كثيرا ما نسمع مثل هذه الجملة من أشخاص يحملون أفكارا يخشون أن تتم سرقتها وعندما تسألهم ما هي هذه الفكرة؟ لا يجيبون خشية أن تقوم بسرقتها أنت ذات نفسك, عندها عليك أن تعلم أنه لا فكرة لهم حقيقة.

ما لا يعرفه كثر أنه عندما نتحدث عن "فكرة مشروع" فنحن لا نقصد عبارة عائمة في الهواء الطلق: تطبيق كذا كذا.. جهاز كذا كذا...إنما الفكرة هي خطة حقيقية مفصلة وبنموذج أولي, لأنه لو كانت "أفكار المشاريع" عبارة عن جمل في الهواء فكل منا يحمل مئات الأفكار.

يمكنني أن أولّد لك أفكار مشاريع إلى مالا نهاية إن أحببت, ويمكنك أنت أيضا أن تفعل الأمر ذاته, كلنا نستطيع فعل ذلك... هذه لا تسمى أفكار مشاريع هذه مجرد أفكار ولا تتحول لفكرة مشروع إلا إن فصلتها ودرستها وأدركت جدواها وكيفية إنجازها.

يعتقد البعض أن أفكارهم التي لا تراوح أذهانهم هي أفكار عبقرية وتحتاج للحفظ من لصوص الأفكار, وهم لا يدركون أن أفكارهم قد خطرت فعلا بذهن العشرات والمئات وربما الملايين حول العالم ولكن أحدا منهم حولها لحقيقة, إما بسبب فشلهم أو لأن الفكرة فاشلة غير قابلة للتطبيق.

صاحب الفكرة الخلابة التي لاتراوح ذهنه والتي يخشى سرقتها هو إن حولها إلى حقيقة سيعلم بها الجميع وبالتالي ستتعرض للسرقة والنسخ في لحظة الإعلان أليس كذلك؟ ولكن هذا لا يحدث لأن العبرة ليست في الفكرة بحد ذاتها بل في كيفية إنجازها وفي الظروف المحيطة بها, أما إن كانت الفكرة اختراعا مبتكرا فإنه يمكن تسجيل براءة الاختراع لكي لا يتم نسخها السنوات التالية لإعلانها, ولكن لا يمكنك تسجيل براءة الاختراع عبارة عن جملة بذهنك بل نموذجا أوليا حقيقيا prototype.

وهكذا يا صديقي العزيز صاحب الفكرة لا تخشى على فكرتك التي في مخك من السرقة, وإن سألك أحدهم عنها فأجبه بلا تردد, وإن احتجت لمساعدة لإنجازها فاطلب المساعدة دون تردد من الجهات التي تعتقد أنها تستطيع مساعدتك في إنجازها على أرض الواقع, لأن ما يتم سرقته ليس عنوان المشروع بل كيفية إنجاز هذا المشروع.