هذا السؤال كان ينتابني كثيرا حينما كنت في الجامعة أواجه مشاريعي الدراسية وحينما بدأت مشواري المهني كنت أطرحه أيضا بخصوص مشاريعي العملية، حينما كنت طالبة في الجامعة كان يستوجب علي أن أعمل مشروعي البحثي مع ثلاثة زملاء آخرين، في بادئ الأمر كنت أشعر بقلق شديد حيال احتمالية عدم توافقنا على الأهداف المسطرة، المهام التي على عاتق كل فرد منا والجدول الزمني، لكن ما إن تحدثنا وتبادلنا الأفكار والآراء، حتى تيقنت بأن العمل ضمن فريق سيساعدني على تطوير مهاراتي واكتساب أخرى جديدة، والاستفادة من مهارات وخبرات زملائي بصفة تشاركية تبادلية، سيزيد من عوامل الثقة، التعاون والتفاهم فيما بيننا، ربما كان ذلك ليحقق نتائج أعلى بكثير من العمل بصفة أحادية فردية!

اطلعت مؤخرا على دراسة أجرتها جامعة هارفارد إذ قالت في مطلعها بأن العمل ضمن فريق يزيد من إنتاجية وإبتكار ورضا الأفراد، يحسّن جودة العمل ويخفف من المشكلات والصراعات، لكن هل العمل الجماعي لا يتضمن صراعات وانشقاقات داخلية بين أعضاء الفريق الواحد؟

عودة إلى مشروعي في التخرج من الجامعة، واجهت مشكلة عويصة خلال العمل ضمن فريقي إذ أننا لم نكن نعرف بعضنا البعض جيدا، فكان غياب التواصل الفعال فيما بيننا عاملا أساسيا في إحداث فجوة كبيرة في العمل، فالتنسيق كان كارثيا والنتائج لم تكن ترضي أي طرف منا.

لذلك يلجأ الكثيرون لخيار العمل بصفة فردية، لأنهم يشعرون بأنهم أكثر استقلالية ولديهم كامل الحرية والتحكم في إنجاز عملهم، يلجؤون إلى هذا الخيار خائفين من التعرض للاستغلال والتهميش من قبل زملائهم، شخصيا أعتبر هاته المخاوف معقولة خصوصا بعدما عشته من سنوات في الجامعة.

في رأيي أن الإنضمام إلى فريق عمل هو خطوة جيدة لتحقيق نتائج من شأنها أن ترفع من إنتاجيتنا، على الصعيد الفردي أو الجمعي، لكني لا أستثني كونه مليئا بالتحديات والمصاعب ويحتاج الفريق الواحد أن يتمكن من مهارات الحوار والتواصل ليتم التنسيق فيما بينهم بشكل جيد.

فما رأيك أنت متى تفضل الإنضمام إلى فريق عمل أو العمل وحيدا؟