كيف ندمج الذكاء الاصطناعي في عملنا كأداة مساعدة؟

تجربتي الشخصية مع الذكاء الاصطناعي علّمتني أن البدء بخطوة بسيطة—كالاستخدام في كتابة المسودات أو جدولة المواعيد—يجعل الانتقال إلى استخدامات أكثر تعقيدًا سلسًا وطبيعيًا. كما أن تجربته في البداية كـ"مساعد" بدلاً من أداة تحل محل الجهد البشري يمنح المستخدمين شعورًا بالراحة والسيطرة بدلًا من الخوف من استبدالهم.

وربما التحدي الأكبر ليس في تعلم الأداة، بل في تغيير العقلية من: "هل أحتاجه؟" إلى "كيف يمكنني جعله يعمل لصالح مهامي دون أن يأخذ مني وقتًا إضافيًا؟"

قد  يخلق الجمع بين الذكاء البشري والاصطناعي قوة مضاعفة أكثر من الاعتماد على أحدهما فقط. فبدلًا من استخدام الذكاء الاصطناعي في العصف الذهني أو المهام الروتينية فحسب، حتى أرى أنه يمكن استغلاله كأداة لتحفيز التفكير النقدي عبر محاكاة وجهات نظر معاكسة أو اكتشاف زوايا لم تكن بالحسبان.

خلاف ذلك سأعتبره مضيعة للوقت، أنا بحاجة في الفترة الاخيرة إلى أن أثق في نفسي ،

ولكن كيف ترى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي كمرآة تفكير تساعدك على تطوير مهاراتك النقدية بدلاً من الاكتفاء بالمهام الروتينية؟ وهل تظن أن تجاهله كليًا في بعض الجوانب قد يفوت عليك فرصًا للتطور؟

لا شك في أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة فعالة في شرح المفاهيم وتقديم حلول تقنية، لكن الاعتماد الكامل عليه قد يضعف القدرة على التفكير التحليلي والاستقلالية في حل المشكلات.

وقد اطلعت قبل فترة على دراسة أجرتها MIT عام 2023 على المبرمجين أوضحت أن الذين استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل الأكواد فقط بدلاً من كتابتها بأنفسهم سجلوا انخفاضًا في مهارات حل المشكلات المعقدة بنسبة 15% على المدى الطويل. هذا يبين أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد، وليس كبديل للتفكير.

أقدر وجهة نظرك يا إسلام وتحذيرك من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، لكن يمكن النظر إلى الأمر من زاوية مختلفة أكثر توازنًا. صحيح أن الذكاء الاصطناعي ليس معصومًا من الخطأ، تمامًا كبقية الأدوات التقنية التي نستخدمها يوميًا. المشكلة لا تكمن في الأداة بحد ذاتها، بل في كيفية استخدامها.

ففي مرات عديدة بعملي أثناء مراجعة مهام الفريق أجد أخطاء شتى وعند الاستفسار اجد أنهم اعتمدوا على الذكاء الاصطناعي

الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي دون مراجعة بشرية هو خطأ واضح، لكن استخدامه كأداة مساعدة لتسريع العمليات الروتينية أو لاكتشاف الأخطاء التي قد تغيب عن الإنسان يمكن أن يكون مفيدًا للغاية. شركات التقنية الكبرى مثل Google وMicrosoft تعتمد عليه في تطوير منتجاتها، لكنها دائمًا تدمج المراجعة البشرية لضمان الدقة والجودة.

برأي الأداة ليست المشكلة، بل طريقة الاستخدام. فبدل رفضه تمامًا، ربما يكون الحل في وضع معايير صارمة لمراجعة أي مخرجات يقدمها الذكاء الاصطناعي لضمان الجودة وتقليل الأخطاء. ما رأيك؟ هل يمكن أن تتغير وجهة نظرك إذا طُبقت آليات رقابية صارمة على استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل؟

ولكن ألا ترين أن الاقتصار على استخدامه في المهام البسيطة والمتكررة قد يُفوت علينا إمكانيات أعظم يمكن أن يقدمها في مجالات التحليل، التنبؤ، وحتى دعم اتخاذ القرار. مثلا في قطاع الصحة، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأشعة واكتشاف الأمراض في مراحل مبكرة بدقة تفوق الإنسان في بعض الحالات. فهل يمكن اعتبار هذا مجرد "مساعدة في المهام البسيطة"؟ بالتأكيد لا، بل هو توظيف للذكاء الاصطناعي في جوانب معقدة تسهم في إنقاذ الأرواح.

المهم هو أن نبقى نحن أصحاب القرار، 

الحفاظ على "أن نبقى أصحاب القرار" فكرة جيدة من حيث المبدأ، لكن الواقع يُظهر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم توصيات دقيقة بناءً على بيانات واسعة يصعب على البشر تحليلها بالكامل. ففي مجالات مثل التسويق أو التمويل.

أو اتخاذ قرارات معقدة مبنية على الحدس والخبرة البشرية. 

برأي الذكاء الاصطناعي لا يُفترض أن يحل محل الإنسان بالكامل، بل يُمكن أن يقدم تحليلات عميقة بناءً على كم هائل من البيانات يصعب على الإنسان التعامل معها بمفرده. الجمع بين الذكاء الاصطناعي والحدس البشري قد يكون هو الحل الأمثل لتحقيق قرارات أفضل.

المطلوب هو الفهم الجيد لإمكانات الذكاء الاصطناعي، لكن ينبغي ألا يُفهم ذلك على أنه حصر لاستخدامه في تسريع العمليات فقط. بل الأهم هو الاستفادة من قدراته في التنبؤ، الابتكار، وتحسين جودة العمل ككل.

 المطلوب هنا البحث و الفهم الجيد لامكانيات و تطبيقات الذكاء الاصطناعي و كيف نستغله بشكل صحيح في العمل.

هل يمكنك التوضيح أكثر؟ كيف يتم ذلك؟ كيف نستغله بشكل صحيح في العمل، هل هناك استراتجيات معينة؟

صحيح أن الإبداع البشري لا يمكن استبداله، لكن لماذا لا نجعل الذكاء الاصطناعي جزءاً من عملية الإبداع نفسها بدلاً من حصره في الجوانب الروتينية؟ ما رأيك في تجربة استخدام أدوات ذكاء اصطناعي في مجالات تتجاوز التنظيم والبحث، مثل تطوير مهارات جديدة أو تسريع عملية التعلم؟