عقلية النمو ببساطة هي الإيمان بأن قدراتنا ومهاراتنا ليست ثابتة، بل يمكن تطويرها وتحسينها، فنحن بعملنا نواجه تحديات يومية سواء كانت مشاريع معقدة، أو ضغوط مهنية، أو حتى أخطاء غير متوقعة. الفرق بين من يزدهر ومن يتراجع هو كيفية التعامل مع هذه التحديات، فأصحاب عقلية النمو يرون الصعوبات فرصًا للتعلم، ويبحثون عن طرق للتحسين بدلًا من الاستسلام للعقبات، لذا برأيكم كيف نتبنى هذه العقلية في عملنا؟
كيف نتبنى عقلية النمو في عملنا؟
كل الطرق تأتي من مفهوم عدم الثبات، فلا فشل يوقفنا أو تحديات تعوقنا، لذا مهم جدا بعقلية النمو أن نركز على أن نتعامل مع أخطاء عملي أو النقد الموجه لي كفرصة للنمو، فدوما بأي انتقاد يواجهني أحاول ألا يسيطر علي الإحباط أو حتى الدفاع عن نفسي، أصبحت أبحث وراء الانتقاد وأحلل سببه، ومن ثم أتناقش مع مديري حول الحلول الممكنة وهو بالفعل يساعدني جدا بذلك، ثم أضع خطة تطوير بناء على الحلول وعلى بحثي وأطبقها وهذا فرق معي جدا على مستوى المهارات
هذه النقطة رغم أهميتها لكن الوصول لهذه المرحلة التي وصلتي لها تحتاج لوعي كبير، وثبات نفسي أيضا بحيث لا نترك لهذه الانتقادات أثر سلبي على أنفسنا، فأغلب الأشخاص خاصة الأشخاص العاطفيين ينظرون لهذه الانتقادات بطريقة شخصية، ويأخذونها على كرامتهم وبالتالي يتعاملون معها بشكل دفاعي دون التفكير بها والاستفادة منها
خاصة الأشخاص العاطفيين ينظرون لهذه الانتقادات بطريقة شخصية، ويأخذونها على كرامتهم
المشكل برأيي لا يتعلق بكون الشخص عاطفيا بقدر ما يتعلق بعدم قدرة الشخص على الفصل بين صورة الشخص لنفسه ورؤية الغير له فعندما يكون للشخص صورة واضحة لنفسه وقيمه يستطيع بسهولة اخذ الانتقاد بطريقة سطحية و غير شحصية واعتقد ان هذا ما تقصده نورة
بالنسبة لي التحديات وكيفية التعامل معها تفرق كثيرا، فالتحديات ومواجهتها تخلق لنا فرصة لأن نكتشف أنفسنا ونتعرف على نقاط قوتنا وضعفنا بطريقة عملية، فهناك تحديات واجهتني للوهلة الأولى توقعت أنها خارج قدراتي ولكن عندما دخلتها انجزت بطريقة لم أكن اتوقعها، لذا اتعامل مع التحدي كفرصة للنمو
نسبة كبيرة تخشى من التحدي خوفا من المجهول والمخاطر التي قد تظهر فيختاروا ما يعرفوه، وهذا بكل شيء وبأبسط القرارات، قلة من يختارون الدخول بشيء قد يرونه أعلى من قدراتهم، وأحيانا هناك أشخاص يكون لديهم سوء تقدير لمهاراتهم وخبراتهم ويرفضون التحدي على هذا الأساس، وهؤلاء تحديدا قد يظلوا مكانهم دون أي تغيير لأنهم لم يستغلوا الفرص والتحديات لاكتشاف أنفسهم
لذا برأيكم كيف نتبنى هذه العقلية في عملنا؟
لتبني عقلية النمو في العمل، يمكننا اتباع بعض الخطوات العملية:
- احتضان الفشل كفرصة للتعلم: بدلاً من الخوف من الأخطاء، يجب أن نراها فرصًا للنمو. عندما نخطئ، نحلل السبب ونستخدمه لتحسين أدائنا في المستقبل.
