بصفتك خبيرًا في مجالك، ما هي النصيحة التي توجهها للمبتدئين في نفس المجال ليكونوا قادرين على مواكبة التطورات السريعة فيه؟
ما النصيحة التي توجهها لشخص مبتدئ بنفس مجالك؟
رغم أنني أعتقد أنه ما زال أمامي الكثير لأعتبر نفسي خبيرا في مجالي، إلا أنني قد أعطي نصيحة للمبتدئين وهي أنه لا توجد نقطة معينة بمكن أن تعتبر نفسك قد بلغت القمة بالوصول إليها. فالعمل الحر عموما مجال متجدد يوما بعد يوم، فلا بد من المحاولة المستمرة للتطوير والاطلاع والتحسين من نفسك ومن خدماتك التي تقدمها كي تستطيع الاستمرار
نصيحة مهمة للغاية خاصة أن الكثير من المبتدئين في وقتنا الحالي يكتفون بما لديهم من معلومات وأعمال يجيدون القيام بها دون الاهتمام بتطوير الذات، ومن أكثر الأمور التي تجعلني أتعجب هي الأشخاص الذين يبحثون عن عمل حر لا يتطلب بذل أي جهد بل وبدون أي خبرة، وألاحظ أن معظمهم يطلبون أعمال سهلة في تعلمها مثل إدخال البيانات، ثم يعودون للشكوى من قلة العمل ووجود المنافسة الشديدة.
في الواقع هذا بالفعل أمر شائع جدا لدى أغلب المبتدئين في العمل الحر. حيث يظنون أن العمل الحر هو عمل سهل ومريح ولا يتطلب سوى الاتصال بالإنترنت. الاعتماد على المهارات البسيطة مثل إدخال البيانات قد يوفر دخلاً في البداية، لكنه بالتأكيد لن يكون كافيًا لمواجهة المنافسة الشديدة مع مرور الوقت. السوق دائمًا ما يتطلب التطور المستمر، سواء كان ذلك في تعلم مهارات جديدة أو تحسين المهارات الحالية.
لا تيأس لا تيأس، اعرف مبتدئين كثر اتواصل معهم، ويكونوا بقمة الحماس، وما إن يترفض عرضهم مرة أو اثنين يفقدوا الأمل ويتوقفوا ورغم تحفيزي لهم إلا أنهم يتراجعون، قلة من تكمل، أتذكر كنا ١٣ زميل بنفس الدورة التيكنا ندرسها ٣ فقط من أكملوا والبقية خرجوا من قبل أن يبدأوا رغم أن لديهم مهارات جيدة جدا
النصيحة الأهم بالنسبة لي بما إنني طبيب، يمارس العمل الحر منذ عدة سنوات، مهتم بالرياضة ، ويعمل بالتسويق وصناعة المحتوى، هي الانضباط في عمل أي شئ نريد القيام به. قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن الانضباط هو ما يميز الناجحين عن غيرهم. في المراحل الأولى، نواجه تحديات كثيرة، من الكم الهائل من المعلومات الجديدة إلى الحاجة لتعلم مهارات متقدمة باستمرار.
الانضباط يمنحنا القدرة على تنظيم وقتنا بشكل فعال، والالتزام بخطة واضحة لتطوير أنفسنا، مهما كانت الظروف. الانضباط هو الذي يجعلنا نلتزم بالتدريب، التعلم المستمر، والعمل الجاد حتى عندما لا يكون هناك نتائج سريعة. بدون الانضباط، قد نبدأ متحمسين ولكن سرعان ما نفقد التركيز.
للمبتدئين، من المهم أن يدركوا أن الطريق طويل، وأنهم لن يروا نتائج فورية. لكن مع الانضباط والمثابرة، ستأتي النتائج تدريجيًا، وسيكونون قادرين على تحقيق النجاح.
