بفكرة واحدة وهي كيف يُمكن أن يكون القتل لا يحتاج سوى التصنع بالمحبة والإستقبال في منزلك!

هذا ليس خيال.. هذا حقيقي، من الممكن بكل بساطة أن يأتي عدوّك ويتصنع محبتك، لقاء في الثاني يطلب زيارتك، تستضيفه في منزلك بكل محبةٍ، ثم تتعرض أنت وأسرتك للخطر!

قد يظن البعض أن الحل في صرخة أو استغاثة، ولكن لحظة الخطر قد تتلجم خشيةً أن يؤذي فردًا من عائلتك فيضطرُّ الشخص الإستسلام لكافة مطالب العدو!

عُدتُ سنوات إلى الوراء تذكرتُ كلمةً لم تعُد موجودة، وهي "حُرمات البيوت" ، فقديمًا لم يكن من المعتاد أن يدخل أي شخص أي منزل بسهولة، لم يكن من المستحب أن تكون سهرات الأصدقاء في منزل العائلة، ولم يكن الجميع يُطلق عليهم أصدقاء ونستضيفهم في منازلنا؛ كان من يدخل المنزل يستحق حقًا تلك الجلسة بإعتباره فردًا من العائلة؛ وحتى عندما يتقدم شاب لخطبة فتاة، كان المتعارف عليه أن يلتقي به أحد من رجال عائلتها خارج المنزل ولم يدخل المنزل بسهولة حتى يتم السؤال عنه وعن عائلته ومعرفة أصله جيدًا.

ذكرني الفيلم بصديقة لي كانت تستقبل مجموعة من اصدقائها في المنزل ليسوا جميعهم مُقربين لها، بعضهم مقرب لها وبعضهم لا، بدأت تلاحظ ضياع جزء من أموالها بنسب مختلفة، ثم ضاع منها خاتم من الذهب، وتكرر الأمر تدريجيًا حتى اكتشفت أن احدى صديقاتها هي من تفعل بها ذلك.

استقبال الضيوف أمر جيد، وبركة في المنزل؛ ولكن هل كل من نعرفه يستحق أن يكون ضيف في منزلنا؟!

أريد أن أعرف منكم، هل مازلتوا تتعاملون بمبدأ حُرمات البيوت؟ وإن كان كذلك فكيف تُحدد الأشخاص الذين تستقبلهم في منزلك؟، وماذا تفعل لو قام أحد ضيوفك بتهديدك وتعرضت وأسرتك للخطر؟