- التركيز على الجهد بدلاً من النتائج الفورية: علينا أن نقدر العمل المستمر والجهد المبذول أكثر من التركيز فقط على النتيجة النهائية، فالتطور يأتي بالتدريج.
- التحديات كمحفزات: عندما نواجه صعوبات، بدلاً من الاستسلام لها، نبحث عن حلول إبداعية، مما يساعد على تعزيز مهاراتنا.
- التعلم المستمر: من المهم أن نلتزم بتعلم مهارات جديدة والتطوير الذاتي، سواء عبر الدورات التدريبية أو الاستفادة من تجارب الآخرين.
- المرونة في التفكير: نتقبل أن الطريقة التي بدأنا بها قد لا تكون الأفضل، ونكون مستعدين لتعديل استراتيجياتنا بما يتناسب مع الظروف.
من خلال تبني هذه العقلية، يمكننا التعامل مع أي تحدي بإيجابية وتحويله إلى فرصة للنمو والنجاح.
لتبني عقلية النمو في العمل، يجب أن نبدأ بتغيير طريقة تفكيرنا تجاه التحديات، حيث نراها فرصًا للتعلم والنمو بدلاً من عقبات. الفشل يجب أن يُنظر إليه كجزء طبيعي من عملية التعلم، وليس نهاية الطريق. من خلال التعلم المستمر وتطوير المهارات، يمكننا تحسين أدائنا والتكيف مع التغيرات. كما أن التفكير الإيجابي والتركيز على الحلول بدلاً من المشاكل يعزز من قدرتنا على التحسين الدائم. بالإضافة إلى ذلك، فإن دعم الزملاء في بيئة العمل وخلق ثقافة تعاون يسهم في نشر هذه العقلية بين الجميع، مما يجعل العمل مكانًا مليئًا بالفرص للتعلم والنمو. كما قال ألبرت أينشتاين: "الجنون هو أن تفعل الشيء نفسه مرة بعد مرة وتتوقع نتائج مختلفة".
برأيي يمكن تبني هذه العقلية من خلال اتخاذ الاستمرارية كأسلوب حياة، أن نتعلم أن النجاح آتي لا محالة وما نريد قادم ما لم يمنعه الله لحكمة وتدبير ورحمة منه، لو تحقق الاستمرار سنصل لمستوى عظيم من النجاح والمهارة والخبرة.
لكن للأسف يضيع أغلبنا بين الملل وبين اليأس وبين قلة العزيمة والصبر، فيتنقل هنا وهناك وهنا وهناك فلا يذوق راحة ولا يدرك نجاح، بينما لو أعملنا العقل وتحلينا بالصبر لأن نستمر بخطى حتى لو بسيطة لأدركنل ما نريد
لذا برأيكم كيف نتبنى هذه العقلية في عملنا؟
علينا أن نغير نظرتنا للتحديات والأخطاء ونتعامل معها كفرص للتعلم بدلاً من كونها عوائق. من المهم أن نكون مستعدين للتجربة، حتى لو لم تكن النتيجة مثالية في البداية، لأن التقدم يأتي من المحاولة والتطوير المستمر. عندما نقابل صعوبة أو نقد، بدلاً من رفضه أو اعتباره إحباط، يمكننا أن ننظر إليه كإشارة إلى ما يمكن تحسينه. لا يوجد شخص يولد محترفاً في مجاله، بل كل مهارة قابلة للتطوير بالممارسة والاجتهاد. لذلك، من الضروري التركيز على العملية وليس فقط على النتيجة النهائية، لأن التغيير الحقيقي يأتي من التقدم التدريجي وليس من قفزات مفاجئة. الفكرة ببساطة أن نتقبل أننا لسنا في أفضل نسخة من أنفسنا بعد، ولكننا قادرون على الوصول إليها مع الوقت والاستمرار.
التعليقات