في مجال الكتابة الإبداعية والتحرير الأدبي، نصيحتي هي تعلم اللغة الإنجليزية في البداية، لأنها ستسهل عليك العمل في المستقبل من الحصول على مصادر مختلفة ومتنوعة وبالتالي عملاء محتملين مختلفين سواء في داخل الوطن العربي أو خارجه، وأيضا سيكون سهل عليك التعلم سريعا فالمصادر باللغة الإنجليزية متعددة وغنية ومحدثة باستمرار عكس المصادر باللغة العربية، في الماضي كان الكتاب والمحررين بالفعل لديهم أكثر من لغة فمنهم من كان معه الفرنسية والإنجليزية ومنهم الإسبانية وهكذا وهذا ما جعلهم مميزين لأنهم يطلعوا على الجديد في عالم الكتابة دون الحاجة إلى وسيط.
أؤيد ذلك بشدة لأن إتقان الإنجليزية يفتح الكثير من أبواب العمل الحر أمام المستقلين، كما يجعلهم أكثر قدرة على فهم المواضيع المختلفة بأفضل الطرق الممكنة من مصادر عالمية متنوعة، كما تكون لدى الكاتب فرص للمشاركة في المسابقات العالمية ونشر أعماله في المجلات الدولية، وبالطبع لا غنى عن اللغة الإنجليزية في وقتنا الحالي عند اتخاذ قرار السفر في أي وقت.
نصيحتي لكل شخص مبتدئ هو عدم التكبر، لا تعتقد انك اكتفيت بجميع المهارات التي لديك وانك بهذة المهارات أنت الشخص الأفضل، لا عليك أن تستكمل التعلم وتزيد من مهاراتك تواضعك في العمل سوف يزيد من جودة عملك ومواكبة التطور السريع الذي يتخذه مجالك.
شخصيا ألاحظ دائمًا أن الأشخاص المغرورين الذين يعتقدون أنهم أفضل من الجميع يحدون من تطورهم سواء من الناحية المهنية أو الشخصية، لأنهم يغلقون الباب أمام جميع فرص التعلم المتاحة فتتأثر حياتهم وجودة أعمالهم بشكل سلبي، لذلك لا بد من تقبل النقد والاستمرار في التعلم للتمكن من مواكبة جميع التطورات الجديدة أولاً بأول.
الوقت هو عدوك الأول انتصر عليه ولا تهدره
استغلال الوقت هو الذي يجعلك أفضل في جميع النواحي
لا تضيع الوقت أبدا وحتى في وقت الاستراحة أجعلها استراحة مفيدة للعقل والبدن
لكن ألا تعتقد أن تحويل جميع أوقات الراحة إلى شيء مفيد للعقل قد يسبب الضغوط النفسية؟ ففكرة إعمال العقل دائماً تؤدي إلى الشعور بالإرهاق مع مرور الوقت، برأيي الراحة الحقيقية التي تعيد للجسم نشاطه وطاقته هي تلك التي نبتعد فيها تماماً عن أي نشاط أو مهام، ونسمح لعقولنا أيضاً أن ترتاح، مع الاسترخاء التام لنتمكن بعد ذلك من العمل بنشاط وإنتاجية أفضل.
أحب توجيه نصيحة تصلح لأغلب المجالات، وهي: استمر في تعلّم مهارة معينة لمدة 6 أشهر متواصلة دون النظر لحجم العائد أو تقييمه. نصيحة كهذه لها أبعادها لاحقًا في التميز بمجالك، التسرع بالحكم على طريق التعلم أو العائد المادي منه غالبًا يؤثر بالسلب على الاستمرارية.
الاستمرار في التعلم والمثابرة بالطبع له قيمة كبيرة للغاية، ولكن فكرة تجاهل تقييم النتائج أو العائد لن تصلح في العديد من المجالات لأن الفرد منا في هذه الحالة قد يجد نفسه يسير في طريق خاطئ دون أن يعلم، أو يتعلم مهارة لن تنفعه في حياته، لذلك أرى أن الأفضل هو التوقف كل فترة ومراجعة ما تم الوصول إليه لضمان أن الجهود التي تم بذلها تسير في الاتجاه الصحيح وبناء على ذلك يتم إجراء التعديلات.
التعليقات